ماكبث، فيلم جديد وأبطاله هم ميشيل فاسبندر، ماريون كوتيلارد وديفيد ثويس ،أما المخرج فهو جاستن كيورزيل جينر. يبدأ الفيلم بماكبث دوق اسكتلندا لديه طموحات كبيرة، يتلقى نبوءة من واحد من السحرة، تقول إنه سيصبح ذات يوم ملكاً في اسكتلندا. وتغلب عليه الطموح و
ماكبث، فيلم جديد وأبطاله هم ميشيل فاسبندر، ماريون كوتيلارد وديفيد ثويس ،أما المخرج فهو جاستن كيورزيل جينر. يبدأ الفيلم بماكبث دوق اسكتلندا لديه طموحات كبيرة، يتلقى نبوءة من واحد من السحرة، تقول إنه سيصبح ذات يوم ملكاً في اسكتلندا. وتغلب عليه الطموح وبدأ يفكر في الأمر مع زوجته فقرر العمل مع زوجته. ويقتل ماكبث الملك ويستولي على العرش لنفسه.
ويقول المؤلف فيلبّا ان المرأة من ليدي ماكبث والى الحاضر، حيث هيلاري كلينتون تبحث بدورها عن السلطة.
الرغبة في السلطة من قبل المرأة، كابوس له تاريخ، وأقدم قصة في العالم، نجدها في الثقافة الشعبية لدى اليهود. "الله خلق المرأة للرجل وأسماها ليليث – زوجته الاولى – ولكنهما تشاجرا في جنة عدن، بدون مساعدة من حيّة أو تفاحة.
وكان خطأ ليليث في الجنة رغبتها في ان تكون متساوية مع آدم.
وتقول الأسطورة ان خطأ ليليث كان ان تكون متساوية مع آدم: في الجنس، كما في الامور الاخرى، ورفض آدم ذلك، دفع ليليث الى عدم إطاعته، وكان ذلك الامر بمثابة تحذير لبقية الناس، في إطاعة آدم أي الرجل.
ومثل ليليث، والعذراء ماري، إن أرادت المرأة الحصول على القوة والسلطة، فإنها ستكون ملعونة.
وعدم الحصول على القوة أمر يرتبط مع "المرأة والضعف"، وهي عبارة بدأت تنتشر في القرن الخامش عشر، اذ ان المرأة لم توصف قط بالقوة، حتى بالنسبة لشكسبير، إذ انه لم يصف امرأة بالقوة.
ومن أجل التصرف بقوة، فعليها ان تكون خالية من الجنس، وعليها ان تكون كالرجل.
ولم تكن الليدي ماكبث وحدها المرأة الخالية من الجنس، في أعمال شكسبير وايضاً الشريرة، ملكة مثل مارغريت من أنجون، التي قاتلت بقوة يائسة من أجل مملكتها، وزوجها وابنها، وفي حروب الروزيز وصفها شكسبير بكونها: لقد اصبحت من الوحوش: "إنها ذئب فرنسا، بل أسوأ من ذئاب فرنسا" وزوجة وأم مثل إليزابيث وود فيل "الملكة البيضاء"، فقد كان لديها شخص مستشارها القانوني وكانت له قوة الرأي ولكنه بلا قوة.
إن المرأة الملكة لا تقدر على الزواج دون ان تلقي عليها الشبهات حول سلطتها الملكية، ويقول القانون الإنكليزي، إن كل ممتلكات المرأة والالقاب تعود الى زوجها.وعندما تزوجت - ماري الاولى – واختارت فيليب ملك إسبانيا، واحتفظت إليزابيث بكافة سلطاتها، وقالت : "لقد احتفظت بالسلطة أعلم أن لديّ جسداً ضعيفاً، ولكن لديّ ايضاً قلب قوي لأصبح ملكة وملك إنكلترا ايضاً.
ونجد ان الليدي ماكبث قالت : كان عليّ ان أكون "بلا جنس" كي أدبّر الاغتيالات" وقد مات ماكبث في الحرب وهو يحارب أعداءه. ولكنها تفقد عقلها، وتقتل نفسها، ويتساءل ماكبث : "لماذا هذا البكاء؟". ويجيب احدهم: "الملكة سيدي، لقد ماتت" ويجيب ماكبث: "كان من الأفضل لها ان تموت هنا في المعركة".
ومع الأسف ان خمسة قرون من الأحاديث الجميلة والإقناع اللطيف للمرأة، فإنها لم تتغير ففي بريطانيا نسبة 59% منهن فقط في الجيش، ولا يوجد جنرال (رتبة لواء) واحد.
والمرأة عبر مئة عام لم تتطور كثيراً في إنكلترا، ففي خلال (21 سنة) لم تحقق المرأة تقدما في الجيش، وفي مفاصل الحياة الاخرى، فهي قد اكتسبت التصويت للبرلمان، وهي ما تزال تشكل نسبة 29% فقط من الاعضاء ولها سبعة من الوزيرات.
إن هذا التطور في حياة المرأة من ليليث الى أنجيلا ميركل، ولا يمكننا لوم المرأة.وفي الانتخابات الرئاسية الاخيرة، ومع اللوم على هيلاري كلينتون، كونها ليدي ماكبث.
وتغطية الانتخابات الرئاسية، على سبيل المثال، بدا واضحا تأثير الأمر على مظهرها الخارجي وعلى طموحها وأسلوبها المتماسك.
وسابقاً كانت مرغريث تاتجر تعرضت للوم لمحاولتها الوصول الى قمة السلطة فإنها بذلك تخون النساء – ليس سياسياً فقط، بل روحياً ايضاً.
وأولئك الذين يقفون ضد الأنوثة يقولون نفس الشيء. إنها عنيدة، غير أنثوية، وهي قد تخلت عن كل مظاهر الأنوثة وهي ايضا تبيد كل الصفات الجميلة للمرأة، متطلعة للسلطة فقط.
ومثل ليليث وحواء مثل العذراء ماري إن أرادت المرأة تسلّم السلطة، فإنها بذلك تعلن عن عدم أنوثتها، وإن أرادت حياة النساء جانبياً، فإنها تجابه اللوم، وتُتهم بالعمل سرّاً.
* يعرض في بريطانيا حالياً فيلم "ماكبث"
عن: الغارديان