المراجعة من الشباك ، عبارة يجدها المراجع في جميع دوائر الوزارات ، فيضطر للوقوف في طابور طويل لتقديم كتاب صحة الصدور مع المستمسكات المقدسة ، شهادة الجنسية ، هوية الاحوال المدنية وبطاقتي السكن والتموينية . من شباك الشفافية يحتاج انجاز المعاملة سقفا زمنيا ، يمكن اختصاره بدفع مبلغ عن طريق وسطاء الى موظف مسؤول علقت في جدران غرفته ملصقات تحذر من تعاطى الرشا ، مع ارقام هواتف دائرة المفتش العام لغرض الاتصال في حال تعرض المراجع للابتزاز .
اجراءات هيئة النزاهة المختصة بمكافحة الفساد المالي والاداري، اقتصرت على وضع الملصقات في الدوائر الرسمية ، لكنها لم تخفف من معاناة المراجعين اليومية من الخضوع لاجراءات روتينية تجبر بعضهم على دفع الاموال للتخلص من الوقوف امام شباك الشفافية.
هيئة النزاهة تتجنب الاعلان عن اسماء مسؤولين متورطين بسرقة المال العام ، من ابواب عدة عن طريق تنفيذ مشاريع خدمية ، او من عقود شراء مفردات البطاقة التموينية بمربعها الذهبي الزيت والرز والسكر والطحين فقط ، بعد ان كانت في زمن النظام المباد على حد وصف المستفيدين من نسخة العراق الديمقراطية بعد الغزو الاميركي ، تحتوي على العدس والحمص وحليب الاطفال ، واحيانا تقرر القيادة الحكيمة منح كل اسرة عراقية دجاجة في المناسبات الوطنية والقومية كسرا للحصار الجائر .
تقليص مفردات البطاقة التمونية نقل العراقيين من مرحلة كسر الحصار الى كسر الظهر ، والزيادة في راتب الموظف والمتقاعد امتصها صاحب المولدة الكهربائية المعروف بانه لا دين له وبطاقات شحن الهاتف النقال ، وارتفاع اسعار البنزين في البلد النفطي . في زمن النظام السابق كان زوار العراق يعلنون تضامنهم وتعاطفهم مع ابناء الشعب ، ويرفعون الايدي الى السماء لعل الباري عز وجل يستجيب لدعائهم برفع الغمة عن الامة ، وفي تصريحاتهم للإعلام الرسمي يعزون سبب زيارتهم الى بغداد كسرا للحصار وكسرا لخشوم الامبريالية والصهيونية ، واذنابهما في المنطقة ، وعلى هذا الايقاع من الملخيات الشهيرة في المنطقة العربية ظل الحصار جاثما على صدور الفقراء ، دفعوا ثمنه بامراض مزمنة واخرى نفسية ، واصابات بالسرطان وولادات مشوهة ، وحقول الغام تركتها الحروب السابقة على مساحة كبيرة من اراضي محافظتي البصرة وميسان .
في مرحلة كسر الظهر واستشراء الفساد المالي والاداري ، ترفض هيئة النزاهة الكشف عن اسماء المفسدين ، الا بعد صدور الاحكام القضائية ، لان المتهمين ابرياء حتى تثبت ادانتهم ، وبعض المتهمين غادر العراق واستثمر امواله من الرزق الحلال في مشاريع استثمارية في دول عربية واجنبية ، هيئة النزاهة وبالتنسيق مع الاعلام النزيه الخالي من روائح الزفر والصفقات ، وبمشاركة منظمة الشفافية الدولية بامكانها الحد من ظاهرة الفساد وملاحقة المفسدين ، بتفعيل الاجراءات القانونية والتعاون مع الانتربول ، لكي تساعد رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي وفريقه الحكومي ، على اضافة موارد تمويل جديدة للميزانية ، من شباك الشفافية.
شباك الشفافية
[post-views]
نشر في: 20 سبتمبر, 2015: 09:01 م