TOP

جريدة المدى > عام > الحياة والحب فيها

الحياة والحب فيها

نشر في: 20 سبتمبر, 2015: 12:01 ص

10
وردةُ النسيانوجودُكِ كان ضرورياً لحياتي. لأستسيغ الحقلَ قاحلاً.كان زمنُكِ يُحيي زمناً آخر مبهجاً،وأنا وإن كنتُ أراهُ بعيداً، لكن لمستَه الحميمةَ كانت تشعل الموقدَ الباردَ في بيتي وتعيدني للحياة عبر قفْرٍ كبير.وكنتِ بهذه الرِقة المتعفِّفة ، الملتم

10

وردةُ النسيان
وجودُكِ كان ضرورياً لحياتي. لأستسيغ الحقلَ قاحلاً.
كان زمنُكِ يُحيي زمناً آخر مبهجاً،
وأنا وإن كنتُ أراهُ بعيداً،
لكن لمستَه الحميمةَ كانت تشعل الموقدَ الباردَ في بيتي
وتعيدني للحياة عبر قفْرٍ كبير.
وكنتِ بهذه الرِقة المتعفِّفة ، الملتمّة قليلاً،
وبذلك الحياء الخافتِ على اشراقكِ الصارم،
وبدخيلتكِ الغامضة، الملتمّة على قصصٍ ملتفة في العشب
مثل حلازين..،
كنتُ أجد نفسي قد تجاوزتُ مشارفَ الليل الى صباح الحياة.
بحضورك ، ما كانت الرياحُ تستطيع زحزحتي من مكانٍ أراكِ فيه.
لكنكِ ما أبقيتِ جمالَكِ ولا جمال الحياة بلا كدَرٍ صعب،
كدرٍ لا يُغْتَفر. كان حباً عظيماً لايحضر دائماً في الحياة.
وانتِ أضفتِ الى الموت الكثير موتاً
نحّيتِ، بضحكةٍ لا مبالية، بتَرفٍ، بجهل كاملٍ عمّا سيكون،
ضرورة َالحلم
وأهنتِ قاصدةً أو عابئةً، تطلعاتِ السنين.
لم يكن الحب لنا حِلْيَةً.
كان خبزاً لنعيش حتى نصل المستقبل،
كان وقودَ انتظار!
الطريقُ فارغةٌ. ولا أدري في أي مكانٍ أنتِ الآن.
وهل حباً ما تمارسينه أم كذباً للهوٍ حلو،
أم أنا أجهلُ ما يجري وما تفكرين فيه.
ليلةً أخرى وترين الخسارة التي سبّبتِها لكِ ولي
وللعالم الذي ننظر إليه.
أوراقي محمَّلةٌ بحزنٍ لا ضرورةَ له.
وهمٌّ أسود لايفارق النافذة!
لكي تتذكّري، ضعي في مزهريتكِ وردةَ النسيان.
الحياةُ تستيقظ غداً
وحبٌّ آخر عظيمٌ يأتي
ونحن نبقى نكتب الأشعار...

طرد الشر
تمنّيتُ ان اكتبَ نشيداً للإنسانية.
لا حماساتٍ لا أبواقَ لا شعارات. أريدُ ان اكتب
جملاً ناشطةً في الحب، في العمل الجديدِ المُنْجَزِ.
في الولادات الصعبة، في العملية الجراحية الناجحة
في الاكتشاف، في القصيدة شقّت الظلمةَ كشهاب،
في الكلام النبيل والذكي عن اولئك الذين
يحاولون عمرَهم ان يكتبوا افضل، ان يطوروا،
ان يضيفوا جديدا في أحسن الظروف
وفي أسوا الظروف.
أن أُحيي الحياةَ تنبثقُ صدحةَ طير ،
فقْسَ بيضةٍ في عشّ، عن حيوانٍ وليد،
صغيرٍ ما يزال جلدُه يلمع،
عن تاج السنبلةِ الابيض وقد صار ذهبياً،
عن الفضيلة وقتَ الشر، عن مباركة السلم العالمي
والمكائن الجديدة ستُنْصَب وعن حراسة الجسور،
وعن طريق المرور السريع يختصر المسافات.
وان امجِّد الماكياج الجيدَ والتَسريحة المثيرةَ
والمشية تقول لك انتبهْ وفنونَ الحبِّ كلَّها .. ،
هذه اشكالُ نضالٍ انثويٍ يستدرج الفحلَ للإنجاب،
لان تستمر الحياة على الأرض!
الكَتَبةُ المشعوذون، الجهلَةُ بالجوهر،
يريدون كلاماً اخر، في موضوعاتٍ أُخرى .
يريدون الحياةَ خادمةً في بيوتهم
لا أفضلَ من الحياة، ولا اشرف من
تاكيدِ الدفاع الباسلِ عنها ، الدفاعِ الدائم الذي
لا يكلُّ، الذي يتنوّعُ، الذي بكل الفنون
والذي هو الدفاع عن الانسانية، الانسانيةِ في الحياة!
أيُّ أحمقَ هذا يحاول الفصلَ بينهما بمنشارٍ عتيق!
كلُّ طرقِ الدفاع، كلُّ أوقاتِها وكل
الأساليب مجيدةٌ ومشرّفة
أسلكْ الطريقَ التي تراها تحقّقُ انتصاراً أهمَّ وأوسع
الشر واجبٌ ان يُطْرَد!

بين الصحو والمطر
العقولُ المضيئة، لذوي القلوب الخيّرة في كل العصور
حاولتْ وتحاولُ ان تحمي الفضيلة
تجربتي، ما شهدتُه انا في الصفو والرياح،
اني انكِ، انه، الجميع لا نستطيع
ان نحمي الفضيلة دائماً.
في حالات بين الصحو والمطر، قد نسندُ
الزهرةَ التي انثنتْ،
قد نُنَبّهُ سارحةَ الذهن عن حافة النهر،
قد تكون حكمتُك ناجعةً ومن اوشك على الانتهاء يشفى.
من قال ان الاخرَ تُريحُه اضاءتُكَ
وانه لا يلتمّ من اشارتكَ بالتوقف؟
هو لهُ لذّاتُه. هي لها رغابُها،
وتريد الوصولَ الى ما انتَ تمنعُ عنه ..
النتائج ليست دائماً في الحسبان.
ساحدّثُكَ عن انموذج انساني جمالهُ
يلفت الانظارَ، يثير الاشتهاءَ او الاعجاب،
وجسدها المثيرُ هذا يريد الارتواء.
هل الفضيلةْ تأمرُه، بالحرمان، ام الفضيلةُ في القطاف؟
هذا السؤال يبدو بسيطاً، حتى ساذجاً
ولكن من للبشرية بالحلولِ الناجعة والمريحةِ ايضاً؟
كم طويلٌ هو المسعى البشري لكي تصل البشريةُ الى
نقطة الضوء هذه. الى ما يُرضي ولا يضرّ او ينتقص.
الى ما يُرضي و لا يحرم !
إذا لم ترعوِ، استمرّ على نصحكَ، على
التعبير عن حبك او رغبتك،
إهلَكْ عَصَباً وفكرَاً لتتابع ولتحمي و لتصدَّ وتمنع.
سيفاجئك شيء. انها تستمع لحرصك
وتبادلُكَ الاحترامَ والرضا لكنها تُكمِلُ المسيرةَ وتفعل،
تحتالُ عليكَ وعلى الدنيا وتصل، منقارَكَ والحصى!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

بمناسبة مرور ستة عقود على رحيل الشاعر بدر شاكر السياب

تقاطع فضاء الفلسفة مع فضاء العلم

وجهة نظر.. بوابة عشتار: رمز مفقود يحتاج إلى إحياء

أربع شخصيات من تاريخ العراق.. جديد الباحث واثق الجلبي

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

مقالات ذات صلة

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي
عام

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي

د. نادية هناوييؤثر الذكاء الاصطناعي في الأدب بما له من نماذج لغوية حديثة وكبيرة، حققت اختراقًا فاعلا في مجال معالجة اللغة ومحاكاة أنماطها المعقدة وبإمكانيات متنوعة وسمات جعلت تلك النماذج اللغوية قادرة على الاسهام...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram