TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > تعددت اللجان والفساد واحد

تعددت اللجان والفساد واحد

نشر في: 28 سبتمبر, 2015: 09:01 م

هيئة النزاهة مع اللجنة البرلمانية المختصة بملاحقة المفسدين اتفقتا على تشكيل لجان لمتابعة مخالفات بيع عقارات الدولة ، وبيع المناصب الحكومية ، وعلى الرغم من حساسية العراقيين من تشكيل اللجان ، لأنها ستضم ممثلي الكتل النيابية الحالية ليست بريئة من امكانية تورطها بملفات فساد يكشف الاتفاق بشكل لا يقبل اللبس عن حقيقة بيع المناصب ، فهل تستطيع اللجان التوصل الى الحقيقة ام ستخضع لضغوط سياسية ، فينتهي بها المطاف مثل بقية اللجان المشكلة سابقا ، ويغلق الملف ، او يسجل ضد مجهول ، او مسؤول صغير يكون ضحية صفقات الكبار .
ملف عقارات الدولة معقد وشائك ، في السنوات الماضية امتلك مسؤولون واعضاء في مجلس النواب منازل في حي التشريع المنطقة الخضراء لقاء دفع اسعار متدنية جدا بموجب تسهيلات حكومية ، فسجلت بأسماء مالكيها الجدد في دوائر التسجيل العقاري، خارج المنطقة الخضراء سيطرت الاحزاب المتنفذة على احياء بكاملها في بغداد ، فضلا عن ابنية كانت تشغلها اجهزة النظام السابق ، سجلات امانة بغداد ، ودوائر التسجيل العقاري ، تحتفظ بقرارات حكومية صدرت في سنوات سابقة تقضي بمنح شخصيات مقربة من صاحب القرار اراضي في منطقة الجادرية.
أما ملف بيع الوزارات والمناصب فيحتاج الى المزيد من التدقيق ، خشية انفجار برميل البارود ، والحديث عن تسلم زعماء سياسيين مبالغ كبيرة تقدر بملايين الدولارات مقابل منح شخصيات حقائب وزارية ، يدور في الاوساط البرلمانية ، وتسرب الى بعض وسائل الاعلام ، في تقرير مصور بثته فضائية عربية ، بعد اسبوع من اندلاع التظاهرات الاحتجاجية المطالبة بالإصلاح اكد المتحدثون في التقرير من اعضاء مجلس النواب بيع وزارات في الحكومة العراقية من دون الاشارة الى الاسماء كعادة البرلمانيين في اطلاق التصريحات ، لكن احدهم ذكر اسم زعيم سياسي منح حقيبة وزارية الى نجل ممول حملته الانتخابية.
كشف هذا الملف الخطير بيع الوزارات والمناصب يتطلب فضح الاسماء والجهات المتورطة ، لكي يتعرف الشعب العراقي على حقيقة أسدل عليها الستار منذ سنوات باعتماد قاعدة الاتفاق على تغطية الفضائح .
المراهنة على تشكيل لجان تضم ممثلين عن الكتل النيابية لكشف ملفات الفساد المالي وملاحقة المفسدين ، لا تجدي نفعا ، من دون الاستعانة بجهات مستقلة ومراقبين يتابعون عمل اللجان من لحظة الانطلاق من خط الشروع حتى حصر حيتان الفساد في زاوية ضيقة ، مع تحديد سقف زمني لإنجاز عمل اللجان ، لتلغي الانطباع السائد لدى العراقيين عن فشل اللجان في التوصل الى الحقائق .
مظاهر الفساد في العراق كثيرة ومتشعبة ، يقف في مقدمتها الفساد السياسي ، متمثلا ببيع الحقائب الوزارية ، فهل تستطيع النزاهة الهيئة واللجنة البرلمانية التوصل الى دلائل تدين حوت الفساد الاكبر في العراق ، ها أخوتي ها عليهم .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ابو سجاد

    ياستاذ علاء الله يرضى عنك هل ان ملف بيع الوزارات حدثا جديدا ثانيا ان بيع الوزارات ليس بالملف الخطير قياسا بسرقة ثروة بلد وهدر دمه وبيع ارضه وهتك عرضه ثالثا ان ملفاتنا لو عرضت على الامم المتحدة لتفرغة لهذه الملفات سنوات دون ان تصل الى معالجتها رابعا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram