قصص نهلت موضوعاتها من التاريخ والتراث الشعبي اضافة الى واقعنا الاجتماعي في ظل الظروف الراهنة تضمنتها مجموعة (مرافئ الملكوت) للقاصة إيمان العبيدي. وبهذه المناسبة احتفى بها منتدى فيض في المركز الثقافي البغدادي ضمن منهاجه الاسبوعي الجمعة الماضية بمشاركة
قصص نهلت موضوعاتها من التاريخ والتراث الشعبي اضافة الى واقعنا الاجتماعي في ظل الظروف الراهنة تضمنتها مجموعة (مرافئ الملكوت) للقاصة إيمان العبيدي. وبهذه المناسبة احتفى بها منتدى فيض في المركز الثقافي البغدادي ضمن منهاجه الاسبوعي الجمعة الماضية بمشاركة عدد من الادباء والنقاد الذين ابدوا رؤاهم وملاحظاتهم. وبينت مقدمة الجلسة الشاعرة زينب خالد ان العبيدي حاولت الافصاح عن هويتها لذاتها في لحظة ضياع لها قدسية خاصة نلمسها بوضوح كما ورد في قصة الملكوت : " كنت راغبة وهاربة للتوحد مع ذاتي في لحظة اغتراب حقيقي". وقالت: مرافئ الملكوت بحسب رأيي هي مرافئ غير حرة، مكبلة بقيود عدة بعضها فرضها المجتمع الشرقي، وأخرى فرضتها الكاتبة على نفسها.
وفي حديثها ، اشارت القاصة ايمان العبيدي الى ان مجموعتها تضمنت صوراً انسانية من واقعنا الاجتماعي السابق والحاضر كواقعة سبايكر المؤلمة والتي لا تزال لحد الآن مشوشة وغير واضحة المعالم، لذا تناولتها باقتضاب لشدة تعاطفها مع احداثها المأساوية. مبينة ان الكتابة عن التاريخ مسؤولية يجب مراعاتها ونقلها بامانة. وقالت: لكني ركزت على محاور أخرى كالحب والكراهية والغيرة، وعلى موضوعة الجدلية القائمة حول المرأة التي كثيراً ما يتم تناولها في الخطاب القصصي والروائي بصورة هشة على انها الضحية والساذجة والمضطهدة، لكني هنا حاولت ابراز دور المرأة الحكيمة التي تفوقت على ما يدعيه العراف، ونجد تمردها في شهرزاد التي تخفي الكثير من الحقائق على شهريار، نتيجة تساؤلات ما كنت اطرحها على نفسي: هل كانت شهرزاد تروي هذه الحكايا حباً ورغبة منها ام انها خائفة من بطش شهريار.
من خلال ورقته ، اشار الناقد مهند طالب الى ان قصص المجموعة تضمنت اسلوباً مبسطاً حاولت العبيدي من خلاله توصيل رسالة سهلة للمتلقي بعيداً عن الغموض والتعقيد فهي تخاطب الجميع ضمن اطار اجتماعي تاريخي تربوي علمي تراثي. مبيناً ان بعض القصص خرجت عن جنسها فكانت بمثابة بداية روائية بسبب كثرة احداثها وتعدد شخوصها.
فيما أوضح الكاتب طالب عيسى ان العبيدي حاولت في (مرافئ الملكوت) رسم صورة نقدية للواقع الاجتماعي من خلال تعدد المواقف المكثفة والمعبرة في سائر قصص المجموعة، وبذلك استطاعت الانطلاق بمخيلتها في عالم الأدب الملتزم والواعي لتقترب من الذوق والوجدان الانساني. لافتاً الى ان القادة والهداة والتربويين منذ قديم الزمان اتخذوا من الحكاية اسلوباً للدخول الى عقول الناس وقلوبهم، وخير دليل ملحمة كلكامش التي يرى فيها الكثيرون أول قصة مدونة في تاريخ الأدب. لذا نجد القص العراقي قد نهل الكثير من حضارته وموروثه. وقال: القصة العراقية مرت بمخاضات عسيرة افرزت على مدى سنوات طويلة اجيالاً متعددة حتى اثبتت وجودها على المستوى العالمي. لذا فهي مرتبطة بالتاريخ والتراث فكانت سبباً مهماً للتحولات الفكرية الاجتماعية راصدة اوجه التباين في حياة المظلومين ومعاناة الطبقات الاجتماعية المختلفة، اضافة الى مظاهر البطولة والإباء والتركيز على رموز تميزوا بين ابناء الأمة.
