لسنين طوال ونحن نتابع ونسمع عن اخفاقات إدارية تخص الوفود العراقية الممثلة للمنتخبات الوطنية المشاركة في بطولات عالمية بمختلف الألعاب الرياضية الفردية والجماعية وهي أخطاء لا تحصل سوى في العراق، حيث لم نشهد مثلها في بلدان المعمورة وتكمن في تأمين الحجوزات لاستحصال سمة الدخول مع معرفة حركات الخطوط الجوية وفارق الوقت وضيق فترات الإعداد، وقد تسببت هذه الاشكالات بحرمان منتخباتنا الوطنية من عشرات البطولات وكادت تتسبب في منع لاعبين محترفين ضمن منتخباتنا ايضاً من التواجد في التصفيات الموثقة بجداول الاتحادات القارية ، كما حصل مع عدد من لاعبي منتخبنا الوطني قبيل مواجهة تايوان في طهران مؤخراً وهي مشاكل مستدامة لا يبدو أنها ستعرف طريقها الى الانتهاء قريباً، مع ان الجميع يدرك تماماً أن غاية المنى والجهد لدى أي رياضي هو الوصول الى العالمية والتواجد في البطولات الكبرى مدافعاً عن ألوان الرياضة العراقية.
وفي اليوم الذي بتنا ننتظر بشغف أفول هذه الأزمات الإدارية التنسيقية من ساحتنا تطل علينا ذات المشاكل والهفوات من الناحية الأخرى ومن الداخل تحديداً من دون ان ترتبط بأية صلة مع التنظيم الخارجي واستحصال الأوراق الضرورية ومتابعة المواعيد حيث يُمنع اللاعب محلياً من ناديه أو المؤسسة التابع لها من مرافقة المنتخبات الوطنية تحت ذرائع شتى كما حصل مع لاعبي نادي الشرطة الذين وقعوا ضحية لتفسيرات قد يبررها هذا الطرف أو ذاك بانها منطقية ومعقولة حسب ميوله وأهوائه ولكنها لا تغتفر من المسؤول والمتابع الأول وأقصد تحديداً جماهير الرياضة لدينا التي لولاها لما كان للمنافسة الرياضية أي لون وطعم ورائحة.
الحقيقة أن ما دعاني للكتابة في هذا الموضوع الحساس تحديداً هو ما أثاره الأمين المالي لاتحاد الملاكمة الكابتن علي تكليف أثناء جلسة رياضية جمعت الإعلام الرياضي بممثلي الاتحادات الرياضية حول أوامر صارمة صدرت من أحد المسؤولين العسكريين بمنع مشاركة الملاكم وحيد عبدالرضا لاعب نادي الجيش والمنتخب الوطني الذي نال الميدالية البرونزية في بطولة آسيا الأخيرة في تايلاند قبل نحو شهر ووصل الى منصة التتويج بعد جهد جهيد ومقارعة افضل الملاكمين الآسيويين في وزن 75 كغم وهو أحد الأوزان الصعبة وتأهل بفضل نتيجته المشرِّفة الى بطولة العالم التي انطلقت في الدوحة يوم الاثنين الماضي بمشاركة عالمية واسعة حيث تم إلغاء الحجز الخاص بالرياضي الوحيد الذي يمثل العراق في هذا المحفل العالمي نزولاً عند رغبة هذا المسؤول الذي رفض مشاركة لاعبنا وحيد عبدالرضا ربما من دون ان يراجع نفسه للحظة واحدة أو يتمعـَّن بقراره ومدى الضرر الذي ألحقه من جراء تغييب اسم العراق في بطولة العالم عمداً.
أعتقد أن مثل هذه التصرفات والتبريرات التي ستتبعها سنسمع عنها الكثير ما لم تكن هناك وقفات جادة تسبق أي احتمال لتكرار الحالة من قبل الاتحاد المعني والنادي ايضاً وطرح الملف الى الإعلام الرياضي ليأخذ مداه بالضغط الإيجابي وتذكير من غابت عنه مصلحة البلاد ومستقبل الرياضة والرياضيين فيه، وهي أسلم الطرق المتاحة حالياً لتلافي مثل هذه الحالات وتغليب المصلحة العامة التي تمثلها المنتخبات الوطنية على أية مصطلحات وتفسيرات ضيقة!
تغييب المشاركات عمـداً
[post-views]
نشر في: 5 أكتوبر, 2015: 09:01 م