في وقت كنا نترقب عقد لقاء ثلاثي بين رئيس الاتحاد عبدالخالق مسعود ورئيس لجنة المنتخبات الوطنية فالح موسى والمدير الفني للمنتخب الوطني يحيى علوان لتدارس الاشكاليات التي شهدتها بعثة الوفد الى طهران وبانكوك للفترة من 28 آب لغاية 9 أيلول ، فاجأ الاتحاد الشارع الرياضي ببيان يتضمن قرارات أقل ما يمكن وصفها بالمجحفة عقب اجتماعه الطارئ في وقت متأخر من مساء أول أمس الأحد تضمنت ابعاد ياسر قاسم عن المنتخب وعدم دعوته مجدداً، وحرمان لاعبي الشرطة من تمثيل المنتخب لمدة عام فضلاً عن عدم استدعاء علي صلاح وعلي رحيمة في الفترة القادمة، وسرّ المفاجأة هنا ليس بنوع العقوبة، بل بتجاهل الاتحاد الاستماع للطرف الآخر وهم ياسر ولاعبي الشرطة (جلال حسن وأمجد كلف وعلي بهجت ووليد سالم وحسين علي واحد ومهدي كامل)، وعلي صلاح وعلي رحيمة في لجنة تحقيقية مصغرة تضم اضافة الى الاسماء الثلاثة اعلاه مشرف المنتخب كامل زغير والمنسق الإعلامي للمنتخب محمد خلف ليكون الجميع على دراية تامة بمبررات قضية كل لاعب قبل اتخاذ العقوبة المناسبة.
هذا الأمر لم يحدث بتاتاً ، ولم يعمل اتحاد الكرة بلائحة معلومة تخص المنتخبات الوطنية السارية في جميع اتحادات العالم بدليل ان هذه اللائحة لو وجدت فعلاً لفصلّت الحقوق والواجبات لكل لاعب مثلما تفرض غرامة مالية على لاعبي الشرطة مثلاً تستقطع من عقودهم في النادي وتحوّل الى خزينة الاتحاد مع حرمانهم من تمثيل المنتخب لمدة شهر أو شهرين لا أكثر، وهكذا الحال بالنسبة لبقية اللاعبين.
امامنا حالة مماثلة جرت في الاتحادين السعودي والإماراتي خلال اليومين الماضيين بخصوص عدم انضباط عدد من لاعبي منتخبيهما، فقرر السعودي فرض غرامة مع حرمان لمدة شهرين بسبب مغادرة ثلاثة لاعبين مقر اقامة الوفد في ماليزيا بعد انتهاء المباراة بلا إذن ، وكذلك تصرّف خمسة لاعبين من الإمارات بخروجهم للتسوّق من دون موافقة إلا أن الاتحاد الإماراتي إرتأى استدعاؤهم للتحقيق في موضوع أعتبره "مخالفة إدارية بحتة تعامل معها داخلياً بحزم من دون بلبلة" واغلقت القضية بلا عقوبة بعدما قدموا اعتذارهم حرصاً على تحقيق حلم الاماراتيين بالتواجد ثانية في كأس العالم.
ولما مضى، وإيماناً من (المدى) بأهمية الفرصة الحالية للمنتخب الوطني في طريق المونديال، وحرصاً منها على وأد المشكلة مع جميع اللاعبين الذين وردت اسماؤهم في بيان الاتحاد، فقد تم الاتصال أمس مع رئيس الاتحاد عبدالخالق مسعود لبيان رأيه بخصوص مبادرة تطرحها (المدى) لإعادة الصفاء الى معسكر المنتخب وعدم التفريط بجهد أي لاعب محلي ومحترف يعضّد مساعي الملاك التدريبي في زيادة رصيد منتخبنا من النقاط في الجولات المقبلة وتشريف العراق في استحقاقه القاري – العالمي، فقد ابدى مسعود تفهمه الكامل للمبادرة واستعداد الاتحاد لرفع العقوبات وفتح صفحة جديدة للشروع برحلة الأمل الى روسيا في حال قدّم المعاقبين اعتذاراً خطياً للاتحاد لما بدر منهم ، فقلنا ليكن الاعتذار للعراق "الأب الكبير" وبيت وحدتنا ومُلهم قلوبنا ، نستشعر بعتبه إذا قصّرنا في ملاعب التحدي، ولم تزل رايته بايدينا لنجتمع ونلتحف بها ونصمم على الانتصار .. وهيهات نخذله.
وتبقى مبادرة (المدى) بحاجة الى تناغم الطرف الآخر معها ، فهل بينكم مَن لا يعتذر للعراق؟ أتوجه بالسؤال الى المدرب التربوي حكيم شاكر ليصطحب اللاعبين الستة الى مقر الاتحاد ويؤكد اصالته كما عرفناه وصِدق نهجه الوطني في التسامي فوق الأزمات، وهكذا بالنسبة لياسر الذي لم تكن رسالته مقنعة ومبررة لامتناعه عن مواجهة تايلاند حيث وجّه اتهامات غير مباشرة تفتقد الى بصمات ممن اسماهم بـ"المتنفذين" في المنتخب، وتبقى اخلاقه النبيلة رهاننا الرابح ليعدِل عن موقفه .. ولن ندعه يفترق عنا!
هل بينكم مَن لا يعتذر للعراق؟
[post-views]
نشر في: 14 سبتمبر, 2015: 09:01 م