تتساءل الكاتبة المصرية "أميرة نويرة"، فيما ان كان ناصر قد اغتيل قبل (40) عاماً ام لا! ولكن الكثيرين يتحسرون على فقدان القيم التي كان يمثلها ويتحدث عنها.وعلى الرغم في حضوره وغيابه، كان ناصر يجّسد حلماً ما يزال يرنُّ في الذاكرة، ليس في بلاده فحسب، بل خ

تتساءل الكاتبة المصرية "أميرة نويرة"، فيما ان كان ناصر قد اغتيل قبل (40) عاماً ام لا!
ولكن الكثيرين يتحسرون على فقدان القيم التي كان يمثلها ويتحدث عنها.
وعلى الرغم في حضوره وغيابه، كان ناصر يجّسد حلماً ما يزال يرنُّ في الذاكرة، ليس في بلاده فحسب، بل خلف حدودها ايضاً.
إن الذكرى الـ (40) لوفاة جمال عبد الناصر قد جلبت معها مقارنات وتأملات حول وفاته نتيجة مسرحية شنيعة وليس جلطة قلبية، كما اعلن رسمياً.
وقد أثار محمد حسنين هيكل، المستشار الاقرب الى ناصر، حادثة قديمة، عندما حرّك المياه القذرة، لما تحدث عن حادثة (قدح القهوة) التي احتساها ناصر قبل وفاته بثلاثة ايام. ولم يصنع القهوة غير أنور السادات، الرئيس المصري السابق.
وعلى الرغم من رفض هيكل ما يقال عن اشتراك السادات في وفاة صديقه القديم ونصيره، الذي أثار الاقاويل ودفع ابنة السادات الكبرى الى تقديم ملف ضد هيكل لتشهيره بوالدها.
ولكن الابن الأصغر لناصر، عبد الحكيم تحدث مؤخراً في التلفزيون، رافضاً هذه المزاعم، مشيراً الى عدة جهات، محلية وعالمية، كانت لديها اسباب ورغبة في رؤية ناصر ميتاً، وان جهة منها قد دبرت موته.
إن هذه الذكرى قد تزامنت مع موجة حنين الى المبادئ التي كانت مرحلة حكم ناصر تعززها، وفيها أهمية الامتيازات المتوارثة وأيضا أهمية عدالة توزيع الثروة الوطنية وعلى الرغم من كثرة ما قيل عن سقوط نظام ناصر، فان ناصر شخصياً، لم تكن له شخصيا صلات مع الفساد. وبدا واضحاً انه لم يحقق مكسباً لنفسه من موقعه الرسمي: مالياً وسياسياً. إذ كان الرجل يهتم بأسرته. عاش ولبس بشكل معتدل وبسيط ويفتخر لارتدائه ملابس مصنوعة في مصر، ويلح على اولاده وبناته على التصرف ببساطة مثل الناس العاديين ويعود ايضاً الى أفضل مافي نظام ناصر. الذي وضع التعليم في أولية المطالب القومية.
كما أنه أعلن على كون التعليم في أولية المطالب وان يكون مجاناً، متوفراً للجميع كالماء والهواء، وكان ذلك شعاراً يتردد باستمرار من خلال تلك المرحلة، لقد اوجد نظاماً حراً لنظام التعليم، واعترف على الأقل بأهمية وأحقية الجماهير بمستقبل افضل عبر التعليم.

نبذة عن التعليم في مصر
على الرغم من الحكومات المتعاقبة والتحدث عن التعليم الحر، فإنها تركته مثل مريض في حاجة الى الاوكسجين، آملين ان يتهاوى طبيعياً، وليس بأمر مستغرب انه قد أصبح امراً بالياً، للفقراء فقط والاغنياء تركوا المدارس الحكومية من أجل التعليم الخاص، ومن أجل الحصول على الكبرياء (فهناك حالياً العديد من المدارس الخاصة )بريطانية، امريكية، كندية وفرنسية، وهذه المدارس تُخرّج من يتحدث اللغة الاجنبية افضل من العربية. وفي عهد "ناصر" كانت اللغة العربية، هي اللغة الوطنية للتدريس، وقد تغير ذلك اليوم.
وهناك فرق مابين الغني والفقير، ما بين من يسكن في مواقع تسمى "بيفرلي هيلز" و"بالم هيلز" وهذا الأمر يقسم "مصر" الى قسمين..
وكان حلم ناصر إزالة الفوارق بين الطبقات – مابين الاثرياء والطبقة العاملة، وتكوين مجتمع، يتقاسم الثروة الوطنية بالتساوي.
وتقول الكاتبة أخيراً:
"فيما إن كان ناصر قد اغتيل ام لا، فهو امر ليس وثيق الصلة بالموضوع، ولكني عندما أعود الى (الفيديو) الذي يصور تشييعه، اجد ملايين المصريين، يخرجون الى الشوارع، او اناس يبكون وهم على شرفاتهم أو على أسطح العمارات، اجد مشهداً جمعياً للحزن والبكاء والحزن مرسوم على الأوجه، يملأون الاجواء بأحزانهم، وأكاد ان اقول انهم يبكون ناصر ولكنهم اكثر حزناً على آمالهم التي ستضيع، وعلى الرغم من قصر فترة حكمه فان ناصر احتضن آمالهم، ومايزال ليس في بلاده فقط بل خارج حدودها ايضاً.
وهناك اليوم حملة لترشيح جمال حسني مبارك للرئاسة، وهذه الحملة تملأ الشوارع بصوره ،انهم يتذكرون مرحلة ناصر مع حنين كبير الى تلك المرحلة.
عن: الاوبزرفر