عبدالله السكوتييحكى ان احدهم في الريف اشترى حذاء جديدا ، فاتفق اصدقاؤه على سرقته ، سمعهم يتهامسون وعلم بمكيدتهم ، بعدها قال له احدهم اتستطيع ان ترتقي هذه النخلة وترمي لنا ببعض التمر لنأكله؟ فاستجاب الرجل لطلب اصدقائه وخلع حذاءه ووضعه داخل (عبّه)،
وبدأ يتسلق النخلة ، استغرب اصدقاؤه من فعلته وقال له احدهم : لماذا اخذت حذاءك معك؟ فأجاب (اخاف يصير الدرب فوكاني) وهذا المثل يضرب للحيطة والحذر ولمقابلة المكائد ، لكن الشعب العراقي استخدمه لامر آخر حيث يصف الناس من ترك اصدقاءه وذهب الى غيرهم بأن (صار الدرب فوكاني)، حتى قالوا في العتاب ومن نغم (الجوبي) : (ياويلي ويلي السمره من فاركت خلاني وين الوفه والعشره شو صار الدرب فوكاني) والدرب الفوكاني على اوجه في هذه المرحلة من تاريخ العراق والتي تسبق اهم انتخابات تشريعية ، وكثير من الدروب صارت (فوكانيه) اذ ماتزال الكثير من الكتل السياسية تتأرجح بين الانضمام الى هذا التحالف او ذاك وهي تستغل الاحداث المفتعلة التي سبق وان تكلمنا عن بعض منها في مغزى احتلال البئر رقم اربعة من حقل الفكه الجنوبي، وهذه المرة نحن في حيرة فتاوى رجل الدين السعودي صالح العريفي ، ولماذا تأتي في هذا الوقت بالذات ، ايتنازعان العدوان اللدودان على ارض العراق ، ام انهما آثرا ان يكونا كقطبي الرحا ، احدهما يكمل دورة الآخر ، كي تتوازن المعادلة ، رأينا ردود افعال النواب على احتلال بئر الفكة ، ونحن بانتظار ردود افعالهم على فتاوى العريفي الطائفية التي تحاول ان تبذر بذور الفتنة والخراب بين ابناء الشعب الواحد علينا التوحد والانفرق بين هذه وتلك ، ولاندع الطائفة او الفئة تؤثر على ايماننا بمشروعنا الوطني ، ولندع الدعاية الانتخابية جانبا ، انه سباق محموم باتجاه حصد الاصوات ، تغذيه تصريحات هذا او افعال ذاك ، الان بدأت الصورة تتوضح ، حيث جاءت فتاوى العريفي مرافقة لدنو الانتخابات واحتلال بئر الفكة ايضا ليصبح الدرب (فوكاني) ولكن لنحمل امتعتنا ونختار طريقا واحدا ، لا داعي فيه ان نحمل احذيتنا في (عبنا) لاننا سنرتقي النخلة ونحن مطمئنون اننا نسير مع شركائنا بنفس الاتجاه ، مع الاسف بدأ التشرذم والتسقيط ، وبدأت اعمال التصفية في وقت حرج جدا، كان من المفترض ان تشرع لجنة المساءلة والعدالة بالبحث والتنقيب قبل هذه الفترة ، كي يتسنى للكتلة المتهمة بالارتباط بحزب البعث ان تثبت عكس ذلك اما في هذه الفترة فاعتقد ان الامر يحتاج الى وقفة ، استبعاد 16 كيانا من الانتخابات امر ليس بالهين اذا علمنا ان هذه الكيانات تمتلك اعوانا ومؤيدين ، ويمكنها الانتقال من مساندة العملية الديمقراطية الى الوقوف بوجهها ونكون قد دفعنا باتجاه خلق اعداء جدد ، نحن في غنى عن وقوفهم ضدنا ، الامر مثلما قلنا يحتاج الى مراجعة رغم دستوريته.
هواء في شبك: (اخاف يصير الدرب فوكاني)
نشر في: 8 يناير, 2010: 06:20 م