TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > خطف " بنيوي "

خطف " بنيوي "

نشر في: 16 سبتمبر, 2015: 09:01 م

كان تشرشل قد حقّق النصر لبريطانيا وهزم هتلر في عقر داره، لكن الشعب رأى أن السياسي الذي قاد الحرب لا يمكنه أن يقودَ السلام، فقرر الرجل البدين، أن يذهب الى مزرعته يكتب عن تفاصيل العناد الانساني في مواجهة الخراب: "تسألونني ماذا حققت في هذه الحياة القصيرة، سأجيب بكلمات قصيرة ايضا ، الدفاع عن الحياة في مواجهة الحروب، الحياة التي يجب ان نحافظ على جديتها مهما دفعنا من ثمن باهظ "
اليوم لا نعرف اسم رئيس وزراء استراليا الجديد، وما اسم رئيسة كوريا الجنوبية، ولا نقرأ في الاخبار عن خطب المسؤولين في الدنمارك، من هو رئيس وزراء الدنمارك؟ انا متأكد ان الكثيرين لا يعرفون هل هو امرأة ام رجل، إنها يا سادة "هيلي تورنينج شميت" المرأة التي تؤمن بان العدالة الاجتماعية ليست نظريات، ولا خطب في الفضائيات، انها حق للمواطن وواجب على الدولة.. ولهذا حافظت هذه البلاد على درجات متقدمة في سلم السعادة، الدرجة الثالثة بعد سويسرا وايسلندا، وارجوك لا تسألني عن العراق فلا سلم ولا درجة تقترب منه، انه في درجات متقدمة من سلم الاخبار المؤسفة، والا كيف ستقرأون عن مسرحية اختطاف "الزعيمة" عواطف النعمة، في الصفحة التي تقرأون فيها ان اكثر من الف شاب من كل محافظة عراقية يقفون طوابير امام مديريات الجوازات كل يوم؟ كيف ستقرأون عن مقتل العشرات على يد داعش كل يوم؟، وانتم تطالعون خبرا يقول ان مجلس النواب سيتمتع بعطلة طويلة بعد ان استطاع وبجهود "مخلصة" من ان يصوت على مشروع قانون الضوضاء، وهو القرار الذي جعل العراقيين يتنفسون الصعداء حيث فتح بابا واسعا لإمكانية منع محمود الحسن من الحديث، ووضع غرامات ضد "الصارخة" حنان الفتلاوي.
اثنا عشر عاما في ظل حكومات متعاقبة، كانت سمتها الكبرى، الفشل. وكانت مأساتها الأكبر ان ربان السفينة لايعرف أبجديات الابحار، لكنه يجيد فن اطلاق الشعارات، في ما مضى كانت بريطانيا تمنح معوناتها إلى بلد مثل البرازيل، لكن لولا دي سليفا قرر أن يُدخله عالم الثمانية الكبار، لا حدود للسعادة في بلدان تحترم شعوبها، لا وجود لكلمات من شاكلة ان: "لدى الحكومة مشروع مصالحة على أساس بنيوي ، هدفه الحيلولة دون التماهي مع المشاريع الأجنبية" هذه ليست من كتاب " خوف ورعدة" لكيركغارد، إنها من بنيوية مستشار رئيس الوزراء لشؤون المصالحة !!
مَن الذي بدأ في خراب البلاد ؟ من الذي خطف التغيير ، وإلى أين يمضون بنا ؟ هل انتهت " مسرحية " خطف النواب ، بتوضيح وزير التربية التربية ؟ ام ان القضية يجب ان يُرَاق على جَوَانِبِهِا الدّمُ. ؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. د عادل على

    بريطانيا كانت لها الحرب العالميه الثانيه والعراق كان له قادسية صدام-------بريطانيا لم تكن البادئه بالحرب ضد المانيا النازيه بل العراق دخل حربا ضد ايران وكل الاراضى الايرانيه المحاديه كانت خاليه من العساكر الايرانيين وتقدم العراق فى عمق عربستان------صدام

  2. بغداد

    يا صاحب القلم الأنيق الرشيق الحذق يا استاذ علي حسين حماك الله وحفظك تعليقي اليوم هو تعليق الاستاذة أم رشا اللي تعليقاتها دائماً هي بمثابة مقال جوهري لأنها تعرف كيف تضع النقاط على الحروف بسلاسة ودقة متناهية وها انا اضع جوابي اليوم على مقالك لهذا اليوم هو ت

  3. الشمري فاروق

    اعتقد ان قانونا او قرارا لمنع الضوضاء قد صدر في عهد رئيس الجمهوريه المرحوم عبد الرحمن محمدعارف

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

 علي حسين أبحث في الأخبار ومجادلات الساسة عن موضوع لعدد اليوم ، وربما عن فكرة أقنع بها القارئ المحاصر بقطع الطرق والأرزاق، وبالعيش في مدن مثل حقول الألغام، شعارها التمييز، ومنهجها الإقصاء، ودليلها...
علي حسين

قناديل: حين استيقظ العراقي ولم يجد العالم

 لطفية الدليمي لعلّ بعض القرّاء مازالوا يذكرون أحد فصول كتاب اللغة الإنكليزية للصف السادس الإعدادي. تناول الفصل إيجازاً لقصّة كتبها (إج. جي. ويلز) في سبعينات القرن الماضي، عنوانها (النائم يستيقظ The Sleeper Awakes)....
لطفية الدليمي

قناطر: أنقذوا الثقافة من الأدعياء

طالب عبد العزيز منذ قرابة عقد من الزمن وأتحاد الادباء في البصرة يعاني من أزمة في اختيار مجلس إدارته، وهو بعلة لا يبدو التعافي منها قريباً، بسبب الاقتتال على المقاعد الخمسة الأولى التي تمثله....
طالب عبد العزيز

الانتخابات العراقية عام 2025: التحديات الداخلية في ظل ضغوط دولية متزايدة ..

كارول ماسالسكي ترجمة : عدوية الهلالي في يوم الثلاثاء، 11 تشرين الثاني 2025، أجرى العراق سادس انتخابات برلمانية ديمقراطية منذ سقوط صدام حسين عام 2003. وقد حققت القائمة الشيعية «ائتلاف الإعمار والتنمية»، بقيادة رئيس...
كارول ماسالسكي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram