استدعت تركيا السفير الروسي في أنقرة للمرة الثانية في يومين «للاحتجاج بشدة» بعد قيام مقاتلة روسية بانتهاك مجالها الجوي بالقرب من الحدود السورية مجددا، كما أعلن مسؤول في وزارة الخارجية، يوم امس الثلاثاء، غداة اعلان نائب وزير الدفاع أناتولي أنتونوف ان موسكو توافق من حيث المبدأ على مقترحات تقدمت بها الولايات المتحدة لتنسيق الطلعات الجوية العسكرية فوق سوريا

وقال المسؤول، رافضا الكشف عن اسمه: «تم استدعاء السفير الروسي للمرة الثانية، للاحتجاج بشدة على انتهاك آخر للمجال الجوي التركي، الأحد»، بعد إعلان أنقرة عن إقدام طائرة «ميج - 29» مجهولة عن مضايقة اثنتين من طائراتها الحربية في أثناء دورية.واكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف إن "الحادث المرتبط بالطائرة الروسية على الحدود السورية - التركية، جاء نتيجة سوء الأحوال الجوية.وأوضح "كوناشينكوف" امس الثلاثاء، أن "قاعدة حميميم" تقع على بعد نحو 30 كم من الحدود السورية - التركية، وفي ظل بعض ظروف الطقس تتم عملية الهبوط من الجهة الشمالية، ولذلك فإن هذا الحادث جاء نتيجة الأحوال الجوية في هذه المنطقة، فلا داعي للبحث عن مؤامرة هنا .وذكر المتحدث باسم وزارة الدفاع، أن الوزارة درست حادث دخول الطائرة الروسية للمجال الجوي التركي واتخذت الإجراءات اللازمة للحيلولة دون تكرار ذلك.

وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، قال امس الثلاثاء، ان روسيا تحشد قواتها في سوريا وبينها قوات برية، معتبرا اختراق الطائرات الروسية للمجال الجوي التركي لم يكن حادثا عرضيا كما ادعت روسيا. وأضاف في مؤتمر صحفي في بروكسل: "شاهدنا حشدا كبيرا للقوات الروسية في سوريا.. قوات جوية ودفاعات جوية وقوات برية وشاهدنا أيضا زيادة في الوجود البحري". وتابع أن "انتهاك روسيا للمجال الجوي التركي لم يكن حادثا عرضيا.. إنه انتهاك خطير"، داعيا إلى "عدم تكرار الأمر". وأوضح أن المعلومات الاستخبارية التي حصل عليها حلف الناتو تؤكد أنه لم يكن حادثا عرضيا عن طريق الخطأ، مشيرا إلى أن انتهاك الطائرات الروسية للمجال الجوي التركي حدث مرتين يومي السبت والأحد الماضيين. بينما اعلنت موسكو أن حلف الناتو انجر إلى حرب إعلامية ترمي إلى تشويه أهداف العملية الروسية بسوريا، وذلك بعد أن كرر الحلف مزاعمه حول الطابع المتعمد لحادث اختراق مجال تركيا الجوي. وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، امس الثلاثاء، أنه بعد بدء العملية الروسية في سوريا، فإن حملة مناهضة لروسيا ظهرت في وسائل الإعلام العالمية. وقالت الناطقة "بعد بدء الجزء العسكري لعملية القوات الجوية الروسية لمحاربة الإرهاب في سوريا، التي بدأت بطلب رسمي من الحكومة الشرعية للبلاد، فان حملة شرسة مناهضة لروسيا ظهرت في وسائل الإعلام العالمية تزعم بأن تصرفات روسيا في سوريا غير قانونية وغير منطقية وغير مفهومة".

في غضون ذلك ، انطلقت في إسرائيل محادثات روسية - إسرائيلية حول انتشار القوات الروسية في سوريا، حيث وصل وفد عسكري روسي إلى إسرائيل برئاسة الجنرال نيكولاي بوغدانودفسكي، نائب رئيس الأركان الروسي. وقالت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية إن المحادثات تهدف إلى تفادي أية أحداث عنيفة بين الجيش الإسرائيلي والقوات الروسية المنتشرة في الأراضي السورية. وأضافت الإذاعة أن الزيارة ستستمر يومين، ويتخللها اجتماع للجنة التنسيق العسكري الثنائي، التي كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس فلاديمير بوتين قد اتفقا على تشكيلها خلال لقائهما في موسكو قبل أسبوعين.

ميدانيا، شنت الطائرات الروسية للمرة الأولى منذ بدء غاراتها في سوريا ضربات جوية استهدفت مدينة "تدمر" الأثرية التي يسيطر عليها تنظيم داعش ، وفق ما أعلنت مصادر سورية يوم امس الثلاثاء. وأضافت المصادر أن "القوات الجوية لروسيا استهدفت أوكار تنظيم داعش في مدينة تدمر ومحيطها، ما أدى إلى تدمير عشرين عربة مصفحة وثلاثة مستودعات ذخيرة وثلاث منصات صواريخ".