القوات الامنية اعلنت في وقت سابق تأمين مناطق حزام بغداد بعد تطهيرها من عناصر الجماعات الارهابية ، لكن اطلاق صواريخ كاتيوشا من التاجي شمال العاصمة ، عزز المخاوف من وجود رخاوة في حزام بغداد ، قد تمهد لشن هجمات مسلحة على سبع البور والرضوانية ، وابو غريب وصولا الى المطار الدولي.
اطلاق صواريخ الكاتيوشا يؤكد بالدليل القاطع الى وجود خرق امني ، يتطلب معالجة فورية في اسلوب مسك الارض بالمناطق المحررة من سيطرة تنظيم داعش ، فضلا عن تفعيل الجهد الاستخباري لتفادي تكرار القصف ، في وقت فرضت القوات الامنية مع متطوعي العشائر سيطرتها على تلك المناطق بحسب تصريحات مسؤولين امنيين ، اكدوا ان حزام بغداد اصبح منطقة آمنة بعد هروب عناصر الجماعات المسلحة الى مناطق تخضع لسيطرتهم في قضاء الفلوجة بمحافظة الانبار .
على الرغم من ان القصف لم يخلف خسائر بشرية ومادية ، الا انه بنظر الخبراء الامنيين ينذر بوجود مخطط لاستهداف مواقع حيوية في مقدمتها مطار بغداد الدولي ، اما كيف وصلت قاعدة اطلاق الكاتيوشا الى التاجي بوجود آلاف السيطرات فهذا السؤال مطروح منذ سنوات ، الجهات المختصة لا تمتلك الاجابة الدقيقة ، الامر يتعلق بإدارة الملف الامني ، وليس من حق احد الخوض في طرح مثل هذه الاسئلة ، حتى لجنة الامن والدفاع في مجلس النواب .
يقال ان تشخيص الداء اول خطوات المعالجة الجدية للخلل الامني ، لطالما ردد هذا القول مسؤولون سابقون وحاليون ، فأجل العراقيون ذكر اعداد ضحايا الارهاب ، ضمدوا جراحهم بوعود المسؤولين ، علقوا آمالهم على الحكومة الحالية بشد "حزامين" لضمان استقرار الاوضاع الامنية ، بتحرير المدن الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش.
الحكومة الحالية دعت العراقيين الى شد الحزم على البطون لمساعدتها في تنفيذ سياستها التقشفية لمواجهة الازمة المالية ، مع اطلاق وعود بان المستقبل سيكون افضل بارتفاع اسعار النفط في الاسواق العالمية ،" رخاوة "الاوضاع الاقتصادية تتطلب شد الحزم استجابة لدعوة الحكومة ، اما معالجة" رخاوة حزام بغداد" فتقع على عاتق القائد العام للقوات المسلحة ، المشغول حاليا بتنفيذ الحزم الاصلاحية المتعلقة بمحاربة الفساد وتوفير موارد اضافية للدولة بإجراءات الترشيق ، وابعاد وكلاء وزارات ومديرين عامين من مناصبهم ، ولضمان تنفيذ الحزم الاصلاحية شكلت الامانة العامة لمجلس الوزراء لجانا ضمت خبراء ومستشارين غير مرتبطين باية جهة سياسية لتطبيق الاصلاح ، و ليس من المستبعد ان تتسلل الرخاوة الى الحزم الاصلاحية ، كما تسللت الى حزام بغداد ، فانطلقت من مناطقها صواريخ الكاتيوشا .
حينما يقدم العراقي على اية مهمة يسمع نصائح من كبار السن لتعزيز ثقته بنفسه مع قول "شد حزامك وتوكل على الله " بمعنى لا تدع "الرخاوة " تنال من همتك ، هل سمع هذا القول المسؤول على امن مناطق حزام بغداد ؟؟؟