أصبح الاتهام الاكبر الذي يوجه اليوم لِكل من في هذا العالم هو أصولهُ التي وِجِدَ عليها , وليس تلك التي اختارها هو , وكانت أقدارُنا هي السبب الوحيد لعبورنا أو عدم عبورنا من خلال شُباك الجوازات , هذا ما جسدهُ المصور الفوتوغرافي حسين شبيب من خلال تقديمه

أصبح الاتهام الاكبر الذي يوجه اليوم لِكل من في هذا العالم هو أصولهُ التي وِجِدَ عليها , وليس تلك التي اختارها هو , وكانت أقدارُنا هي السبب الوحيد لعبورنا أو عدم عبورنا من خلال شُباك الجوازات , هذا ما جسدهُ المصور الفوتوغرافي حسين شبيب من خلال تقديمه عمل " I Pass " , والذي تم عرضهُ في مؤسسة برج بابل مساء يوم السبت الماضي , حيث تجسد العمل بتقديم عدة شخصيات مرجعها لشخصٍ واحد من خلال صورة جواز السفر والتي مثلها الفنان " دريد عباس " بأشكالٍ و هيئات مختلفة , وشارك العمل الشاعر فراس حراّم من خلال نصٍ شعري بعنوان " شُباك الجوازات."
حيث قالت نائبة رئيس مؤسسة برج بابل ذكرى سرسنك " إن شخصية العمل تتجسد بشخص واحد وهو دريد عباس ليظهر بعدة اشكال وهيئات من خلال صورة جواز السفر , وشارك بكتابة النص فارس حرام , ويُعتبر العمل من أول الانجازات الخاصة بحسين شبيب وهو رسالة تدعو إن أهم ما يجمع البشر هو الانسانية بغض النظر عن ما وِجدوا عليه. "
بدورهِ ، ذكر المنسق الإعلامي لمؤسسة برج بابل رحيم الشمري " إن حسين شبيب فنان ليس بالجديد على الجمهور فقد عُرِف بالعديد من الاعمال السابقة ولهُ لمسات واضحة , قُدم العمل بالتعاون مع مؤسسة برج بابل التي وفرت الأستوديو الخاص بها من أجل المساعدة على إنجاح تجربة الفنان , ليقدم عرضا اوليا في بغداد وبهذا يكون شبيب قد جسد إرادة الحياة للمثقف العراقي , وبهذا يمكن ملاحظة ان العمل تجسد بتقديم فلم صوري قصير من واقع الحياة صورها بجدارة ليخرج بعمل فني رائع ."
وقال الفوتوغرافي حسين شبيب " إن الامكانيات التي توفرت بسيطة حيث أتاحها الاصدقاء وبالتعاون مع مؤسسة برج بابل استطعت تقديم العمل اليوم ولأول عرض له."
واضاف شبيب قائلاً "العمل قابل للتطوير حيث من الممكن أن يكون معرض فوتوغراف , و طموحي أن اعرضه في اماكن عامة و لكن هذا يحتاج فترة طويلة جداً من أجل المتابعة والتنسيق , ولكن سأحاول متابعة الموضوع من أجل هذا العمل ."وبيّن شبيب إن " فكرة العرض تكمُن إن كل شخص بهذا العالم يحتاج الى عمل جواز سفر من أجل المرور خلاله , إلا إن جواز السفر اليوم أصبح مرهوناً بقضايا سياسية وفكرية ودينية وطائفية , و هو مُقيد بتلك الصورة الموجودة فيه والتي تحدد جنسنا وثقافتنا وبلدنا وافكارنا وايماننا , فيتناسى الكثيرون ان ليس من ذنب أي إنسان انهُ خُلق من بيئة او فكر او دين معين , إلا انهُ وجد نفسهُ على ذلك فكيف لهُ أن يُتهم او يحاسب على ما وجد نفسهُ عليه!"
بدورهِ ، قال الشاعر فارس حراّم "إن نص العمل هو عبارة عن نص شعري يعكس رؤية ان الانسان في الجوهر واحد رُغم اختلاف الشكل و الهوية و العرق والدين و الجنس , ويبقى هذا الانسان صاحب الحق الاكبر بالتنقل في كل الاماكن و على هذا الكوكب بحرية , إلا إن ما يحصل عكس ذلك تماماً لقد أصبح الانسان مُحاربا تحت تسميات قومية وعرقية ودينية وثقافية وسياسية وفكرية".