أمضى كارل ماركس ، أعظم فلاسفة القرن التاسع عشر، اثني عشر عاما، من التعب والجهد من اجل الكتاب الذي نقله دفعة واحدة من عالم المجهول الى عالم ضاج وصاخب، نعرف جيدا انه كان معوزا وانه شقي كثيرا وان بداياته كانت صعبة، وانه كان يعيش في لندن هو وزوجته وأبناؤه على أكل الخبز و البطاطا، في الغرفتين اللتين تشكلان المأوى الوحيد لهم، ومرة كتب لإنجلز بأنه لا يستطيع الخروج من البيت، حيث إنه رهن معاطفه ليسدد بعض الديون،
بالامس اعادت لندن الاعتبار الى الفيلسوف الذي عاش معوزا يبحث في مكتباتها عن آخر ما انتجته المطابع ، حيث انتخبت جيريمي كوربن لرئاسة حزب العمال ومن المصادفات ان الرجل اول ما خرج فائزا بالانتخابات قال لصحيفة التلغراف: إن ماركس راصد كبير للحياة والمجتمع، انه شخصية ساحرة ويمكن ان نتعلم الكثير منه فقد حلل ما يجري في العالم بطريقة فذة وان الفلسفة التي ظهرت بوحي منه فلسفة "فاتنة تماما".
لقد كتبت في مديح ماركس وايضا في نقده ملايين الصفحات، وكلها تريد الوصول الى نتيجة واحدة عنوانها "العدالة الاجتماعية" التي لم يحاول للاسف اي مسؤول عراقي ان يزرعها في ارض الرافدين، الجميع ينقلون خليطا من تجارب الفشل والطائفية، واستمرارية الجلوس على كرسي المنصب، أسوأ ما نقله ساستنا هو ممارسة نكران الحقيقة، أو نكرانها، وتكرار الوعود و "تكريرها" ، غدا سنحل لكم المشاكل، امنحونا فرصة مئة يوم، الحزمة الثاثة هي التي ستنهي ملف الفساد.
يجب أن اعترف أنني في زحمة الكتابة عن الوضع السياسي وحكايات فخامته، وأحاجي معالي وزير الخارجية، لم أكتب مرة واحدة عن معاناة شريحة واسعة من المواطنين يستصرخون الضمائر، لأنهم لم يتقاضوا رواتبهم منذ أشهر عدة بحجة خواء الخزينة وبحجج أخرى لا تُغني ولا تُسمن... هذا معيب ويجب أن يقوله الصحفي في صوت واضح، أو أن يتوارى خجلا، لأنه يعتقد أنّ الكتابة عن نظرية عامر الخزاعي في المصالحة الوطنية أجدى وأكثر نفعاً.
نقرأ كل يوم تصريحات وردية عن تنفيذ برامج التنمية، وظائف، شقق، مصانع، لكن الموضوع يبقى كلاماً في كلام، الصحف تكتب كلاماً، والبرامج الانتخابية قالت كلاماً، والناس لا تجد سوى الوعود!
يفيد جدول الدول الفاشلة لعام 2015 الذي أعدّته مجلة "فورين بوليسي" أن العراق واحد من بين 37 دولة ينطبق عليها وصف الدولة الفاشلة.
ساضطر ان اعيد على مسامعكم ما حدث في سنغافورة ، بلادا ليس فيها شيء من خيرات ارض السواد ولا ثرواتها،، لكنها مليئة بقوافل التنمية والحياة، فيما نحن مصرون على ان نضرب الرقم القياسي في قوافل الموتى والمشردين.
عالم ماركس الفاتن
[post-views]
نشر في: 13 سبتمبر, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 2
بغداد
حرام عليك تقارن هذا المفكر الانساني والفيلسوف الوجداني كارل ماركس الذي كتب ودافع ووضع القوانين الانسانية التي تحمي حقوق العامل من تسلط المالك اي حررت العامل من الرّق والعبودية فحرام عليك ان تقارنه بلملوم مرتزقة مافيات بروكسي المقبورون في الكرين زون محم
خليلو...
جيريمي كوربن هذا كان أبواه من المقاتلين ضد فاشية فرانكو أيام الحرب الأهلية في إسپانيا فمن هم آباء فتاحي الفال في بلادنا الرجل نفسه سليل تلك الأسرة المناضلة إذكان من المدافعين عن السود وقائدهم مانديللا أما هؤلاء فما هي سيرتهم النضالية سوى الثرثرة عن مظلو