اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > من أسبابها الكبـت وفصـل الجنسين..التحرُّش بحـواء ظاهرة تتفاقـم وتتمـدَّد !

من أسبابها الكبـت وفصـل الجنسين..التحرُّش بحـواء ظاهرة تتفاقـم وتتمـدَّد !

نشر في: 10 أكتوبر, 2015: 12:01 ص

تعـود لميــاء إلى غرفتها أكثر من مرة لتأخذ بملاحظات أمها في ما يخص ملابسها وزينتها، فالأم كما تسمع من الأصدقاء والجيران وما تراه في الفضائيات من تفشي ظاهرة التحرّش، تحرص أن تكون بنتها بعيداً بالقدر الممكن ، لكن برغم كل الحذر والحيطة إلا أن لميــاء

تعـود لميــاء إلى غرفتها أكثر من مرة لتأخذ بملاحظات أمها في ما يخص ملابسها وزينتها، فالأم كما تسمع من الأصدقاء والجيران وما تراه في الفضائيات من تفشي ظاهرة التحرّش، تحرص أن تكون بنتها بعيداً بالقدر الممكن ، لكن برغم كل الحذر والحيطة إلا أن لميــاء غالبا ما تكون عرضة للتحرّش لا لشيء، فقط لأنها جميلة وتتمتع بقوام رشيق!
تصف إحدى حالات التحرّش بـ(الوقحة) التي جاءت من رجل بعمر أبيها مثلما وصفته، إذ كانت تسير في شارع الدائرة التي تعمل فيها، ما أن مرّت قرب سيارة مركونة على الشارع حتى فتح الرجل الباب الذي ارتطم بها، وكادت تسقط، وبعد أن أبدى الاعتذار حاول إعطاءها رقم هاتفه، ما إن رفضت أخذ الرقم حتى انهال الكلام الجارح وغير اللائق عليها!

 

الحـرم الجامعي ؟!

هناك بعض الظواهر السلبية التي ازدادت وللأسف في حياتنا اليومية والتي تتعرض لها حواء يوميا من بعض الشباب المراهقين الطائشيين الذين لا تؤثر فيهم معاني الرجولة او الاحترام او الديانة او التقاليد الاجتماعية والعشائرية. ظاهرة التحرّش خطر يهدد حواء في أمكنة عـدة سواء كانت في الشارع أو الدائرة أو السيارة أو الجامعة أو المدرسة من دون أي رادع قانوني او اجتماعي، مما يُجبرها لتغاضيها حرصاً على نفسها من المجتمع وكلام الناس الذي لا يرحم! 
سارة جعفر طالبة جامعية تقول في حديثها لـ(المدى): نتعرض يوميا للكثير من المشاكل داخل الجامعة وخارجها بسبب معاكسات بعض الشباب خاصة من الزملاء الطلاب وأحياناً يتطلب الأمر الى تدخل الأمن وبخاصة عند خروجنا من الجامعة، مضيفة: إن صديقتي تعرضت لمعاكسة أحد الشباب في الكلية مما تسبب بشجار كبير مع أحد الطلبة الذي كان يحبها.
وأشارت جعفر الى أن بعض الطلبة لا يقدرون أية أهمية للحرم الجامعي وهو أمر معيب لأننا في مكان محترم ومقدس ولابد من احترامه، مطالبة: بضرورة وضع قوانين وتشريعات تمنع مثل هذه التصرفات في كل مكان وبخاصة في الجامعات والمعاهد للحفاظ على كرامة وحرية المرأة.
تفعيل الأجهزة الأمنية
أما الطالبة لينـا إبراهيم أوضحت لـ(المدى): نتعرض للكثير من المعاكسات والكلمات البذيئة والبعيدة عن عاداتنا وتقاليدنا إضافة الى أرقام الهواتف او التصوير من بُعد، مسترسلة: أحياناً يُجبرون البنت التي تعجبهم بأخذ رقم الهاتف الى الدرجة التي تصل حـد أن يمسك يــد الفتاة وإعطائها رقم هاتفه بشكل إجباري من دون وجود أية حماية! لافتة: الى أنه تم تقديم الكثير من الشكاوى لمديرة المدرسة لكن من دون جدوى فهم ينتشرون وقت خروج الطالبات ولا نستطيع المرور وأحياناً اضطر الى السير مع اخواني او التسجيل في خطٍ للتخلص من المعاكسات، داعية الى ضرورة تفعيل الأجهزة الأمنية لمعاقبة الشباب المفسدين.
الشرطة وتـرك المدرسة
المُدرِّسة رقية محمد أشارت في حديثها لـ(المدى) الى تعرض الكثير من الفتيات للمعاكسات وبشتى الوسائل حيث تردنا الكثير من الشكاوى من قبل الفتيات وحتى المُدرِّسات لتعرضهن للتحرش من دون خوف أو حيــاء، مضيفة: حاولنا أن نضع مفتشين متواجدين في الباب لمراقبة الشارع المحيط في المدرسة عند عبور الطالبات لكنهم يستخدمون الطرق الأخرى.
وأوضحت محمد: كما طالبنا الجهات الأمنية بوضع سيارات للشرطة في محيط المدارس لكنهم أيضا بدؤوا بمعاكسة الفتيات الأمر الذي اضطر أغلب الأهالي الى أن يُجبروا بناتهم أن يتركن المدرسة خوفاً عليهن وتجنباً لوقوع المشاكل!
ألفـاظ بذيئـة
اما المهندس علي حسن فقد ذكر لـ(المدى) أن انتشار ظاهرة التحرش بالفتيات أصبح أمراً شائعاً لاسيما مع ظهور وسائل الاتصال المختلفة والمتطورة ومواقع التواصل الاجتماعي وغيره من وسائل الإعلام الذي شجع اغلب الشباب للتأثر بالغرب والاقتداء بهم، مضيفا: اسكن في منطقة شعبية وأُشاهد أغلب الشباب يتجمعون بقرب مدارس البنات لمعاكستهن لدرجة استخدام الفاظ بذيئة جداً تخدش الحياء العام.
وتابع المهندس حسن: لديَّ أخت في الكلية اضطررت أن أجبرها لترك الدراسة خوفاً عليها من تحرش الشباب ومن أخطار الشارع ولأنها ما زالت صغيرة، موضحاً: كما احرص على توصيل أخواتي الباقيات الى المدرسة للحفاظ عليهن، مشدداً على ضرورة رقابة الأجهزة الأمنية لمحاسبة الشباب ومعاقبتهم بالسجن او فرض غرامة مالية على كل مَن يتحرّش بالفتيات.
تصرفات غير أخلاقية
فيما تضيف مديرة المدرسة (ح .ع) في حديثها لـ(المدى): هناك بعض الشباب يتجمعون قرب المدارس ولا أحـد يستطيع أن يحاسبهم لأنهم لا يهابون أي شخص وبالتالي أية محاسبة لهم تعرضنا للمساءلة، مضيفة: كثيرا ما نحاول أن نُبعدهم عن المدرسة وعن طريق الطالبات لكن من دون جدوى حتى أن الكثير من حرس البوابة يتشاجرون معهم لكن كل مَن يتعرَّض لهم نجده في اليوم الثاني يُنقل من مكان عمله، الأمر الذي يترك أكثر من تساؤل؟
الحــل فصل عشائري
احمد حسن والد إحدى الطالبات قال لـ(المدى) : إن بنتي أخبرت والدتها بأن أحد الشباب يلاحقها أياماً عــدة مع زميلاتها، مضيفا: لم يكن أمامنا بعد ان تكرر الأمر إلا ضرب الشاب والذهاب الى بيته وتسليمه الى والده وتبليغهم بأخذ (عطوة) وأخذ فصل عشائري وفضحه لعدم تكرار هذا العمل المشين! 
واضاف والد الطالبة: مع الفصل تم أخذ تعهد من عائلته وعشيرته بعدم تواجده قرب المدرسة ومحاسبته بشدة في المرة المقلبة وهذه بصراحة الرادع الوحيد الذي يخافه الشباب، لأنها تسبب له فضيحة داخل عشيرته وأقربائه، الأمر الذي يدفعه الى عدم التواجد في الأماكن القريبة من مدارس البنات مستقبلا.
العمـل ومواقع التواصل
من جانبها أكدت الباحثة الاجتماعية هناء محمد لـ(المدى) أن أسباب التحرُّش كثيرة ومختلفة وأولها الانفتاح الكبير في وسائل الإعلام والاتصال إضافة الى الانفلات الأسري والتهاون بتربية الأولاد حيث باتت هناك صعوبة بمتابعة الأبناء، مبينة: ان التحرش لا يقتصر على الشارع وانما قد يكون في العمل او الجامعة أو الهاتف، بل وحتى في مواقع التواصل وسببه هو ضعف الرادع الأخلاقي والديني والاستهتار بأعراض الآخرين.
وأوضحت محمد: إننا نفتقر الى تفعيل عمل الجهات الرقابية وأبرزها تفعيل دور الأجهزة الأمنية فهي غير موجودة اضافة الى عدم وجود البوسترات والمنشورات التوعوية والتثقيفية بهذا الشأن. داعية: الى اهمية تفعيل دور الجهات الرقابية والتوعوية وعدم إهمال تربية الأولاد اضافة الى أهمية تفعيل الجانب الديني والأخلاقي عند الشباب والبنات للحفاظ على القيم والمبادئ الاجتماعية .
إحصائيات ونسـب كبيرة
منتدى الإعلاميات العراقيات نشر قبل فترة نتائج استطلاع للرأي أعــدَّه خلال ندوة عقدت في قاعة المركز الثقافي النفطي، وجاء في نتائج الاستطلاع أن 77% من النساء المستطلع رأيهن يتعرضن للتحرش بشكل يومي في الشوارع والأماكن العامة، وأن 12% من بقية النساء اللواتي شاركن في استطلاع الرأي تحدثن عن تعرضهن أحياناً للتحرش، وجاء في الاستبيان أن نسبة كبيرة من الموظفات اللواتي يعملن في القطاعين العام والخاص يتعرضن يوميا لحالات تحرش وإن صمتهن عن ذلك جاء بناءً على حفاظهن على مصدر رزقهن في عملهن أو بسبب خجلهن من الإفصاح عن حالات التحرش التي يتعرضن لها بسبب العادات والتقاليد المحافظة في العراق! 
واختلفت أراء هؤلاء النساء حول أنواع التحرش الذي تعرضن له حيث تمثل لبعضهن بتحرش لفظي أو جسدي، وهذه النسبة هي الأولى من نوعها التي تسجل في العراق الذي طالما نَعـِمَ أهله بالأمن والأمان والرخاء على أنفسهم وأبنائهم وبناتهم، وبالرغم من تواجد دوريات الأمن المكثفة حول مدارس الفتيات في العراق إلا أن نسب التحرش وحوادث الاختطاف تسجل يوميا في ظل أمن مزعزع وحكومة مترنحة!
نتائج منـع الاختلاط 
الكبت والحرمان والخوف المفرط، حالات اشار اليها الباحث الاجتماعي رعد عبدالهادي في حديثه لـ(المدى) إذ أوضح من الأسباب التي تدفع بعض الشباب للتحرش، الأساس التربوي، الذي اعتمد منذ البداية في الأسرة بمنع الاختلاط وعدم زرع الثقة بالآخر، فضلا عن التعليم المنفرد ومحاولة فرز الأبناء عن البنات حتى في مائدة الطعام، منوِّهاً: انها أسباب تجعل نفسية الشاب متأزمة تجاه الجنس الآخر ، إذ يتصور المرأة مخلوقاً آخراً من غير جنسه، الأمر الذي يدفعه الى عمل كل شيء لغرض التقرّب إليه ومنها بالطبع التحرش الذي يتطوّر من اللفظي الى الجنسي. 
الناشطة في حقوق المرأة أنسام جليل تقول: ازدياد ظاهرة التحرش تعود الى أسباب عــدة منها طبيعة الحكم وتوجيه الرأي العام وتحوّل المجتمعات، مضيفة: أن ابتعاد الأولاد عن البنات في مراحل مبكرة من حياتهم يجعل البعض من الشباب يعمل على تعويض تلك الفترة في مرحلة المراهقة او الشباب والبلوغ، مبينة: ان التحرش لا يقتصر على الشاب غير المتعلم او الساكن في المناطق الشعبية، بل يشمل الكثير من الشباب في شتى الشرائح والمراحل العمرية، والدليل على ذلك وجود حالات مضايقة وتحرش بالألفاظ داخل الجامعات والمعاهد وحتى الدوائر الحكومية!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

طلب 25 مليونا لغلق قضية متهم بالمخدرات.. النزاهة تضبط منتحل صفة بـ"موقع حساس"

أسعار صرف الدولار في العراق

محاولات حكومية لانتشال الصناعة العراقية من الاستيراد.. هل ينجح الدعم المحلي؟

اكتشاف مقابر جماعية جديدة في الأنبار تفضح فظائع داعش بحق الأبرياء

فوائد "مذهلة" لممارسة اليوغا خلال الحمل

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram