اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > مسرح > اسماعيل خليل.. ثقافة المسرح.. وحوار المنافي 1-2

اسماعيل خليل.. ثقافة المسرح.. وحوار المنافي 1-2

نشر في: 22 سبتمبر, 2015: 12:01 ص

* هو اسماعيل خليل أمين ، مسرحي من العراق ، تنقل بين سوريا ، وبيروت ، واليمن ، وبلغاريا ، والمانيا التي استقر بها وطنا بديلا وملاذا للحياة وللعلاج . انتهى المطاف به بعد حملة الهجرة الاولى للخلاص من الوطن الذي لا يوفر السلام . يقول اسماعيل : هناك لملمت

* هو اسماعيل خليل أمين ، مسرحي من العراق ، تنقل بين سوريا ، وبيروت ، واليمن ، وبلغاريا ، والمانيا التي استقر بها وطنا بديلا وملاذا للحياة وللعلاج . انتهى المطاف به بعد حملة الهجرة الاولى للخلاص من الوطن الذي لا يوفر السلام . يقول اسماعيل : هناك لملمت افكاري وقمت بالتعاون مع لطيف الحبيب باصدار كتاب يحمل عنوان ( المسرح المغيب ، شاهد على العصر ) . وفي العام 2001 عملت بمشاركة صالح كاظم وبكر رشيد على تأسيس اول مهرجان للمسرح العراقي في المنفى . ومن المانيا بالتحديد كانت الانطلاقة . وكنا نطمح ان نثبت لانفسنا ، بأننا فاعلون هنا في المنافي وبامكاننا ان نوصل صوتنا الى الوطن ونتواصل مع بغداد وفنانيها.

لكن التواصل مع بغداد وثقافة الداخل كان شبه مستحيل ان لم أقل معدوما ، رغم ذلك كان يحدوني امل في نقل تجربة الحداثة من المسرح العراقي لمنفاي ، عزاء او بديلا عن لوعة الفراق . وفعلا نقلت ما استطعت حمله من تجربة الى اليمن الجنوبي املا في تواصل التجربة التي بدأناها في بغداد . وانطلاقا من ان اسس الحضارة واحدة ، وقاسمها المشترك هو الانسان ، والوعي الانساني . ومن تجربة اليمن التي اصابت النجاح ، ما دعا الحكومة اليمنية ارسالي الى بلغاريا في دورة تدريبية عام 1987 كي أتخصص فيها بالاخراج وباشراف البروفيسور البلغاري ساشو اوستيانوف في معهد الدولة العالي للمسرح VTIS ، قدمت خلالها مسرحية ( عرس الدم ) للشاعر الاسباني : لوركا ، اطروحة لتخرجي وحصولي على الدبلوم العالي في الاخراج . عدت بعدها الى اليمن . ومنها وفي العام 1996غادرت الى المانيا وبالتحديد الى مدينة برلين . التي اخترتها بعد ان ضاق بي الحال في الوطن - العراق ، وكبر في داخلي الاعتقاد من ان في تغيير المكان والابتعاد أمل في حياة اكثر انفتاحا ، تسمح لطموحاتي ان تجد طريقها الى النور . يقول : الصدفة وحدها قادتني الى اليمن التي انشأت فيا مسرحا اطلق اليمنيون عليه مسرحا حديثا . شكلت في عدن ( فرقة مسرح أكتوبر ) اخرجت لها العديد من المسرحيات بدءا من مسرحية ( الملك هو الملك ) للكاتب سعد الله ونوس ، التي اعتبرها المعنيون انطلاقة جديدة للمسرح اليمني الجنوبي من حيث الحركة ، التشكيل الحركي ( الميزانسين ) ، الاضاءة ، اللون ، والتمثيل الذي قال عنه أحد النقاد : ( نحن نعرف هؤلاء الممثلين من قبل ، لكنا الان نعرفهم بشكل آخر مغاير وجديد ) . ورغم انها كانت تجربة مهمة ولكنها كانت صعبة – حسب اسماعيل – لكنها وضعت اللبنة الصحيحة الاولى في طريق المسرح اليمني . تبعتها تجارب اخرى لا تقل بذات الاهمية ، فكانت المسرحيات التي قدمها حسب تسلسلها ( الملك هو الملك ) للكاتب : سعد الله ونوس ، ( عبيدو ، والصراط ) للكاتب : توفيق اخلاصي ، ( الشهداء السبعة ) وهي حكاية يمنية كتبها العراقي هادي الخزاعي ، ( حصار بيروت ) للكاتب : شاكر لعيبي ، ( العودة المفاجئة ) للكاتب : مارتن أسلن ، ترجمة : سعدي يوسف . مسرحية ، ( الفيل يا ملك الزمان ) للكاتب : سعد الله ونوس . شاركت في مهرجان أيام قرطاج المسرحية 1991 . مسرحية ( ابو حيان التوحيدي ) للكاتب : قاسم محمد .
خاض اسماعيل خليل نوعين من الصراع ، صراع مع السلطة التي كبلته ، والثاني مع الذات التي منعته من الانزلاق في الانتماء الضيق في الحياة او في السياسة . هو الذي يدعو الى الحرية المطلقة للفنان باعتباره اساس الحضارة وقاسمها المشترك ، كما تؤكد ذلك جميع الآثار واللقى والايقونات . ولأن الوعي يحتاج الى الحركة بديلا موضوعيا عن اللغة غير ذات الأهمية في الكثير من الاحيان ، وعليه فـ ( الحركة ) كفيلة بايصال المعنى غير المسبوق ، متعدد الآفاق البكر ، بسلاسة ويسر . ان الحركة ذات الفكر التنويري والحرية بلا قيود ، ذات المهمة العسيرة هي الوحيدة القادرة على بقاء المسرح بعيدا عن الولاءات . وما الخراب الذي اصاب المسرح الا بسبب النظرات الضيقة التي تحاول ان تفرض رؤيتها واجندتها على كل شيء . واذا ما حسم الصراع باتجاه الحرية فمن المؤكد اننا سنشهد نهضة للمسرح لا مثيل لها . ولأن مهمة النهوض بالمسرح مهمة عسيرة لابد لها من فكر علماني – تنويري . في عقدي نهاية الستينات وبداية السبعينات من القرن الماضي – حسب اسماعيل خليل – الذي يقول : خضنا تجربة الوفاء التام للابداع ، ورفضنا الوصايات ، الضيقة منها والواسعة ، فلم نكن وقتها ننصاع كليا لتلك الوصايات ، ولقد وضعنا هامشا واسعا للحرية في سلوكنا ، وسياسة العقوق لاولياء الامر والاوصياء التي سلكناها ، جعلتنا نحقق الكثير ونقف بجدارة مع من سبقونا وقوف الأنداد ، مع عدم رضانا عن هذا النوع من السلوك وعلمنا بعدم رضاهم – أيضا - واعتبارنا عاقين .
في العام 1948 ، ولد اسماعيل خليل في محلة البتاوين ، خلف مسرح بغداد وسينمات شارع السعدون حيث تسكن جدته لأمه . معمدا بخليط عرقي غير طائفي من سكان بغداد ، مسسلمين ومسيحين وايزيديين ويهود وصابئة ضيعت ملامح انتماءاته العرقية وسلحته بخصال من اخلاقها المعمدة بحب العراق ، انه خليط من طيب سكانها . هو القائل عندما صار مهما : "حين أقدم على تأسيس عمل مسرحي اخراجيا لايفارقني اقراني من المسرحيين أخشى مراقبتهم التي تحيطني بالمعرقبة وتخشى علي من الزلل ، انهم يحتلون تفكيري ويشعروني بالرهبة ، يراقبوني وانا أعمل ، لكنني ازداد اطمئنانا باحاطتهم لي فأعرف بانني أسير على طريق سليم ، اتعمد استشارتهم ولو كذبا أحيانا من أجل سلامة خطواتي ، حتى اذا تعديت اليوم الاول من العرض ووقفت على ارائهم تنفست الصعداء " . أكد ذلك لي حين هاتفته ليل 17-18/آب/2015 ومن غير سؤاله مؤكدا ذات الرأي الذي كنا نسير عليه جميعنا نحن تيار ( المجددين ) من جيل الشباب في السبعينات الثائرين على كل عناصر المسرح حينها ، على التأليف والاخراج والتمثيل بفعل تأثيرات الأدب الحديث والرؤية البعيدة عن المعالجات التقليدية في العمل على النص – حسب اسماعيل خليل – ومنطلقات جيلنا .
صلاح القصب ، عوني كرومي ، فاضل خليل ، جواد الأسدي ، فاضل سوداني ، علي ماجد ، عبد المطلب السنيد ، هادي الخزاعي ، عقيل مهدي ، عزيز خيون ، حسن عبد ، محمد زهير حسام ، كاظم الخالدي ، وآخرون جميعهم يشكلون المبدعين ممن جايلوا اسماعيل خليل ، وشكلوا جميعا ظاهرة الجيل ، أو الرعيل الثالث من المسرحيين في العراق . ونادرة صباحات بغداد التي نصحو بها بعيدين عن بعضنا . وغالبا ما تجمعنا وجبات طعام مشتركة زهيدة الاجر ، او وجبة غداء تجمعنا في بيت جدته لأمه التي رعته وصيرته فيما بعد مبدعا تباهت بحضوره الفاعل في الساحة المسرحية مثلما تباهينا به نحن جيله . هو اول المخرجين من جيلنا اعتمدته الفرقة القومية للتمثيل مخرجا رسميا بعد اعداده بجدارة في فرقته الأم ( فرقة المسرح الفني الحديث ) ومروره ضيفا او عاملا في بقية الفرق المسرحية العاملة الأخرى ( فرقة المسرح الشعبي ، فرقة المسرح الحر ، فرقة مسرح اليوم ، فرقة اتحاد الفنانين ، فرقة 14 تموز و24 فرقة مسرحية اهلية ذات التمويل الذاتي تتنافس فيما بينها على صدارة المشهد المسرحي ) . جيل المسرحيين من الرعيل الثالث كان يقطع يوميا مئات الكيلومترات متنقلا بين شارع الرشيد وشارع السعدون والوزيرية عبر باب المعظم والباب الشرقي لبغداد ، حيث بيوتات أهل نرتادهم باستمرار بحثا عن مأوى ننام فيه او نقود تؤمن لنا قوت يومنا . آوتنا فنادق بغداد زهيدة الثمن اغلبها يقع في شارع الرشيد حملت اسماء توحي باجورها الرخيصة ( فندق الايمان بالله ) و( فندق وردة الصباح ) و( فندق ليالي دمشق ) ( فندق مؤيد ) وفنادق اخرى اقل اهمية آوتنا مع حقائب كتبنا التي تضم احيانا قميص نوم او بدونه ، فمنا من كان ينام بخلع البنطلون والقميص لينام بالملابس الداخلية ، او ينام بالبنطلون والقميص عندما لا تتوفر الملابس الداخلية . ننام حتى أذان الظهر لننطلق الى مطاعم الـ (الفوكه) حيث الرز والمرق وكميات هائلة من الخبز (الصمون)** كيف لا وهي الوجبة الاهم التي نقتات بها حتى الساعة الثالثة ليلا عندما ننهي يومنا من المقاهي بعد نقاش ومشاهدة فلم في احدى سينمات بغداد ( سميراميس ، غرناطة ، الخيام ، النصر ، بابل ، وسواها ) أو احتساء كأس او اكثر من العرق او البيرة في بارات ( كاردينيا ، أو بلودان او فوانيس ، البارات زهيدة الدفع والثمن ) لنذهب بعدها والصبح اوشك على الاشراق حيث عربة ابو شامي للمقليات ( العروك والبطاطا والباذنجان والبيض المخلوط بالعروك المفتت ( المخلمة ) تحت نصب الحرية وتحت عنق الحصان الجانب الاعظم من نصب الحرية حيث ينتظرنا العشاء الكبير في العديد من السندويتشات ( اللفات بالعراقي ) . نأكل ونأكل بلا حساب فبالامكان عند ابو شامي ان نسجل ما نأكل على الحساب الذي بقي الكثير منه دينا في رقابنا سددناه بعد التخرج ومن اجور من اشتغل من بعضنا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مسرحية رائحة حرب.. كايوسية التضاد بين الحرب ورائحته
مسرح

مسرحية رائحة حرب.. كايوسية التضاد بين الحرب ورائحته

فاتن حسين ناجي بين المسرح الوطني العراقي ومهرجان الهيئة العربية للمسرح في تونس ومسرح القاهرة التجريبي يجوب معاً مثال غازي مؤلفاً وعماد محمد مخرجاً ليقدموا صورة للحروب وماتضمره من تضادات وكايوسية تخلق أنساق الفوضوية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram