يمتلك الأرخبيل المكوَّن من 7,107 جزيرة أكثر من نصيبه العادل من المخرجين السينمائيين الموهوبين. ولم تكن حقيقة فوز بريلانت ميندوزا بجائزة البريكس غراند في مهرجان كان السينمائي عام 2009 إلا حظاً سعيداً للفيليبين بالذات. ذلك أولاً لأن ذلك الفوز لم يكن ال
يمتلك الأرخبيل المكوَّن من 7,107 جزيرة أكثر من نصيبه العادل من المخرجين السينمائيين الموهوبين. ولم تكن حقيقة فوز بريلانت ميندوزا بجائزة البريكس غراند في مهرجان كان السينمائي عام 2009 إلا حظاً سعيداً للفيليبين بالذات. ذلك أولاً لأن ذلك الفوز لم يكن المرة الأولى بالنسبة للسينمائي الوافر الانتاج، و ثانياً لأنه لم يظهر فجأةً هكذا من العدَم. فقد كان لينو بروكا آنذاك قد وضع السينما الفليبينية على الخارطة. وثالثاً، أن مخرجاً فليبينياً كان قد وصل وكان تصويره السينمائي حتى أكثر إفراطاً، وهو لاف دياز.
ولقد كان لينو بروكا مخرجاً مسرحياً انضم إلى جيل جديد من السينمائيين الذين تجرأوا على صنع فيلم نقدي وملتزم اجتماعياً خلال فترة حكم الدكتاتور فيردناند ماركوس في أوائل السبعينات. وبفضل اشتغاله على نحوٍ جادّ وسريع وفعّال، فإنه كان يستطيع أن ينجز ما يصل إلى ستة أفلام في العام. وكان عمله يتناوب بين إمتاع الجمهور والرضا الشخصي، ومناصرة المضطهدين، والتصوير في أحياء الفقراء. وكان الفيلم الذي تقرّب به إلى محبي أفلام الغرب ( الويستيرن ) بعنوان " إنسيانغ Insiang ". وكان فيلمه "مخالب الضوء" علامة بارزة أخرى، وهو غوص مصور على نحوٍ جميل في أحشاء مانيلا المتعفنة بحبكة ميلودرامية مثيرة، حيث يسافر شاب من الريف إلى العاصمة ليجد حبيبته بل ونفسه تكافح للبقاء على قيد الحياة.
أما لاف دياز، فيمكن القول إن عمله السينمائي فوق ما هو معتاد لدى محبي السينما. فهو يصنع سينما بطيئة للغاية. ولا يتحرج من أفلام تستغرق أينما كان من خمس إلى عشر ساعات لكنها تنطوي على لقطات وحركات كاميرا أقل من فيلم الأكشن المتوسط الذي مدته 80 دقيقة. والسلبي في هذا أن أفلامه نادراً ما تُعرض في السينما. ويقوم سينماتيك Cinematek ( الأرشيف السينمائي البلجيكي ) بتصحيح هذا الظلم من خلال تقديم عرض استعادي كامل تقريباً. وقد فاز دياز، في السنة الماضية، بجائزة النمر الذهبي في لوكارنو على فيلم " From What Is Before ". وفي هذه الدراما، هناك قرية نائية تُصاب بنكبة موت غير متوقع للماشية، وصخب مفزع في الغابة، وظهورات غريبة. كما توشك القرية على أن تطأها أقدام جيش الدكتاتور ماركوس. ولم يكن استمرار الفيلم وخطوته البطيئة من العقبات التي لا تُذلَّل. وإذا تفحصتَ جزءاً من مشاهد فيلم أو بعض صوره الساكنة لأدهشك التصوير بالأبيض والأسود. وغالباً ما توصف أفلام دياز بأنها تنويمية أو إيحائية. ويعِدُ سينماتيك بعرض " سلسلة لا تنسى من الأفلام التي تتطلب قدراً من الاهتمام من جمهور مشاهديها لكنها تعيد إليهم ما هو أكثر حتى ". وسوف يقدم دياز في تشرين الثاني في بوزار فيلمه الحائز على ثناء كبير. وهو تأريخ دوستويفسكيّ الطابع للفليبين المعاصرة في إطار من الغموض.
عن/ Agenda