ضيّف اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين وضمن منهاجه الاسبوعي الأربعاء الماضي الباحث الأكاديمي أمجد زهير لإلقاء محاضرة بعنوان "الأسطورة في المسرح المعاصر" . وبيّن مقدم الجلسة الشاعر عمر السراي ان المحاضر تولد بغداد 78 ماجستير اخراج مسرحي، ومدرس في معهد ا

ضيّف اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين وضمن منهاجه الاسبوعي الأربعاء الماضي الباحث الأكاديمي أمجد زهير لإلقاء محاضرة بعنوان "الأسطورة في المسرح المعاصر" . وبيّن مقدم الجلسة الشاعر عمر السراي ان المحاضر تولد بغداد 78 ماجستير اخراج مسرحي، ومدرس في معهد الفنون الجميلة، وعضو جمعية الفنون البصرية ونقابة الفنانين واتحاد الادباء. كتب العديد من النصوص المسرحية والبحوث والدراسات، وله اصدارات عدة.
وفي حديثه ، اشار الباحث الى ان هناك من عرّف الاسطورة بانها مدونة الانسان البدائي، تشمل تاريخه وسلوكه وفهمه للكون، والبعض وصفها بنظام فكري متكامل يشمل جميع الرؤى الميتافيزيقيا للكون والوجود، ومنهم عرفها بانها فلسفة الانسان الأولى تجاه الكون، بمعنى هي رؤية متكاملة عن نظام يحرك القوى الماوراء طبيعية التي تطغى وتحيط بالانسان البدائي. وقال: تعامل المخرج العراقي مع الأسطورة من منطلقات متعددة تحكمها طبيعة الاسلوب الاخراجي. منوهاً الى ان الدكتور عقيل مهدي على سبيل المثال تعامل مع الاسطورة باسلوب فلسفي بحثاً عن معنى لسؤال يطرحه من خلال بنية العرض المسرحي. اما المخرج عادل كريم فقد تعامل مع اسطورة الآلهة ميديا التي احبت بشراً فكانت هناك علاقة وزواج، لكنه خانها وانتقاماً منه قتلت ميديا اطفالها، ومن خلالها اراد المخرج ان يقول ان المرأة تلجأ الى القتل في حالتي الحب والكره.وفي مداخلته ، اشار الشاعر محمد حسين آل ياسين الى ان المسرح بصورة عامة موضوع مهم يبدو شبه غائب عن اهتماماتنا في اتحاد الادباء المنشغل دائماً بالقصة والرواية والشعر ولا يجيء المسرح الا لماماً. منوهاً الى ان المسرح هو أصل الاجناس. والاسطورة هي ايضاً من الموضوعات المهمة ليس مسرحياً وانما في جميع اجناس الأدب، وقد تلمس النقاد منذ عهد مبكر الاسطورة في الشعر. وأوضح: كنت اتمنى على الباحث ان يبدأ محاضرته بالدلالة اللغوية الاصطلاحية للأسطورة قبل تعريفها. فالأمر متصل بكتابات مسطرة كما وردت في القرآن اساطير الأولين أي ان جوهرها الاصطلاحي يعني الكتابات القديمة من القصص الواقعية المدونة. ومن هنا يأتي وجوب التفريق بينها وبين الخرافات. مستدلاً بذلك على قصص الانبياء كغرق فرعون وطوفان نوح والنار التي جعلها الخالق باردة فلم تحرق النبي ابراهيم وغيرها من الاساطير التي سبقت القرآن وذكرت في كتب سماوية أخرى.
فيما أوضح الباحث آشور ملحم ان لديه ملاحظات على بعض المصطلحات في التعريف فقد ورد في محاضرة الباحث خلطاً ما بين الاسطورة والملحمة. وقال: الشخصيات الرئيسة للأسطورة هي الآلهة، اما الملحمة فشخوصها هم البشر، والتداخل يتم بشكل ثانوي البشر في الاسطورة او الآلهة في الملحمة.من جانبه ، بين الناقد علي الفواز انه من الصعب ان نتحدث عن موضوع شائك ومعقد هو المسرح والاسطورة في وقت ضيق يتطلب متسعاً كبيراً لاستيعابه. وقال: كنت اتمنى على الباحث ان يأخذ جانباً معيناً يتحدث عنه ويشبعه بحثاً. مشيراً الى ان الاسطورة لدى البعض تمثل الحالة التي ينتقل فيها الكائن الطبيعي ليكون كائناً ربانياً. موضحاً ان تطور الكائن البشري نحو المدنية واكتشافه للزراعة والصناعة والثقافة وغيرها، بعدها أخذ يحاول اكتشاف السماء هذه القوة الخارقة، وهذا التحول كان هو الملمح الأول للاسطورة.