كان طريق الحرير القديم يلتوي عند وادي شاه فولادي، بالقرب من باميان في افغانستان.قبل خمسين عاماً، كان من السهل كتابة تأريخ العالم من وجهة نظر اوروبية من دون الكثير من الدهشة. في مرحلة كان الكثير من الأحداث تحصل في الحياة الحقيقية، تدعمها تحليلات مماثل
كان طريق الحرير القديم يلتوي عند وادي شاه فولادي، بالقرب من باميان في افغانستان.
قبل خمسين عاماً، كان من السهل كتابة تأريخ العالم من وجهة نظر اوروبية من دون الكثير من الدهشة. في مرحلة كان الكثير من الأحداث تحصل في الحياة الحقيقية، تدعمها تحليلات مماثلة. فكيف يتمكن شخص ما من كتابة تأريخ جديد للعالم؟
وقد وجد نيل ماكغريكور طريقاً لذلك، عن طريق اتباع تأريخ 100 شيء ثم اخذه من المتحف البريطاني، وكان سعره غالياً.
وبيتر فرانكوبان، الاكاديمي في اوكسفورد، وهو مدير مركز الابحاث البيزنطينية، وهو قد اتبع طريقاً آخر في الابحاث الخاصة عن المرحلة البيزنطية، وذلك عبر تغيير مركز الجاذبية التأريخية في كتابه المثير.
"التأريخ الجديد للعالم"، غريب، لأنه يبدأ بتجاهله الالوف من الاعوام، من الوثائق ، وفرانكو بان جاهز للرد على الأمر، فهو يريد استرجاع نظرتنا الى التأريخ من اين جئنا وكيف اصبح مظهرنا. من اين اتينا وما الذي وضعنا في هذا القالب. وما هو تاريخنا؟
ان النظرة التقليدية في مدارسنا، مدعومة بما في متاحفنا، هي مدعومة بنظرية تقول أننا من ورثة الرومان العظماء، والذين كانوا من احفاد الاغريق، وهم بشكل ما ورثوا المصريين.
وهكذا فان حوض البحر المتوسط يستحق تسميته وسط العالم، ولكن المؤلف لا يتفق على هذه التسمية، وهو يضع اماكن اخرى في الشرق: ميسوبوتاميا، القوقاس، إيران .وطرق الحرير هي الشرايين التي وضعت الاسس لاولئك الناس: الافكار ، والاديان، والامراض واشياء اخرى كثيرة.
و"طريق الحرير" امر ظهر حديثاً للاستخدام نحو عام 1877 من قبل الالمان عن طريق الجغرافي الالماني فيرديناند فون ريجثوفن، ولكن الطرق بين الصين والبحر الابيض المتوسط، اصبحت من أخطر المناطق واكثرها خطورة (افغانستان باكستان..)، وقد اصبح ذلك الطريق مأهولاً، قبل ان يؤرخ التاريخ.
ولا توجد غرابة في كون مركز العالم في الشرق وقد اطلق كريستوفر مالرو بيرشيا / إيران "وسط العالم"، وكان ذلك في عام 1587، واتبع الكثيرون تلك التسمية، ولكن فرانكوبان، يحفر عميقاً في التاريخ، ويقرأ نصوصا قديمة كثيراً ويقول ان الحرير الصيني كان من ملابس الطبقة العليا في الغرب ووجدت التوابل الهندية طريقها الى الرومان. وكانت التجارة هي الدافع التي ساقت الناس الى طرق الحرير.
ولابد من القول ان حملة الكسندر نحو الشرق نقلت الثقافة الاغريقية الى وادي اندوس وانتشرت المسيحية عبر طرق الحرير، مع الرومان، والاسلام فعل الكثير، تطورات علمية، نظريات فلسفية، وانتقل غرباً وشرقاً.
وحفر الآثاريون والعمال الحلّيون المدينة القديمة: ميس ايناك والعمال، والتي تقع على طريق الحرير، في افغانستان.لم يكن كل ما يحدث في طريق الحرير، مفيداً، إذ ان العنف كان المسافر المعتاد، وهناك فصل جيد عن صعود المنغول الذين يسببون ضرراً وكان هناك ايضاً عنف آخر مع انتشار العبيد وصعود الروس بعد والتدخل البريطاني والامريكي منذ بداية القرن التاسع عشر. اما انتشار الطاعون (الموت الاسود) ثم التعامل معه بشكل جيد. ويشير فرانكو بان الى ذلك بقوله: كان ذلك افضل بسبب قلة العمال، وارتفاع اجورهم، وانتشر الثراء بعض الشيء، وانتعاش ثقافي وكان ذلك، مدقمة لعصر النهضة، الذي جاء متلكئاً.
وفي الكتاب تغطية قليلة لعصر النهضة في اوروبا، وانتشار التأثير الانكليزي، وهناك تغطية قليلة حول بحر الشمال والذي نطلق عليه (العصور المظلمة) والذي كتب عنه ميشيل باي في كتابه الجديد (حافة العالم)، وكان لكلا المكانين تأثير كبير لانهاء طرق الحرير.
والحاجة الى الشجاعة، ادت الى عدم التقديم بشكل جيد، على الرغم من ان المؤلف ذكر ان النبي محمد (ص)تحالف مع اليهود العرب، وهو لا يذكر عدد اولئك اليهود الذين تم قتلهم من قبل المسلمين فيما بعد. وليس هناك ما يدعى (العالم الناطق بالعربية). ولم ينجح الصليبيون في السيطرة على حلب، على الرغم من الجهد الذي بذل من اجلها.
ومن المؤسف وفي هذه المرحلة الاستعمارية الكتابة من ان "ت. ي لورنس" انتصر في العقبة عام 1917 دون ان تذكر القوات العربية التي قاتلت حقاً، كما ان المعجبين الاشداء للورنس لم يذكروا ذلك قط.
ومن المؤسف حقاً قراءة اخطاء اخرى جاء بها المؤلف.
ومن المؤسف ان نجد هذه الاخطاء وغيرها وخاصة ان حجم الكتاب 646 صفحة. "طريق الحرير" يتضمن معلومات جيدة، وهي جزء من التاريخ الانساني ، مع تلك الاخطاء وغيرها ولكنها لا تقلل من أمر الكتاب.
عن: الغارديان