سألت احد الزملاء إن كان قد تابع أمس حلقة جديدة من مسلسل "جلسات البرلمان العراقي" والى اي مدى تتطابق أحداث هذا المسلسل، مع ما يجري في العراق، قال إن الحلقات الاخيرة فقدت متعة المفاجأة بغياب حسن السنيد، وسفر العديد من نوابنا الأفاضل البعض الى ديار "الحج" . لا أستطيع وانا الذي عملت طويلا في مجال الدراما أن أصنف مسلسل "البرلمان العراقي" في أية نوعية من الدراما، التراجيديا أم الكوميديا، أم خليط أطلق عليه المختصون "الكوميديا السوداء"، لكن بمعزل عن التصنيفات، لم تشدّني دراما تلفزيونية كما انجذبت إلى مشاهدة النائبة عالية نصيف وهي تقذف بحذائها "الذهبي" . جلسة بعد اخرى الاحداث تصبح اكثر سخونة، حين نعرف ان رئيس اللجنة القانونية في البرلمان ضبط متلبساً وهو يوزع سندات اراضٍ مزورة، وان رئيس اللجنة الأمنية لايزال يخبرنا صباح كل يوم ان فوضى الأمن وخطف العمال الأتراك مجرد معركة أشبة " بمصارين البطن ".
ماذا يخفف من بؤس هذه المشاهد ؟ شيء من تلقائية المرحوم سليم البصري الذي أصرّ على انه يعرف " هندي " وهو لم يتجاوز مرحلة الأمية .
إحدى مشاكل برلماننا الموقر ان مشاهده التمثيلية لاتحرك في العراقيين حاسة الإعجاب والإشادة، بل حاسة السخرية والضجر . منذ أشهر والعراقيون في كل محافظات العراق يتظاهرون ويحتجّون ويطالبون بالإصلاح ، لكن البرلمان مصرّ على تحويل احتجاجاتهم الى نكات عن "مشروع قانون الضوضاء " وقرار بغلق المواقع الإباحية .
ربما فات السادة النواب ان التشويق في الدراما يحتاج الى عناصر كثيرة اهمها حسن اختيار الممثلين، في شبابي كنت مغرما بالمسلسل الأميركي الشهير دالاس والنجم لاري هاغمان الذي لعب دور رجل الاعمال "جي.آر"، ولكنني كنت منحازا لزوجته التي أدتها الجميلة ليندا غراي، رقة في الشكل وأناقة في الحديث، واليوم الكل مهووس بالسلطان سليم القانوني وحريمه اللواتي يتسابقن على خطف لقب ملكة الجمال، ولهذا لا أعتقد ان أحدا من العراقيين مستعد ان يزهق أعصابه وهو يشاهد مسلسل " حريم البرلمان العراقي"، او يبكي دموعاً غزيرة من اجل جلسة ينسى صنّاعها ان الآلاف من الشباب العراقيين يهيمون في دروب الغربة .. و لا من معين الا الكافرة "ميركل".
آسف لأنني اشغلكم دوما بمثل هكذا موضوعات، لكن إذا كانت القضية الدفاع عن القيم والأخلاق، فلا فرق بين سرقة اموال الشعب وقتل الأبرياء، وصناعة " المسلسلات الإباحية".
مسلسل " إباحي"
[post-views]
نشر في: 14 سبتمبر, 2015: 09:01 م