TOP

جريدة المدى > ملحق منارات > أسمهان إذا حــكــــــــــت!!

أسمهان إذا حــكــــــــــت!!

نشر في: 9 يناير, 2010: 03:49 م

محمد التابعيهل الرجل يعرف المهمة التي اسافر من اجلها؟! وهل هو يتبعني خصيصا؟ وهل هو جاسوس؟ ولحساب من يعمل؟ كان في امكاني ان احتفظ لنفسي بعشرات الالوف من الجنيهات، فقد كنت انا الوساطة الوحيدة في ايصال هذه المبالغ الى امراء وزعماء البادية
طلب مني باص ان اؤكد لزعماء الدروز ان الحلفاء سوف يرسلون جيشا لطرد حكومة فيشي واعوان المحور مع انني استعنت بالكتمان والحذر الا ان خبر وجودي في الجبل وخبر (نشاطي) السياسي ومقابلاتي لبعض امراء وزعماء البادية وصل الى مسامع السلطات الفرنسية وعيون المحور مجلة اخر ساعة 1945بدأت اسمهان او الاميرة آمال الاطرش تروي قصتها منذ غادرت مصر في يوم 25 مايو سنة 1941 فقالت:لم يكن القطار قد ابتعد كثيرا عن القاهرة حتى خيل لي ان حوادث الايام الثلاثة الماضية كانت حلما.. وقد افقت منه الان فقط!.. وسألت نفسي هل انا جننت؟.. والا فكيف قبلت هذه المهمة؟! وكيف رضيت او اورط نفسي في عمل لا خبرة لي به؟.ولاول مرة مذ قابلت مستر سمارت ادركت خطورة العمل الذي انا قادمة عليه وجسامة الخطر الذي قد اقع فيه.. بل وتمنيت لو استطعت ان اعود الى القاهرة واعدل عن هذه الرحلة ولكن كيف! هذا مستحيل الان! واردت ان اهرب من نفسي من افكاري السوداء فانتقلت الى عربة الاكل.. وجلست وحدي الى مائدة ولكني لم ابقَ وحيدة طويلا.فقد اقبل رجل واستأذن هل اسمح له بالجلوس في المقعد الخالي امامي وسمحت له طبعا، وقدم نفسه اليّ على انه صحفي امريكي.. وان اسمه (ف) (ذكرت لي آمال اسمه ولكني اكتفي بذكر اول حرف فقط لاسباب سوف يدركها القراء فيما بعد).قالت آمال:وبدأ مستر (ف) يحدثني عن الحرب ومجراها وتطوراتها، وعن الشرق الاوسط، وانه يسافر الى لبنان لانه يتوقع قريبا وقوع احداث هامة، ثم سألني فجأة: (ألست من رأيي)؟ووجدت نفسي اقول نعم! ولكني في نفس اللحظة تنبهت! وتذكرت نصائح مستر سمارت ونصائحك، واحسست ولا ادري كيف، ولعلها اعصابي المرهفة ان جلوس الرجل معي الى مائدة واحدة لم يكن مصادفة!.. بل كان امرا مقصودا..! وان حديثه كان يرمي لغرض.. وهو ان يستدرجني في الحديث.دارت هذه الخواطر في رأسي ثانية او ثانيتين!هذا والرجل يتحدث ويسألني ولكني وقد تنبهت اعتذرت بالجهل وعدم احاطتي بتفاصيل سير الحرب من عدم الاجابة، و(بأبتسامة) ولم اكن كاذبة في اعتذاري فانت تعرف خيرا من سواك انني لا اقرأ الصحف وانني عمري ما اهتممت بتتبع سير الحرب!ومضت تقول:وانتهينا من تناول طعام العشاء ووصلنا الى القنطرة.وكان في رأسي سؤال اخافني وهو هل الرجل يعرف المهمة التي اسافر من اجلها؟! وهل هو يتبعني خصيصا؟ وهل هو جاسوس؟ ولحساب من يعمل؟ لحساب المحور.. ام ترى الانكليز هم الذين ارسلوه ورائي ليراقبني؟ فقد كنت قرأت في بعض الروايات ان هناك جواسيس يتجسسون على جواسيس بينما الكل يعملون لهدف واحد ويخدمون مصلحة واحدة!ولكني اطمأننت قليلا عندما رأيت ان مستر (ف) لم يحاول ان يلازمني في محطة القنطرة او يجلس معي في قطار فلسطين.ولكني لما نزلت في الصباح في محطة اللد وجدته واقفا على الرصيف وكأنما كان ينتظرني.. وتقدم مني وحياني وتمنى لي سفرا سعيدا ثم قال انه سيواصل سفره بالقطار الى حيفا..وفعلا عاد وركب القطار.. قالت آمال:هذا الصحفي الامريكي مستر (ف) كان من وكلاء المحور كما عرفت فيما بعد!.. هل تذكر انني ارسلت اليك مرة برقية عن سفري الى انقرة؟.قلت: نعم وكنت انتظر حتى تنتهي من حكايتك واسألك عن السبب ولكنك لم تسافري؟ قالت: كلا، لم اسافر، او لم امكن من السفر.. ولمستر (ف) علاقة بكل هذا.. هل احكي لك القصة الان او اتركها الى ان يجيء دورها؟.قلت: كما تشائين.قالت: اذن اتركها الى ان يجيء دورها.. واستأنفت الحديث فقالت:كومودور باص يعطيها تعليماتها واول الف جنيه!وركبت من اللد سيارة الى القدس، ونزلت في فندق الملك داود ولم تمض على وصولي ساعة حتى زارني رجل انكليزي كان يلبس سترة سلاح الطيران البريطاني واسم الرجل (باص) وهو برتبة (كومودور) ورحب بي ودعاني لتناول الشاي معه في نفس اليوم.وحول مائدة الشاي حدثني طويلا عن (عملي) واكد على ضرورة الحذر الشديد في كل خطوة اخطوها ونصحني ان اسيئ الظن بكل واحد.. وهنا سألتها: وهل قلت له شيئا عن الصحفي الامريكي؟قالت: كلا خطر لي اولا ان افعل ولكنني عدلت.سألتها، لماذا؟قالت: لم اكن اعرف ساعتئذ انه يعمل لحساب المحور، وكان يحتمل ان يكون جاسوسا لهم.. للانكليز! على كل حال لم اقل شيئا عنه لكومودور باص..واستأنفت حديثها:وطلب مني باص ان استريح اليوم واستعد للسفر غدا الى عمان، وهناك سوف يلقاني من يسهل لي دخولي سوريا خلسة من حدود شرق الاردن وكان من المهم جدا كما فهمت من باص ان اصل الى جبل الدروز واجتمع بالامير حسن وزعماء الجبل قبل ان يعرف الفرنسيون بدخولي سوريا.. وكان باص يعرف ان للمحور جواسيس وعيونا في مصر، وكان من المحتمل او على الاقل من الممكن ان يكونوا عرفوا السبب في سفري وارسلوا الى سلطات المحور في لبنان وسوريا ينبهونها الى الغرض من زيارتي لجبل الدروز.وطلب مني باص ان اؤكد لزعماء الدروز ان الحلفاء سوف يرسلون جيشا لطرد حكومة فيشي واعوان المحور، وان جيشهم هذا انما يدخل سوريا ول

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برتولت بريخت والمسرح العراقي

برتولت بريخت والمسرح العراقي

د. عادل حبه في الاسابيع الاخيرة وحتى 21 من أيار الجاري ولاول مرة منذ عام 1947 ، تعرض على مسرح السينما في واشنطن مسرحية "المتحدثون الصامتون"، وهي احدى مسرحيات الشاعر والكاتب المسرحي الالماني برتولت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram