TOP

جريدة المدى > عام > جائزة نوبل الأدبية والسياسة

جائزة نوبل الأدبية والسياسة

نشر في: 10 أكتوبر, 2015: 12:01 ص

منحت لجنة جوائز نوبل لعام 2015 الجائزة في مجال الادب الى الكاتبة البيلوروسية سفيتلانا أليكسيفتش التي تقطن في المهجر ولا تنشر اعمالها في وطنها – بيلوروسيا الآن. علما انها تكتب باللغة الروسية وتوجد جميع اعمالها في المكتبات الروسية. وبرزت أليكسيفت

منحت لجنة جوائز نوبل لعام 2015 الجائزة في مجال الادب الى الكاتبة البيلوروسية سفيتلانا أليكسيفتش التي تقطن في المهجر ولا تنشر اعمالها في وطنها – بيلوروسيا الآن. علما انها تكتب باللغة الروسية وتوجد جميع اعمالها في المكتبات الروسية. وبرزت أليكسيفتش في الميدان الادبي في عام 1985 حين نشرت روايتها " الحرب بلا وجه نسائي". ولدى منحها الجائزة البالغة 8 ملايين كرون سويدي( 950 ألف دولار) تصبح المرأة الرابعة عشرة التي تحصل على الجائزة التي استحدثت في عام 1901.
والطريف ان العديد من الكتاب رفضوا الجائزة سابقا ،منهم جورج برنارد شو ( سخر من الجائزة قائلا انها تمنح الى الغريق بعد وصوله الى بر الامان!) وجان بول سارتر وبوريس باسترناك ( حقا ان الاخير رفضها تحت ضغط السلطات السوفيتية) ، بينما رفضت اللجنة منحها الى ليف تولستوي في عام 1902 بسبب مواقفه الفكرية. وقد منحت الجائزة الى اربعة كتاب روس هم ايفان بونين (1933) وبوريس باسترناك (1958) وميخائيل شولوخوف (1965) وألكسندر سولجينتسين (1970) والآن تمنح الى كاتبة وصحفية بيلاروسية تمارس المهنة باللغة الروسية.
إن لجنة نوبل تمنح الجائزة الى الروس في احيان كثيرة لاعتبارات سياسية فقد منحتها الى بونين بسبب مواقفه من السلطة السوفيتية وكذلك كان الحال بالنسبة الى باسترناك وسولجينتسين . ولم تمنح الجائزة الى الكتاب والشعراء الروس العظام في القرن العشرين مثل ميخائيل بولغاكوف واندريه بلاتونوف وفلاديمير ماياكوفسكي وآخرين ممن اسهموا بأدبهم حقا في تكريس القيم الانسانية. وفي الاعوام الاخيرة منحت الجائزة الى كتاب لا يمكن اعتبارهم من طليعة كتاب العصر مثل الكاتب الاسرائيلي شموئيل اغنون. ويجدر بالذكر ان أليكسيفتش رشحت لنيل الجائزة منذ عام 2013 ، لكن منحت الجائزة آنذاك الى الكندية أليس مونرو وفي العام بعده منحت الى الفرنسي باتريك مودياني.
ويعتقد الكثير من النقاد في روسيا ان الجائزة منحت هذه المرة ليس الى افضل كاتب ولا يعتبر ما كتبته ألكيسيفيتش من روائع الادب العالمي ذي القيمة الانسانية. وقد سبقها في هذا المضمار العديد من الكتاب السوفيت. فهي كاتبة اعلامية وصحفية بالدرجة الاولى وميزتها انها تعارض سياسة الرئيس البيلوروسي الحالي ألكسندر لوكاشينكو ، ولهذا غادرت بلادها في عام 2000 للاقامة في إلمانيا وفرنسا وايطاليا.
ولدت سفيتلانا أليكسيفتش في عام 1948 في مدينة ايفانو- فرانكوفسك الاوكرانية من اب بيلوروسي وأم اوكرانية. ثم تخرجت في عام 1972 من كلية الصحافة في الجامعة البيلوروسية الحكومية وعملت في مجال الصحافة في الاقاليم والعاصمة مينسك.
وعندما كتبت أول اعمالها الادبية " الحرب بلا وجه نسائي" في عام 1983 عارضت السلطات السوفيتية نشرها على مدى عامين واتهمها النقاد بنشر" الروح الاستسلامية وبالنزعة الطبيعية وتشويه الصورة البطولية للمرأة السوفيتية "في فترة الحرب العالمية الثانية.ثم نشرت الرواية ذات الطابع الوثائقي في عام 1985 في فترة "البيريتسرويسكا " في عهد غورباتشوف.
وقد حصلت الكاتبة على عشرات الجوائز الادبية في الغرب. ففي عام 2006 حصلت على الجائزة الوطنية لنقاد الادب في الولايات المتحدة .وفي عام 2014 منحت الوسام الفرنسي للفن والادب. أما في وطنها فقد حصلت من قبل على جائزة ألكمسمول السوفيتي ، وكانت عضوا في اتحاد الكتاب السوفيت.
والكاتبة مقلة في ابداعها ،ولهذا فان كتبها المنشورة ليست كثيرة ومنها " الحرب بلا وجه نسائي " و" صبيان توابيت الصفيح" و"آخر الشهود" و" صلاة تشيرنوبل".وذكرت أليكسيفتش في مقابلة صحفية في عام 2007" ان نهجي الابداعي يقوم على أساس وجود هواجس لدى كل انسان لم يستطع تحقيقها قبل غيره. واذا ما جمعت كلها معاً نحصل على رواية من الاصوات ، رواية الزمن. والشخص الواحد لا يستطيع انجاز ذلك وحده "..." وقد بحثت طويلا عن نهجي الابداعي الذي يتجاوب مع رؤيتي للعالم"..." انني أرى كتبي واصغي اليها في الشوارع . وراء النافذة. ويتحدث فيها الاشخاص الواقعيون عن الاحداث الرئيسية لزمانهم – الحرب ، انهيار الامبراطورية الاشتراكية وتشيرنوبل ، وكلها تتجمع في كلمة واحدة هي تاريخ البلاد ، التاريخ العام. القديم والحديث . ولكل فرد تاريخ .. مصير انسان صغير ". وحسب قول الكاتبة فان " الفن يمكن ان يكذب ، لكن الوثيقة لا تخدع احدا .. ولو ان الوثيقة تجسد ارادة ما ونزوة احد ما. لكنني أستجمع العالم في كتبي من آلاف الاصوات ومقاطع من حياتنا اليومية ومعيشتنا. وانا اؤلف كل كتاب خلال اربع – سبع سنوات ، وألتقي الناس واتحدث معهم وأصف 500 – 700 شخص. ان اسفاري تشمل عشرات الاجيال".
وتعتبر أليكسيفيتش من خيرة مريدي الكاتب البلوروسي أليس اداموفيتش الذي كان يعتقد ان الكتابة عن مآسي القرن العشرين بلغة النثر الادبي تعتبر اهانة لمشاعر الناس. وبرأيه انه حيثما تقع الكوارث والحروب والمآسي الفردية لا مجال للكلمة الادبية. ولهذا يوجد مجال آخر هو الوثائق التي تعكس الحقائق. ويبدو ان ما اثار اهتمام لجنة نوبل في ابداع أليكسيفتش لدى منحها هو القيمة الاجتماعية الوثائقية للنص الادبي والجدة في استخدام الوسائل الادبية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

المالية النيابية: كلفة استخراج النفط من كردستان تصل 22 دولاراً

في رد رسمي.. محافظ بغداد يرفض قرار الإحالة إلى التقاعد

الدرجات الخاصة المصوت عليهم في البرلمان اليوم

نص قانون التعديل الأول للموازنة الذي أقره مجلس النواب

بالصور| أسواق الشورجة تستعد لإحياء "ليلة زكريا"

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

بمناسبة مرور ستة عقود على رحيل الشاعر بدر شاكر السياب

تقاطع فضاء الفلسفة مع فضاء العلم

وجهة نظر.. بوابة عشتار: رمز مفقود يحتاج إلى إحياء

أربع شخصيات من تاريخ العراق.. جديد الباحث واثق الجلبي

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

مقالات ذات صلة

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي
عام

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي

د. نادية هناوييؤثر الذكاء الاصطناعي في الأدب بما له من نماذج لغوية حديثة وكبيرة، حققت اختراقًا فاعلا في مجال معالجة اللغة ومحاكاة أنماطها المعقدة وبإمكانيات متنوعة وسمات جعلت تلك النماذج اللغوية قادرة على الاسهام...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram