TOP

جريدة المدى > عام > القسم الثاني من الحوار مع الروائي فيليب روث:منفاي البريطاني ساعدني على اكتشاف بلدي الأم

القسم الثاني من الحوار مع الروائي فيليب روث:منفاي البريطاني ساعدني على اكتشاف بلدي الأم

نشر في: 16 سبتمبر, 2015: 12:01 ص

× هل ترى أن القلق من تدهور الأداء يمكن ان يبتلى به الكتّاب مثلما الممثّلون ؟ هل حصل لك ذات يوم وان شعرت بأنك " فقدت سحرك " أنت كما الممثل المسرحي في روايتك ؟• نعم نعم هذا يحصل بشكل روتيني في الفترات التي تنحصر بين إكمال كتاب والبدء في كتاب

× هل ترى أن القلق من تدهور الأداء يمكن ان يبتلى به الكتّاب مثلما الممثّلون ؟ هل حصل لك ذات يوم وان شعرت بأنك " فقدت سحرك " أنت كما الممثل المسرحي في روايتك ؟
• نعم نعم هذا يحصل بشكل روتيني في الفترات التي تنحصر بين إكمال كتاب والبدء في كتابة كتاب جديد . أتساءل دوماً عندما أكمل كتاباً لي "ما الذي سأفعله الان ؟ و من أين سألتقط فكرة جديدة لكتابي القادم ؟" ثم يتلبّسني رعب على درجة واطئة من الشدّة ويحصل بعدها شيء ما يدفعني دفعاً للكتابة .. شيء لا أعرفه تماماً ولو كنت أعرفه لفعلته بلا تفكّر في كل مرة .
× في روايتك ذاتها ( المسكون بالأرواح ) يشرع الممثل الذي أسميته سام أكسلر في علاقة تدميرية ذاتية مع امرأة من ذلك النوع من النساء المفترسات التي أراها شخصية جذابة للغاية . أخبرني عن نشوء فكرة هذه الشخصية لديك ؟
• هل بدت لك المرأة مفترسة فعلاً ؟
× هكذا شعرت نحوها وأنا أقرأ العمل . تبدو شيطانية للغاية .
• أوووه . حسناً أنت قارئ ولك أن تشعر ما تشاء ولكن لم يحصل أن اخبرني قارئ بمثل ما شعرت به انت تجاه هذه المرأة . لم أكن أنوي أصلاً أن أجعل هذه المرأة مفترسة او شيطانية متغوّلة كما تتصوّر ولكنني كنت أبغي الكشف عن علاقة غير جديرة بالثقة انغمس فيها سام أكسلر . لا أظن ان المرأة كانت شيطانية بأكثر ممّا تفعل الأخريات ولكن كانت لها جاذبية خاصة : جاذبية جنسية و إيروتيكية بالتحديد جعلت من سام اكسلر شخصاً سعيداً لذا يكون من المهم لبرهة قبل ان ننعتها بأنها شريرة أو مفترسة أن نتذكّر بانها هي من جعلت الرجل سعيداً بعدما كان مملوءاً يأساً و قنوطاً إذ جاءت المرأة وحطّمت الاغلال التي قيّدته .
× هل ترى ان الكتابة عن المشاهد الحميمية أكثر صعوبة من الكتابة عن سواها أم انهما سواء بسواء؟
• ثمة ما ينبغي ان نتحسّب له عند كتابة مشاهد حميمية : فأنت لا تريد ان تكرّر نفسك ولا ترغب في الوقوع في فخّ العبارات الجاهزة ولا تنوي ان تبدو مبتذلاً . أنت تريد ان تبدو كمن يصف الوضع وحسب بقدر استطاعتك ولا تبتغي استثارة أي احد . أخبرني صديق لي بأنه استثير للغاية عند قراءة بعض المشاهد الحميمية في رواياتي ولا أرغب في الحديث عمّا أشعر تجاهه ولكن أقول أنني لم أرغب في ان أسمع شيئاً مثل هذا يقال عن أي من اعمالي .
× سبق لك ان قلت في حوار ما معك بأنك تظن أن لا أحد سيقرأ الروايات بعد 25 سنة من اليوم . هل تظن اليوم أن رأيك كان استفزازياً بقدر ما أم تراه مقبولاً ؟
• الحقّ أنني كنت متفائلاً إذ حدّدت موعداً لذلك بعد 25 سنة !! . أعتقد أن قراءة الرواية اليوم أضحت عملاً طقوسياً محصوراً بفئة صغيرة للغاية ، و أظن أنه سيوجد دوماً من سيقرأ الروايات لكنّه لن يتعدّى مجموعة صغيرة من الناس و ربما أكثر بقليل من بعض الناس الذين يقرأون الشعر اللاتيني اليوم .
× ما الذي تظنه ان بوسع الروائيين القيام به إزاء هذه الحالة؟
هل تظن ان الشكل السردي حسب هو ما سيموت في الرواية الحالية ؟ ما الذي سيتغير بطريقة حاسمة : طول الرواية مثلاً ؟ وهل هذا الشعور هو ذاته ما يملي عليك اليوم كتابة روايات أقصر من سابقاتها ؟
• إن المعضلة تكمن في المطبوع : في جسم الكتاب ذاته فقراءة الرواية عمل يتطلّب قدراً من التركيز والتمحور الذاتي والانغماس في القراءة ولو حصل أنك قرأت رواية ما ولم تكملها بعد اكثر من أسبوعين فذاك يعني انك لم تقرأها فعلاً ، و اعتقد ان هذا التركيز المفرط على فعل القراءة عمل شاق ويصعب الانصراف له في عالمنا اليوم . إن من الصعب للغاية أن توجد اعداد كبيرة من القرّاء اليوم ممن يملكون الوقت والقدرة والدافع الذاتي للانصراف الى عمل شاق كهذا الذي وصفته .
× هل ان أجهزة الكيندل ستكون بديلاً مناسباً للقراءة كما تظن ؟ عندما أسافر اليوم بالطائرة أرى كثيراً من الناس يقرأون على أجهزة الكيندل ورغم أنني أملك واحداً غير انني أفضّل الكتاب الورقي .
• ربما يكون بديلاً مناسباً رغم انني لست معتاداً على جهاز الكيندل . قرأت مرة في جهاز الكيندل قطعتي المفضّلة التي يكتبها نيكولسن بيكر في النيويوركر و كانت قراءة جيدة للغاية وفيها يعلن بيكر شكوكه بشأن مستقبل جهاز الكيندل . لا أظن ان جهاز الكيندل قادر على جعل القراءة تختلف اليوم عما كانت من قبل : لا يمكن للكتاب أن يتنافس مع الشاشة - في التلفزيون او الحاسوب – مثلما لم يكن باستطاعته ان ينافس شاشة السينما بالأمس .
× هل تفكر احياناً - ككاتب – وتقول : " أريد أن اكتب كذا عدد من الكتب " ، أم انك تتابع عملك الإبداعي وحسب بلا نظر الى المعادلة العددية ؟
• لا أعير أي اهتمام للعدد الذي أكتبه من الكتب ، بينما أعير كل الاهتمام لان أكون منغمساً في العمل الذي أعتزم إنجازه رغم انه قد يحصل معي احياناً أن تشغلني فكرة كتابة كتاب ما بينما لا أزال اعمل على عمل لم يكتمل بعد . كل كتاب يبدأ من بقايا الرماد بالفعل ولا اشعر أبداً أن عليّ ان أفعل كذا او ان أروي قصة ما منذ البدء وكل ما أبتغيه هو ان أكون متوحداً مع العمل الذي اعمل عليه في الوقت الذي أعيش فيه حياتي .
× تبدو موجتك الإبداعية الثانية مترافقة مع كونك منفياً في لندن . هل ترى ان منفاك اللندني استثار شيئاً داخلك ممّا دفعك لهذا الابداع المشهود ؟
• نعم أرى ذلك وهو بالضبط ما حصل . كنت أعيش في لندن للفترة من 1977 – 1989 ولمدة سبعة أشهر في السنة وعندما كنت أغادر لندن للفترة المتبقية من السنة كنت أعود للعيش في منزلي في نورث ويسترن بولاية كونيكتكت الأمريكية والتي كانت مكاناً شبه منعزل وبعيداً عن الأجواء الأمريكية و هكذا ففي كل مرة أعود إلى أميركا أكون متعطشاً لها اكثر من السابق وهذا ما حصل لي بصورة مكثفة مع كتابة أعمالي : ( المشهد الرعوي الأميركي ، تزوّجت شيوعياً ، الوصمة البشرية ) ، وكل هذه الكتب ترتكز على خلفية أميركية طاغية ، وكما ترى فإن منفاي البريطاني ساعدني على اكتشاف بلدي الأم . كان منفاي بمثابة بركة لي ولا اعتقد انني كنت سأتمكن من إنجاز اعمالي تلك لو لم أغادر أميركا بالطريقة التي فعلت .
× وكيف تشعر تجاه أميركا الان ؟ هل تشعر ان فترة رئاسة بوش غيّرت في أمريكا الكثير ؟ كيف تشعر تجاه وضع أميركا اليوم ؟
• هل يتوجّب عليّ الإجابة على هذا السؤال؟
× تستطيع المحاولة في الإجابة وتستطيع تجاوز السؤال إذا أردت .
• أنا من مؤازري أوباما ، ومتى ما كان أحدنا مؤازراً لإدارة أوباما سيعني هذا حتماً أنّه عاش الكثير من الصعاب في سنوات بوش .
× وكيف تصف أداء أوباما اليوم كرئيس؟
• أظن أنّه يفعل أفضل ما يستطيع فعله.
× كيف ترى في أوباما كاتباً ؟
• أرى في ( أحلام أبي Dreams of My Father ) كتاباً جيداً ، وقد قرأته بمتعة كبيرة وكان دافعي جزئياً لقراءة العمل هو أنّه كتب بقلم هذا الشاب اليافع الذي كان يسعى للرئاسة أنذاك ، ووجدت الكتاب مكتوباً بطريقة جيدة ومقنعة كذلك وثمّة الكثير من مقاطعه سهلة الحفظ أيضاً.
× ما الذي ترغب في كتابته خلال السنوات العشر القادمة ؟ هل تامل أنّك ستنجز دفقاً إبداعيّاً ثالثاً مثلما فعلت مع دفقيك الإبداعيين الأوّلين ؟
• ما أرغب فيه فعلاً : أن أجد فكرة تبقيني مشغولاً حتّى موتي ولست أعير اهتماما كبيرا لمسألة كتابة كتاب جديد وإن كنت لا أستبعد فكرة كتابة كتاب طويل يشغلني لما تبقّى من حياتي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

بمناسبة مرور ستة عقود على رحيل الشاعر بدر شاكر السياب

تقاطع فضاء الفلسفة مع فضاء العلم

وجهة نظر.. بوابة عشتار: رمز مفقود يحتاج إلى إحياء

أربع شخصيات من تاريخ العراق.. جديد الباحث واثق الجلبي

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

مقالات ذات صلة

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي
عام

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي

د. نادية هناوييؤثر الذكاء الاصطناعي في الأدب بما له من نماذج لغوية حديثة وكبيرة، حققت اختراقًا فاعلا في مجال معالجة اللغة ومحاكاة أنماطها المعقدة وبإمكانيات متنوعة وسمات جعلت تلك النماذج اللغوية قادرة على الاسهام...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram