بمناسبة صدور كتابه (المجال الصفري ـ ميتا فلسفة لمرحلة ما بعد بعد الحداثة) ضيفت رابطة النقاد في اتحاد الادباء والكتاب العراقيين الناقد الاكاديمي جبار حسين صبري ضمن منهاجها الاربعاء الماضي . وقد جرى الحديث عن مراحل التفكير البشرية في انتاج معارفها، إذ

بمناسبة صدور كتابه (المجال الصفري ـ ميتا فلسفة لمرحلة ما بعد بعد الحداثة)
ضيفت رابطة النقاد في اتحاد الادباء والكتاب العراقيين الناقد الاكاديمي جبار حسين صبري ضمن منهاجها الاربعاء الماضي . وقد جرى الحديث عن مراحل التفكير البشرية في انتاج معارفها، إذ بيّن مقدم الجلسة الناقد علوان السلمان ان العالم الثقافي شهد ولادة منظومات عدة، بعضها ينتمي الى السرديات الكبرى التي ارادت تغيير العالم، وبعضها ينتمي الى السرديات الصغرى التي اكتفت ان تكون عبارة عن اتجاهات ومدارس فكرية وادبية كمعطى من معطيات فضاء الزمن، ومن بينها الحداثة وما بعد الحداثة التي اتاحت انطلاق آفاق التفكير لشخصية الانسان من غير قيود، وهذا ما تتضمنه محاضرة الدكتور جبار حسين صبري. موضحاً انه من مواليد بغداد 67 دكتوراه فلسفة فن وأدب مسرحي من كلية الفنون الجميلة. اخرج العديد من المسرحيات في مقدمتها "المسيح يصلب من جديد" وآخرها "الملك لير" ، وله في مجال التأليف العديد من الكتب بينها: قراءة العين ـ التفكيك في العرض المسرحي ـ تفكيك الزمن في الخطاب المسرحي ـ المجال الصفري.
في حديثه ، اشار الدكتور جبار الى ان المقصود من المحاضرة هو المنظور الفلسفي الذي يخرج به الصفر، وليس المعني هو الصفر بذاته في حقل الرياضيات او الكيمياء اوالفيزياء. موضحاً ان الذي يعنيه هو وجود التقنية الحديثة التي اشترطت في جزء من تركيباتها وجود صفر كجزيء داخل الحاسبة، وامكانية استخراج شفرة عليا من خلاله. مشيراً الى وجود اختلاف تمت مناقشته من قبل الفلاسفة المثاليين قبل ثلاثة آلاف سنة، لكن ما بعد الحداثة في القرن العشرين جاءت بمنطوق جديد للاختلاف، مضمونه انه لولا الاختلاف الحاصل ما بيني وبينك لما كان ثمة وجود، ما انتج شبكة مفاهيم جديدة، وهذا ما يعنيني من الصفر الذي يلعب الآن دوراً كبيراً في التواصل معي. لافتاً انه حاول من خلال هذه التواصلات استخراج منطوق فلسفي يمكن ان يؤثر في القطاعات الآخرى، ويتم العمل به في مجال السياسة والاقتصاد والتربية وعلم النفس والاجتماع وغيرها. وقال: هذا النسق قائم على ان العالم الآن في مرحلة جديدة ضمن المعطيات الحالية المتمثلة في صفر الحاسبة ليكون مصدراً للفهم واثبات الوجود وعملية التواصل وانتاج الخطاب والقرار سواء أكان معرفياً ام سياسياً ام سواه، فهذا الصفر عن طريق الحاسبة الآن هو الشاغل الفعال الذي من الممكن ان يغير نظام الفلسفة، من نظام يعتمد المكائن في انتاج المفاهيم الى نظام يعتمد الزمان لانتاج المجالات. مشيراً الى انه من خلال ذلك اخرج سلسلة من المرتكزات العملية التي من الممكن تطبيقها على أي قطاع. مبيناً انه طبقها في مجال اختصاصة المسرحي فوجدها تستجيب لذلك.
في مداخلته ، اشار القاص والناقد اسماعيل عبد الى انه يشد أزر صديقه الدكتور جبار لما تضمنه بحثه من ابداعات قيّمة على حد وصفه. وقال: لكني ارى في هذه النظرية انه ركز على الصفر وكأنه ليس مادة، كما ركز على الغاء المسافة. مبيناً وجود فرضية شبه مؤكدة تقول ان ليست هناك طاقة على الأرض، وانما جميعها موادّ تشغل حيزاً ولها وزن وكتلة. بمعنى مثلاً ان طاقة الحرارة هي عبارة عن اجسام متطايرة من مادة، والاتصال الالكتروني بين انسان وآخر يصبح عبر الآلة انتقالاً مادياً سواء أكان بصرياً ام سمعياً ام صوتياً ام لغة وجسداً والآلات. والصفر يعد مجالاً غير مسمى ضمن الوجود المادي.