أحمد محمد (14 سنة) أثار اهتمام الولايات المتحدة الامريكية أولاً ثم العالم، حيث تم اعتقاله من قبل رجال الشرطة، لأنه جلب ساعة قد صنعها الى المدرسة – المرحلة الثانوية في أرفينغ، تكساس. وفي الساعات الاولى من ظهيرة يوم الإثنين، كان المخترع الذي يجتا
أحمد محمد (14 سنة) أثار اهتمام الولايات المتحدة الامريكية أولاً ثم العالم، حيث تم اعتقاله من قبل رجال الشرطة، لأنه جلب ساعة قد صنعها الى المدرسة – المرحلة الثانوية في أرفينغ، تكساس.
وفي الساعات الاولى من ظهيرة يوم الإثنين، كان المخترع الذي يجتاز مرحلة المراهقة، يتسلل الى المدرسة ومعه ساعة صنعها في المنزل، وعندما رأتها المدرّسة، اعتقدت انها قنبلة.
وبعد ايام، اصبح رمزاً ودرساً للآخرين لقد تسلم مكالمة من أمير سعودي، ومكالمة من الرئيس اوباما، ودعوة الى "سليكون فالي" ونام احمد محمد ثماني ساعات.
ووالدا أحمد، قد هاجرا من السودان، ولكن أحمد في نموه، بدا ذلك على الطريقة الامريكية، كان الولد الجديد في مدرسة بتكساس وفي العالم الماضي، انتقل الى سام هيوستن للدراسة المتوسطة، وبدأ الطلاب يقولون"الولد المجنون الذي تتناقض أفعاله .وكان طلاب صفه يجلبون له اجهزة إليكترونية لتصليحها، بل انهم يشترون منه بعض القطع التي يريدونها، واصبح يلقب، بـ"الولد المخترع".
وفي العام الماضي، انضم الى مدرسة سام هيوستن، حيث اصبح الطلاب ينادونه الودل الذي يصنع اشياء غريبة، واصبح يلقب الولد بالعالِم المخترع.وقبل عدة أسابيع، بدأ الصف الاول في الكلية، ولم يعرفه أحد. كان مجرد ولد اسمر طويل وهزيل ونظارات طبية سميكة. وبعد ذلك عاود اعماله، فقد صنع شيئاً: ساعة ولم تكن الساعة جميلة المظهر، ولم تكن اختراعاته السابقة كذلك، بل انها ذات فائدة. وذات مرة اراد ان يقي إلكتروناته من الماء، وجعل لها، "آلة للتحكم من بعيد"، حتى تحت الماء، ويكون بإمكانها السير على الارض وتحت الماء ايضاً. وقد استخدم في ذلك حبلاً وعدداً آخر من الاجزاء الاخرى من اجل صنع شاحن للتلفون. وكان بإمكانه استخدام هاتفه طوال النهار دون شحنه ثانية في حين لا يقدر بذلك اصدقاؤه .أما اختراعه الاخير، اي الساعة، فهو مكون من مجموعة اسلاك ودائرة كهربائية، ولكنها كانت تعلن الوقت.
وقد أثار الأمر ذعر مدرّسة فطلب رجال الشرطة، في الايام الثلاثة التالية، اصبح احمد مشبوهاً من قبل المدرسين،وتم اعتقاله من قبل الشرطة، قبل ان تغلق المدرسة أبوابها، قبل الانتهاء من التحقيق معه.
وأحمد، حالياً، لا يفهم ماتم إجراؤه.
وجلس يوم الخميس، ورفع نظاراته الى الأعلى، كي يحك عينيه، في حين كانت عائلته آنذاك، في المطبخ يأكون طعاماً سودانياً تقليدياً وهي الفاصوليا والطماطة.
وقال أحمد وهو معتقل: "الأمر يستحق ذلك مادام الواحد يعرف ما يريد القتال من أجله"
وقد أجاب عن الأسئلة، مثل اي ولد في الرابعة عشرة من عمره، ومع تتالي أسئلة الاستجواب. قال: "ليس للمسلمين فقط، ولكنه لأي واحد وتحسّ عائلة أحمد بنوع من العنصرية تجاهها في مدينة (إيرفينغ). وقالت إحدى شقيقاته، انها قد تترك العمل الجديد لأن مديرها يطلب منها التخلي عن الحجاب.
وبعد إطلاق سراح أحمد، سقطت عنه كافة التهم ، ولكن شبهة المدرسة لم تتلاشَ، وقد وقف المحافظ ضده واتخذ موقف المدرسة، في حين ان العديد من المنظمات، وقفت الى جانب احمد وعائلته واصبح احمد رمزاً. وعندما تم تصويره والاصفاد في يديه وهو يرتدي قميص (NASA) اصبح معروفاً بشكل واسع في الصحف ووسائل الإعلام الاخرى. وبعد عدة أيام ظهر في التلفزيون مع محاميه، وكان ايضاً يرتدي قميصاً عليه شعارً.
وفي يوم الخميس، لم تعد عائلته تحتمل الامر، "لا احد يمثلنا، في اي مكان" كما قالت شقيقته إيمان – 18 سنة – وكادت تبكي، أما شقيقتها -14 سنة- انهم لا يمثلوننا حتى المجلس الامريكي للعلاقات مع المسلمين.
وقد دعا الرئيس باراك اوباما، أحمد لمقابلته والتفرج على ساعته. ولكن الوقت لم يكن قد حان.
عن: تايمز