الساحة العراقية تضم عشرات الاحزاب السياسية منها يعود تاريخ تأسيسه الى عشرات السنين ، والآخر توفرت له ظروف الولادة الطبيعية بعد عام 2003 ، أما الاحزاب صاحبة الخدمة الجهادية في مقارعة الديكتاتورية فنشأت وترعرعت في الخارج ، هناك نوع رابع من القوى السياسية شكل لأغراض انتخابية تحت مسمى الائتلاف او التحالف ، ليكون طرفا في الحكومة بحمل الحقائب الوزارية السيادية او الخدمية ، كل هذه القوى تزعم انها تمتلك قاعدة شعبية واسعة تتجاوز الملايين ، استناداً الى حضور أعداد كبيرة تحضر المحاضرة الاسبوعية لأمين عام التنظيم السياسي ، يلقي فيها الحكم والمواعظ لتصحيح مسار العملية السياسية وتعديلها بطريقة " البارد " بلغة السمكرية المتخصصين بتعديل سيارات "الوارد الاميركي " ، القاعدة الثانية لقياس حجم القاعدة الشعبية بيع ألف نسخة من جريدة الحزب ضمت صفحتها الاولى مقالا افتتاحيا كتبه أبرز قياديي التنظيم بأسلوب "وضع الركعة بصف البنجر " حين يتناول انعكاس تأثير انخفاض اسعار النفط في الاسواق العالمية على الوضع الاقتصادي العراقي من وجهة نظر القيادي المتخصص بالنظر الى التحديات الاقتصادية من زاوية الانفتاح على دول الجوار من الجهة الشرقية لتعظيم الموارد المالية .
وجود عشرات الاحزاب العاملة في الساحة العراقية جعلها مثل حلاوة الدهين ، كلها تحمل اسم أبو علي ، وزنود ست الحمداني ، شاركت في الحكومات المتعاقبة، لتنفيذ مشروعها برفع المظلومية عن شريحة واسعة من المجتمع العراقي ، بإنصاف ضحايا النظام السابق ، وتفعيل القضاء في تطبيق مستلزمات ومتطلبات مرحلة الانتقال من النظام الشمولي الى الديمقراطي.
لم يلمس العراقيون خلال السنوات الماضية ما يعزز ثقتهم بالاحزاب السياسية ، باستثناء منح اتباع الحزب الفلاني وظائف في المؤسسة العسكرية ، شرطة وجيش ، وعناصر حماية لنائب في مجلس النواب او وزير حصل على لقب صاحب المعالي رشحه الامين العام لخدمته الجهادية الطويلة في المنفى .
وسائل إعلام صحف وفضائيات تابعة لأحزاب" شيعية " مشاركة في الحكومة الحالية ، باركت وتناولت باهتمام تشكيل جبهة إنقاذ ، أعلنت انها تمثل المكون السني ، لتكون بديلا عن اتحاد القوى العراقية ممثل السنة في البرلمان والحكومة ، اثناء عقد المؤتمر التأسيسي لجبهة الإنقاذ صدرت تصريحات من المشاركين ، تؤكد سعيهم الى إبعاد ممثلي اتحاد القوى من الحكومة لأنهم "خانوا الأمانة " لتخليهم عن مساعدة النازحين ، ورفضهم المشاركة في عمليات تحرير محافظات الانبار ونينوى من سيطرة تنظيم داعش ، نظرية العمل السياسي في العراق تعتمد الاطاحة بالخصوم بقواعد العمل الديمقراطي ، في ضوء ذلك هناك من رفع برقيات التهاني الى القادة السياسيين الجدد للتعبير عن دعم افتتاح فرع في بغداد لحلاوة دهين ابو علي.
المعروف عن التحالف الوطني انه فشل منذ سنوات في اختيار رئيسه ، لبروز خلاف داخلي بين مكوناته لم يحسم بعد ، ربما سيؤدي الى تشكيل جبهة إنقاذ اخرى ، تضم قوى شيعية ، فهل ترسل الاحزاب برقيات التأييد أم ستواجه جبهة الانقاذ الجديدة بحملة اتهامات وشتائم وبلورة موقف موحد يمنع صناعة حلاوة دهين أبو علي ؟!
تجمّع إنقاذ "الدهين"
[post-views]
نشر في: 21 سبتمبر, 2015: 09:01 م