كان تشرشل قد حقّق النصر لبريطانيا وهزم هتلر في عقر داره، لكن الشعب رأى أن السياسي الذي قاد الحرب لا يمكنه أن يقودَ السلام، فقرر الرجل البدين، أن يذهب الى مزرعته يكتب عن تفاصيل العناد الانساني في مواجهة الخراب: "تسألونني ماذا حققت في هذه الحياة القصيرة، سأجيب بكلمات قصيرة ايضا ، الدفاع عن الحياة في مواجهة الحروب، الحياة التي يجب ان نحافظ على جديتها مهما دفعنا من ثمن باهظ "
اليوم لا نعرف اسم رئيس وزراء استراليا الجديد، وما اسم رئيسة كوريا الجنوبية، ولا نقرأ في الاخبار عن خطب المسؤولين في الدنمارك، من هو رئيس وزراء الدنمارك؟ انا متأكد ان الكثيرين لا يعرفون هل هو امرأة ام رجل، إنها يا سادة "هيلي تورنينج شميت" المرأة التي تؤمن بان العدالة الاجتماعية ليست نظريات، ولا خطب في الفضائيات، انها حق للمواطن وواجب على الدولة.. ولهذا حافظت هذه البلاد على درجات متقدمة في سلم السعادة، الدرجة الثالثة بعد سويسرا وايسلندا، وارجوك لا تسألني عن العراق فلا سلم ولا درجة تقترب منه، انه في درجات متقدمة من سلم الاخبار المؤسفة، والا كيف ستقرأون عن مسرحية اختطاف "الزعيمة" عواطف النعمة، في الصفحة التي تقرأون فيها ان اكثر من الف شاب من كل محافظة عراقية يقفون طوابير امام مديريات الجوازات كل يوم؟ كيف ستقرأون عن مقتل العشرات على يد داعش كل يوم؟، وانتم تطالعون خبرا يقول ان مجلس النواب سيتمتع بعطلة طويلة بعد ان استطاع وبجهود "مخلصة" من ان يصوت على مشروع قانون الضوضاء، وهو القرار الذي جعل العراقيين يتنفسون الصعداء حيث فتح بابا واسعا لإمكانية منع محمود الحسن من الحديث، ووضع غرامات ضد "الصارخة" حنان الفتلاوي.
اثنا عشر عاما في ظل حكومات متعاقبة، كانت سمتها الكبرى، الفشل. وكانت مأساتها الأكبر ان ربان السفينة لايعرف أبجديات الابحار، لكنه يجيد فن اطلاق الشعارات، في ما مضى كانت بريطانيا تمنح معوناتها إلى بلد مثل البرازيل، لكن لولا دي سليفا قرر أن يُدخله عالم الثمانية الكبار، لا حدود للسعادة في بلدان تحترم شعوبها، لا وجود لكلمات من شاكلة ان: "لدى الحكومة مشروع مصالحة على أساس بنيوي ، هدفه الحيلولة دون التماهي مع المشاريع الأجنبية" هذه ليست من كتاب " خوف ورعدة" لكيركغارد، إنها من بنيوية مستشار رئيس الوزراء لشؤون المصالحة !!
مَن الذي بدأ في خراب البلاد ؟ من الذي خطف التغيير ، وإلى أين يمضون بنا ؟ هل انتهت " مسرحية " خطف النواب ، بتوضيح وزير التربية التربية ؟ ام ان القضية يجب ان يُرَاق على جَوَانِبِهِا الدّمُ. ؟
خطف " بنيوي "
[post-views]
نشر في: 16 سبتمبر, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 3
د عادل على
بريطانيا كانت لها الحرب العالميه الثانيه والعراق كان له قادسية صدام-------بريطانيا لم تكن البادئه بالحرب ضد المانيا النازيه بل العراق دخل حربا ضد ايران وكل الاراضى الايرانيه المحاديه كانت خاليه من العساكر الايرانيين وتقدم العراق فى عمق عربستان------صدام
بغداد
يا صاحب القلم الأنيق الرشيق الحذق يا استاذ علي حسين حماك الله وحفظك تعليقي اليوم هو تعليق الاستاذة أم رشا اللي تعليقاتها دائماً هي بمثابة مقال جوهري لأنها تعرف كيف تضع النقاط على الحروف بسلاسة ودقة متناهية وها انا اضع جوابي اليوم على مقالك لهذا اليوم هو ت
الشمري فاروق
اعتقد ان قانونا او قرارا لمنع الضوضاء قد صدر في عهد رئيس الجمهوريه المرحوم عبد الرحمن محمدعارف