في اعوام الستينات من القرن الماضي، نجد ان الكوميديا الجنسية (امس اليوم وغداً)، فيلم جميل. وافلام دي سيكا الاولى تعبر بشكل جيد عن الفشل، وفي الموسم التالي يرينا دي سيكا كيف ان المخرج الايطال يستولي على اعجاب المشاهدين كما هم.وافلام فيتوريا دي سيكا تتض
في اعوام الستينات من القرن الماضي، نجد ان الكوميديا الجنسية (امس اليوم وغداً)، فيلم جميل. وافلام دي سيكا الاولى تعبر بشكل جيد عن الفشل، وفي الموسم التالي يرينا دي سيكا كيف ان المخرج الايطال يستولي على اعجاب المشاهدين كما هم.وافلام فيتوريا دي سيكا تتضمن الكثير من الحزن المؤلم للحياة، وتكشف ايضاً الكثير من الجمال ومن اسرار السينما : ممثل خفيف ورجل وسيم، يأخذ الدور الاول. وقد اصبح دي سيكا، واحداً من افضل المخرجين لافلام التراجيديا في اوروبا، وهو يمثل الادوار امام الممثلين ليدركوا كيف يكون المشهد، وهناك قصة عن دور لصوفيا لورين، وكان عليها ان تمثل مشهدا غراميا مع مارسيليو ماستروياني وقام دي سيكا بتمثيل المشهد امامها، بل استلقى على الفراش، تحت الممثل الجذّاب، وعلم الممثلين كيفية إداء المشهد.ومع ان دي سيكا استمر في العمل مع ماستروياني ومونتخمري كليفت، صوفيا لورين وجنيفر جونس، فانهم لم يكونوا نجوماً في السينما، بدون افلامه غير الاعتيادية في نهاية الاربعينات واوائل الخمسينات. ويقول دي سيكا ان في العالم ملايين الشخصيات، ولكن لدي 50 او 60 ممثلة سينمائية.
ومن اوائل افلامه: شوشاين (1946) ، سُراق الدراجة (1948) وامبرتو (1952). وهذه الافلام تعتبر من أعظم انجازات السينما الاوروبية. وهي افلام تراجيدية فمثلاً فقدان دراجة يمكن ان يدمر الحياة ، في بيئة فقيرة. وابطال تلك الافلام يشعرون بتأنيث الضمير، لأن حياتهم غير طبيعية : سارق، شحاذ، اي ان الحزن هنا لا يمكن مقاومته، لأنه نتيجة بنية المجتمع وسياسية الدولة.في الوقت نفسه فإن "موت بائع متجول" كان يعرض في الولايات المتحدة الامريكية. وفي ايطاليا كان دي سيكا، يأخذنا الى اجواء اعتيادية والى تفاصيل الحياة في بيئة فقيرة. وفي هذه الاجواء المخيفة يجري الكشف عن الفشل على يد ديسيكا ومساعده الموهوب، وكاتب السيناريو سيزار زافاتيني الذين استداروا لتقديم افلام قصص خيالية عن الجنيات. واول تلك الافلام، معجزة في ميلان (1951) يعطينا شخصية توتو وبرونيللا بوفو، شخصيتين طائشتين. ويغوص دي سيكا في الاعماق للوصول الى البساطة. وهو يحب الانسان عندما يكون غير محمي بسيط.وفي افلام دي سيكا، لا يكافأ المرء وله جواب عن كل شيء ما عدا الموت. وعندما يحدث الأسوأ فان الحياة لا تتوقف، بل تدور.كان دي سيكا عبقرياً في التراجيديا. وعندما انتهت الخمسينات وجاءت اعوام الستينات، بدأ يتجه نحو الكوميديا، وكانت الافلام التي مثلتها صوفيا لورين مع ماستروياني جميلة، والافضل والاكثر خفة فيلم "امس، اليوم وغداً" وقد فاز بجائزة الاوسكار، كأفضل فيلم اجنبي. وبدأ دي سيكا بعدئذ يشتاق الى ايطاليا القديمة قبل الحرب، وان الفاشية شوهت ذلك الماضي ومع ذلك يحن اليه. وقد تغيرت مدن مع وصول القوالب الجاهزة المرتفعة للبناء. وآخر افلامه الممتازة، حديقة فينزي – كونتينيز (1970)، وقد عانى من الحنين الى الماضي، واعتمد الفيلم على رواية جيورجيو باساني الحزينة، والتي تتحدث عن الحياة وكيف تغيرت وان الرقة والجمال ذهباً وتحطما بالهولاكوست، المرتبط باوشفيتز. ان الحزن والاسى للحياة ارتبطت بفظائع المعسكرات.
عن: التايمز