هلال عاصم واذا ذكرنا المطربة التي لا تغيب عن ذاكرة الغناء العربي، اسمهان.. واذا كان المطلوب منا ان نوثق حياتها الفنية المرتبطة بتفاصيل عمرها العاطفي فلا شك ان الموضوعية تحتم علينا التخلي عن هذه المهمة فتلك حيتة رغم انطفأتها المبكرة فهي مليئة بالمشاعر الجياشة الصاخبة فقد كان في حياتها السياسي والمفكر والشاعر والملحن والممثل والمخرج وصاحب الملايين والصعلوك
الا اننا في هذه المقتطفات من حياة اهل الكلمة المغناة واللحن الجميل نتوقف عند صفحة مطوية من حياة الشاعر الراحل احمد فتحي المعروف جيدا باسم (شاعر الكرنك) حيث ترتبط بعض هذه السطور بملحمة اسمهانية...كان هذا الشاعر هو الاخر كابراهيم ناجي من جماعة ابوللو او بصورة ادق من بين اصدقاء بعض شعراء تلك الجماعة مما ساعده هذا الامر في نشر البواكير من اشعاره.. ان الحياة القاهرية التي كانت لياليها تعنى من بين ما تعنيه السهر في مسارحها ومنتدياتها ومشاربها، ربطت بين عواطف هذا الشاب وبين اللواتي يرتدن هذه الاماكن من طالبات الشهرة او ممن قد وصلن اليها.الا ان هذا الشاعر الشاب يذهل ذات يوم وينسى كل من كان قد راهن عندما تلتقي عيناه بمرأى اسمهان..ولا احد بعد هذا يعرف أي شيء عن المسألة اطلاقا الا ما تكشفه الحقيقة التالية:في عام 1949 عندما كان الشاعر يقيم في المملكة العربية السعودية قام بجمع شعره وطبع مجموعته تلك بعنوان (قال الشاعر) وبين تلك القصائد قصيدته (حديث عينين) المثبت معها كلمة الاهداء الى اسمهان وهي مهداة اليه في آذار 1938، وجدير بالاشارة ان الفنانة الكبيرة اسمهان غنت القصيدة لحساب اذاعة لندن من تلحين الموسيقار رياض السنباطي والتي تقول ابياتها الاولى:يالعينيك ويالي من تسابيح خيالي.فيهما ذكرى من الحب ومن سهد الليالي..وعلى الرغم من ان الشاعر احمد فتحي (1913 – 1960) الذي غنى له محمد عبد الوهاب عام 1941 انشودة الكرنك فقط وغنت له ام كلثوم من تلحين رياض السنباطي عام 1953 (انا لن اعود اليك) تحدث كثيرا عن تنكر عبد الوهاب له زكذلك عن ام كلثوم التي لم تغن له غير هذه القصيدة في سنيه الاخير الا ان اسم اسمهان لم يرد في احاديثه ابدا.مجلة فنون نيسان 1985
وراء الاغاني عواطف مبدعيها
نشر في: 9 يناير, 2010: 03:46 م