ملامح جوه الزعماء السياسيين في العراق ، تعكس على الدوام حالة استمرار ازمات مستعصية ، فشلوا في معالجتها بطريقة التراضي ، او باعتماد الدستور كما يزعمون ، ما ان يعتلي الزعيم السياسي منصة إلقاء الخطاب ، حتى يكيل الاتهامات لخصومه ، لأنهم وقفوا حجر عثرة امام تحقيق المنجزات والمعجزات للعراقيين ، على وفق برنامج اعتمده هذا الحزب او ذلك ، ورد ضمن بنود وثيقة الاصلاح السياسي .
خيبة العراقيين من اقامة نظام ديمقراطي يحقق العدل والمساواة ، يؤسس لبناء دولة عصرية ، جعلتهم يتخلون عن متابعة خطب ومواعظ الساسة ، احيانا يتقصدون خفض الصوت ، لانهم شعروا بالملل من التكرار ، هذا الابتكار وفّر فرصة متابعة حركة واشارات الخطيب ، وهو يزبد ويرعد محذرا من المخططات الاقليمية العدوانية الساعية لإجهاض التجربة الديمقراطية ، مطالبا الاطراف المشاركة في الحكومة بتقديم المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية والفئوية ، ثم تنتهي خطبة الزعيم السياسي فتتولى الفضائية التابعة له بث برنامج خاص بإجراء لقاءات مع محللين سياسيين لتحليل الخطاب وبيان تأثيره في الساحة الاقليمية والدولية ، فيما وضع متابعو الخطاب من المشاهدين جهاز التلفاز على الصامت .
الكثير من العراقيين يتداولون مفردة" الجينكو " في الاشارة الى الوجه العبوس المضروب بجم ، فما ان يلتقي احدهم بآخر حتى يطرح عليه سؤال الاستفسار لماذا وجهك عبوس لابس الجينكووناصب جادر ، فيضطر الآخر الى شرح اسباب بروز ملامح الحزن والكآبة على وجهه لتأخر انجاز معاملة الحصول على بيان ولادة لحفيده ، وخضوع حيهم السكني لساعات طويلة لنظام قطع التيار الكهربائي المبرمج ، وفشله في الحصول على راتبه التقاعدي لانعدام توفر السيولة النقدية في مصرف يقع بمنطقة قريبة من سكنه ، والسبب الاخير اصابته بخيبة امل من اداء الساسة العراقيين الذين يطلون يوميا عبر شاشات الفضائيات بوجوه متجهمة تستعرض تفاصيل اندلاع الازمات السياسية من دون الاشارة الى من اشعل فتيلها ، لهذه الاسباب وغيرها اصبح الجينكو علامة فارقة للكثير من الوجوه . لرسام الكاريكاتير المصري الراحل صلاح جاهين قول يشير فيه الى ان الزعيم السياسي العربي يعتقد بان رسم ابتسامة عريضة على وجهه تقلل من شأنه تنال من مكانته بين الجماهير ، ربما هذا السبب يفسر اصرار الزعماء السياسيين العراقيين على الظهور بملامح تثير التساؤلات تلغي القاعدة السائدة الماء والخضراء والوجه الحسن ، الجيل اللاحق من رسامي كاريكاتير بعد الراحل جاهين تبنوا اسلوبه فوفروا فرصة للسخرية من المسؤول مهما كان موقعه ومنصبه .
في الايام القليلة المقبلة مع توفر الارادة الحقيقية لتطبيق اصلاحات رئيس مجلس الوزراء المتعلقة بأخلاء عقارات الدولة المشغولة من قوى وتنظيمات سياسية سيرتدي المتضررون من تطبيق الاصلاح الوجه الجينكو، لفقدان منازلهم في المنطقة الخضراء والوجه الحسن .
الخضراء والوجه العبوس
[post-views]
نشر في: 6 أكتوبر, 2015: 09:01 م