اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الى فيينا بلمح البصر

الى فيينا بلمح البصر

نشر في: 16 سبتمبر, 2015: 09:01 م

اتصل بي صديق حبيب ليخبرني انه وصل سالما الى فيينا. ثم ذكر لي انه ليس بمفرده، لان صديقا مشتركا اخر رآه بالصدفة، قد وصل لتوه الى العاصمة النمساوية كذلك. انتقل الهاتف الى صاحبنا الذي كنت رأيته قبل خمسة ايام فقط في عنكاوة: معقولة؟ اجاب: نعم، خلال يومين ونصف وصلت بهدوء الى فيينا. مكانك خالي!
الشباب كما يبدو من كلامهم وما ينشرونه من فيديوهات على فيسبوك، لا يشعرون انهم في رحلة موت عبر البحر. خاصة حين يتعلق الامر بالعراقيين، اذ ان السوريين وهم اشقاء كرام، يمرون بظروف مالية اصعب. اصبحت القصة اشبه بالمغامرة التي تخلص المرء "من الملل والرتابة".
احد معارفي الشباب خاض مغامرات رهيبة حين تطوع في الحشد. ثم بعث برسالة تقول: مللت رائحة النفط في بيجي، سأبيع سيارتي السايبا الرديئة، واجرب مغامرات اوربا! هو الان في المانيا.
اما اخر الالغاز فهي ان السوريين يعتقدون ان المنطقة يجري افراغها من السنة عبر مخطط، لكي يصبح عدد الشيعة اكثر، في الهلال الممتد من سوريا الى البصرة. بينما يعتقد الشيعة انها مؤامرة على التشيع، كي يلقي مقاتلو الحشد سلاحهم ويفضلوا حياة اوربا!
وبينما يذهب مساكين المشرق نحو الغرب، فان الغرب يأتي الينا. واذا تطلب الامر من صاحبنا يومين كي يصل الى فيينا، فان الدب الروسي ظهر بلمح البصر حول اللاذقية، وجعل المراقبين يختصرون الامر بالقول: انه انتشار عسكري لم تقم به موسكو منذ ان تحركت لصالح مصر مطلع السبعينات، لكنها هذه المرة استخدمت اجواء طهران وبغداد نحو دمشق.
وهنا تتوالى الاحاجي: واشنطن تطلب من بغداد ان ترفض مرور طائرات موسكو. وبغداد ترد: لا نمتلك طائرات تكفي لمنع الروس! فتقول اميركا: يمكنكم ان تطلبوا من البنتاغون ان يفعل ذلك نيابة عن العراقيين. ثم.. لا جواب من بغداد، التي تتفاجأ بأن اهل موسكو وواشنطن وطهران، كلهم، متحمسون لدعم العراق، سواء وافق العراق او رفض.
الباحثون اهتموا خلال الساعات الماضية بتحليل موسع نشرته نيويورك تايمز حول الدور الروسي الجديد. واختتم بانتقاد غاضب وجهه السيناتور الشهير جون ماكين لادارة اوباما "التي لم تقم بما يجب لمواجهة روسيا". لكن ماكين حسبما تقول الصحيفة، لم يكن يمتلك تصورا محددا حول ما ينبغي لاميركا فعله الان، او هكذا احب ان يبدو امام محللي نيويورك!
وقد كنت مع سياسي طيب في نقاش متلفز قبل ساعات، لكنه زعل مني حين قلت: ان كثيرا من المضطربين عقليا يتسنمون مواقع حساسة جدا في الدولة، خلال لحظة مصيرية رهيبة. ولماذا تزعل ايها الطيب، دعك مني، فالعراق "في احسن حال". والطريق بين اوربا والشرق الاوسط، ذهابا وايابا، صار بفضل المضطربين عقليا، بلمح البصر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

ريال مدريد يجدد عقد مودريتش بعد تخفيض راتبه

العثور على جرة أثرية يعود تاريخها لعصور قديمة في السليمانية

"وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

تحذيرات من ممارسة شائعة تضر بالاطفال

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: العميل "كوديا"

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

 علي حسين ما زلت أتذكر المرة الأولى التي سمعت فيها اسم فولتير.. ففي المتوسطة كان أستاذ لنا يهوى الفلسفة، يخصص جزءاً من درس اللغة العربية للحديث عن هوايته هذه ، وأتذكر أن أستاذي...
علي حسين

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (1-2)عطلة نهاية العام نقضيها عادة في بيت خوالي في بغداد. عام ١٩٥٨ كنا نسكن ملحقاً في معمل خياطة قمصان (أيرمن) في منتصف شارع النواب في الكاظمية. أسرّتنا فرشت في الحديقة في حر...
زهير الجزائري

دائماً محنة البطل

ياسين طه حافظ هذه سطور ملأى بأكثر مما تظهره.قلت اعيدها لنقرأها جميعاً مرة ثانية وربما ثالثة او اكثر. السطور لنيتشه وفي عمله الفخم "هكذا تكلم زارادشت" او هكذا تكلم زارا.لسنا معنيين الان بصفة نيتشه...
ياسين طه حافظ

آفاق علاقات إيران مع دول الجوار في عهد الرئيس الجديد مسعود پزشكیان

د. فالح الحمراني يدور نقاش حيوي في إيران، حول أولويات السياسة الخارجية للرئيس المنتخب مسعود بيزشكيان، الذي ألحق في الجولة الثانية من الانتخابات هزيمة "غير متوقعة"، بحسب بوابة "الدبلوماسية الإيرانية" على الإنترنت. والواقع أنه...
د. فالح الحمراني
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram