عدّ رسام الكاريكاتير سلمان عبد الأدب الساخر انه من اقدم الآداب رغم ان مساحته في فنون العالم اقل . مثلما عد السخرية سلاحا في تعبير الشعوب وهو أدب يخيف الطغاة كاشفا في الأمسية التي اقامها له اتحاد الادباء في كربلاء ان الادب الساخر له عمق في التراث العر

عدّ رسام الكاريكاتير سلمان عبد الأدب الساخر انه من اقدم الآداب رغم ان مساحته في فنون العالم اقل . مثلما عد السخرية سلاحا في تعبير الشعوب وهو أدب يخيف الطغاة كاشفا في الأمسية التي اقامها له اتحاد الادباء في كربلاء ان الادب الساخر له عمق في التراث العربي وان هناك كتّابا ومسرحيات ساخرة عبرت عن هذا الادب بصورة مهمة.
في بداية الامسية ، قال مقدمها حسن عبيد عيسى ان الكتابة الساخرة فن صعب لا يقوى عليه الا من انغمس في المأساة وعنده روح دعابة..هذا الشرطان قلما يتوفران في شخص فيوظف قدراته لينتج كتابة ساخرة..لهذا نجد ان هذا النمط من الكتابات قليل بسبب قلة من يجيده..وأضاف ان سلمان عبد واحد من هذه القلة..فهو رسام كاريكاتير ..عندما يرسم فإنه يكتب قطعة ساخرة في اطار لوحة..وعندما يكتب المقالة الساخرة يقدمها على شكل صورة كاريكاتيرية ناقدة هادفة.. وأشار : ربما نعرف في محاضرة الامسية لمحة أخرى عن الاديب الساخر خاصة وان الفنان عبد لا يكتفي برسم ملامح موضوعه الكاريكاتوري بل يضيف له مرفقا أدبيا يكمل فيها الصورة الساخرة التي يريدها.تحدث بعدها الفنان سلمان عبد معطيا لمحة تاريخية عن الادب الساخر كونه يعد واحدا من اقدم الآداب وانه تتوفر فيه رؤية ساخرة لما حول المنتج لهذا الادب وهو ابن مجتمعه. وأضاف ان الادب الساخر في العالم له مساحة من الضوء لكنه اقل لان المشتغلين فيه اقل من الفنون الادبية الاخرى..ولفت الى ان الكتابة الساخرة بدأت مع المسرح في زمن ارسطوفانيس الذي يعتبر ابا الكوميديا المسرحية وهناك من يعد ابا الكوميديا الساخرة الذي كتب 40 نصا مسرحيا لم يمثل منها إلا 11 نصا..وهناك ايضا مولير الذي كتب مسرحيات ساخرة. موضحا ان السخرية او الادب الساخر سلاح يستخدم في تغيير الشعوب وهو سلاح يخيف الطغاة مبينا ان السخرية متوجهة الى نقد القبح لفضحه وهو اسلوب يجعل الجمال له قيمة عليا أي انه ادب من اجل صناعة الجمال..ولفت الى ان هناك سخرية في شبكة التواصل الاجتماعي الفيسبوك ولكنها كانت قوية في الادب سواء في القصة او الرواية او المسرح..ويذهب سلمان الى فن السخرية في البلدان العربية مبينا انه بدا في مصر في القرن الثامن عشر عن طريق الشعر وكذلك قصص قراقوش حتى صارت الكلمة المشهورة عن حكم قراقوش.. ولفت الى ان الادب الساخر له عمق في التراث العربي وكان هناك ابو دلامة وكتب عن سخرية الحرب ، والتراث غني وزاخر في الكتابة الساخرة والضحك ولدينا كتب مؤلفة للسخرية لكتّاب ومؤلفين مثل الثعالبي والتوحيدي وابن الجوزي وغيرهم ويعد الجاحظ شيخ الادب الساخر وهو صاحب كتاب البخلاء وابن الرومي الذي كتب بطريقة السخرية وكأنه يصور كاريكاتيرا في كل ما يكتب..
وشهدت الأمسية العديد من المداخلات بدأها الباحث المسرحي عبد الرزاق عبد الكريم بقوله ان الصحافة العراقية توجد فيها مثل هذه السخرية او الفكاهة وكانت هناك مجلة اسمها الفكاهة. وأضاف ان في كربلاء كان ايضا هناك أدب ساخر وكتب الكثير منهم هذا الادب سواء في الاجيال الاخيرة بداية المعاصرة او في التراث الكربلائي..
وشارك الشاعر علاوي كاظم كشيش بمداخلته قائلا: ان الادب الساخر هو هوية شعبية مؤكدا ان لدينا شعراء ساخرين جدا ولدينا ثقافة نخبوية لا تسمح لنا أن نسخر من الادب الجدي عادا النخبوية قاتلة للأدب الساخر الذي يعد أدبا مشرفا لأنه يحتاج الى شجاعة.