ألف فرانس يوزف هايدن (1732 – 1809) سيمفونيته رقم 49 المعنونة "العاطفة La passione" سنة 1768، وهي في سلم فا الصغير. هذه السيمفونية بين نوادر هايدن، لأنه لم يكتب سوى 10% من سيمفونياته بالسلم الصغير، والغالبية الباقية هي بالسلم الكبير. يشعر السامع
ألف فرانس يوزف هايدن (1732 – 1809) سيمفونيته رقم 49 المعنونة "العاطفة La passione" سنة 1768، وهي في سلم فا الصغير. هذه السيمفونية بين نوادر هايدن، لأنه لم يكتب سوى 10% من سيمفونياته بالسلم الصغير، والغالبية الباقية هي بالسلم الكبير. يشعر السامع بالفارق الكبير بين السلمين بالطبع، فالسلم الكبير يناسب التعبير عن النور والفرح والفخر وغيرها من الصفات الايجابية، بينما يعبر السلم الصغير عن الحزن والعاطفة والرقة والعتمة الخ. وعرف عن هايدن أنه صاحب نكتة، فهو مرح وساخر ويحب الدعابة ومفاجأة السامع، لهذا بالذات نجد أنه كتب أغلب أعماله بالسلم الكبير الناصع، إلى جانب أعماله القليلة المكتوبة بالسلم الصغير التي يمكن اعتبارها لحظات صدق، ولعلها تعكس الجوانب العميقة في شخصيته.
ترتبط هذه السيمفونية بمرحلة "العاصفة والاندفاع" في الأدب الألماني، وهي حركة سابقة للرومانتيكية كانت تركز على العاطفة وأهمية التعبير عنها حتى لو كان ذلك على حساب العقل، من أهم ممثليها غوته وشيلر وهَرْدَر. وقد تأثرت الموسيقى بهذه الحركة، وسيمفونية هايدن خير مثال على ذلك.
تتبع السيمفونية مخطط ما كان يعرف بالسوناتا الكنسية، وهي بأربع حركات: بطيئة (أداجيو)، سريعة (اللغرو دي مولتو)، راقصة (منويت ثم تريو) ثم سريعة (برستو). وقد تحول هذا المخطط لاحقاً في شكل السيمفونية الكلاسيكي إلى سريع – بطيء – راقص (منويت أو سكرتسو) – سريع، ألا أن مخطط السوناتا الكنسية بقي مؤثراً، فكثيراً ما بدأت السيمفونيات في الحركة الأولى بمقطع قصير جداً بسرعة بطيئة يليه الجزء السريع المعتاد. وتتميز السيمفونية رقم 49 كذلك بأن سلم الحركات الأربع هو نفسه، فا الصغير عدا المقطع الثاني من الحركة الثالثة الراقصة (تريو)، فهو في سلم فا الكبير.