TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > سجن سرّي في المطار

سجن سرّي في المطار

نشر في: 13 سبتمبر, 2015: 09:01 م

في ساحة عباس بن فرناس ، يستطيع سواق سيارات الاجرة التمييز بين المسافرين ،وآخرين وصلوا الى المكان قاصدين سجنا اقامته القوات الاميركية ، وبعد انسحابها خضع لاشراف السلطات العراقية ، يضم نزلاء امضوا سنوات في المعتقل بانتظار التحقيق ثم الاحالة الى المحاكم ، هذه الفئة من المعتقلين ،توزعت بين الكمب واحد الى الكمب سبعة ، يسمح لذويهم بزيارتهم مرة واحدة في الشهر ، اما الكمب الثامن ، فهو واحد من الالغاز ،و يعرف باسم السجن السري.
ما يدور من احادث حول السجن السري في المطار دفعت احد الصحفيين للحصول على معلومات تتعلق بعدد النزلاء والتهم الموجهة اليهم ، ولماذا لم يخضع لاشراف وزارة العدل ، في ساحة ابن فرناس، عثر الصحفي على راس الخيط ، حين اخبره رجل تجاوز الستين من عمره ، بأنه فقد ابنه الطالب في الجامعة المستنصرية في نهاية عام 2009 ، عثر على سيارته لكنه فشل في التوصل الى معرفة مصير ابنه ، دفع الاموال للحصول على معلومة واحدة ، راجع الجهات الامنية ، وكلف اعضاء في مجلس النواب ، ولكن بلا جدوى.
وجود الرجل في ساحة ابن فرناس محاولة للوصول الى الكمب الثامن ، دفع مبلغ عشرين الف دولار ، فحصل على معلومة بان ابنه واحد من بين اكثر من 200شخص معتقلين في "السجن السري " في كمب رقم ثمانية ، تم احتجازهم بموجب قرارات من قادة امنيين على خلفية تنفيذ حوادث تفجير عبواات ناسفة وسيارات مفخخة في مناطق متفرقة من العاصمة بغداد ، الغاية من وجود الرجل في الساحة لغرض التاكد من احتجاز ابنه بارسال ورقة له يكتب على ظهرها اسم امه وشقيقاته ، وغيرها من المعلومات، لكي يتاكد الاب ان نجله على قيد الحياة ، ليتحرك بعد ذلك على "اهل الرحم" من المسؤولين والجهات المختصة لتحديد مصير الابن .
الصحفي احتفظ باسم الطالب المعتقل وابيه ، ويعلم ان الحكومة سبق ان اعلنت نفيها وجود سجون سرية في العراق ، وجميع المعتقلات تخضع لاشراف وزارة العدل ، وهو على يقين راسخ بان ما يقال في ساحة عباس بن فرناس يحتاج الى بيان رأي الجهات الامنية والقضائية ووزارة العدل ، فضلا عن مفوضية ولجنة حقوق الانسان في مجلس النواب .
خلال التظاهرات الاحتجاجية المطالبة باصلاح القضاء ، هناك من تحدث الى وسائل الاعلام عن اعتقال اشخاص منذ سنوات مجهولي المصير ، نص الدستور العراقي على حظر اعتقال اي شخص من دون اعتماد مذكرة قبض اصولية صادرة من جهة قضائية ثم احالته الى التحقيق خلال مدة لاتتجاوز اربعاً وعشرين ساعة ، هذا ما جاء بالدستور اي الكلام على الورق، أما على ارض الواقع فالامر يختلف ، بشهادة عباس بن فرناس .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram