اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > نوبل لـ "توازن" الفتلاوي

نوبل لـ "توازن" الفتلاوي

نشر في: 9 أكتوبر, 2015: 09:01 م

بالامس وانا اسمع اسم الفائزة بجائزة نوبل للآداب تساءلت مع نفسي "الامارة بالسوء" لماذا يتآمر الامبرياليون في السويد فيمنحون الجائزة لامرأة تكتب قصصا صحفية عن الماضي الذي لاتريد ان تتخلص منه، وزادت شكوكي بنوايا الاخوة في ستوكهولم حين خرجت علينا الفائزة لتقول لمراسل رويترز انها لم تتوقع الفوز ولهذا لابد ان تشكر السويد على هذا الخبر الرائع، وحين يسألها الصحفي ما الامر الذي كان يقلقها خلال السنوات الماضية، تجيب: الحيرة في وجوه الناس حين اسألهم عن السياسة والاشتراكية والثورات، ولهذا قررت ان لا اسألهم عن السياسة، بل أسأل عن الحب، والغيرة، والطفولة، والشيخوخة، وعن الموسيقى ، وتسريحة الشعر، هذه هي الطريقة الوحيدة للكشف عن الكوارث في سياق الحياة اليومية.
الانشغال بالناس وقضاياهم ، هو ايضا الذي جعل القائمين على نوبل يمنحون الجائزة الكبرى للسلام الى وسطاء الحوار الوطني في تونس، الذين مهدوا لعملية ديمقراطية سلمية ساهمت في تفادي الوقوع في حرب أهلية من خلال السعي لضمان الحقوق الأساسية للجميع من دون أي تمييز.
في زمن الفوضى ثمة نوعان من البشر: واحد يطفئ نار الفتنة، وآخرون يستميتون من اجل النفخ في رماد الخراب، النوع الاول لم نلتق به في " عراق المؤمنين "لكننا شاهدنا وعايشنا النوع الثاني من" النافخين " الذين طالبوا بتطبيق التوازن في الضحايا، بعد ان سرقوا البلاد باسم المحاصصة السياسية، تسمي السيدة "سفيتلانا أليكسييفيتش" هذا النوع من البشر بأنه طفح سياسي ، لابد من معالجته قبل ان يتحول الى مرض مميت، تعذرني صاحبة نوبل فاننا تجاوزنا مرحلة الطفح الجلدي الى مرحلة المرض الخبيث.
ماذا فعل هؤلاء التونسيون الذي جنبوا بلادهم مصيرا قاتما، احيلكم الى بيان نوبل الذي يقول اصحابه: "ان اللجنة استطاعت ان تؤكد للجميع أنه ليس لتونس حل سوى الحوار رغم الاختلافات العقائدية والمذهبية" ولتذكرنا بمأساتنا نحن ابناء هذه البلاد الذين اعتدنا منذ سنوات على التطلع فقط إلى تحقيق التوازن الطائفي في المناصب والمغانم وأيضا في محاربة داعش.
وعرة وضيقة دروبنا، بلاد لايعرف شعبها متى يضحك ساستهم ومتى يكفهرون، لماذا نصفق للتحالف الدولي، ثم نشتمه من على الفضائيات، لماذا نرفض التدخل الاجنبي ونسعى لان تدخل روسيا بدباباتها الى بغداد لماذا علينا أن ننتظر متى يبتسم كيري وطريف ، ولماذا يُقتل المواطن في شوارع بغداد والبصرة والموصل والانبار، ويجري البحث عن مصيره في تنزانيا؟
اشقاؤنا في تونس هم أبطال هذا العصر، الذين ربحوا معركة الحياة ، مثلما ربحت السيدة سفيتلانا معركة الادب لانها لا تبحث عن "التوازن"، فهي مسحورة بقصص الناس.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

 علي حسين مرت قبل أيام الذكرى السابعة والعشرين لرحيل شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها فكان هو العراق لساناً ودماً وكياناً.. صاحب يوم الشهيد وآمنت بالحسين وقلبي...
علي حسين

قناديل: عالَمٌ من غير أحزاب

 لطفية الدليمي ما يحصلُ بين الحزبين العتيديْن في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الامريكية 2024 أمرٌ أبعد من فنتازيا جامحة. هل كنّا نتوقّعُ قبل عقدين مثلاً أن يخاطب رئيسٌ أمريكي رئيساً امريكياً سابقاً...
لطفية الدليمي

قناطر: العراقيون لا يتظاهرون!!

طالب عبد العزيز أمرٌ غريبٌ جداً، هو خلو شوارع البلدان العربية كالعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من التظاهرات المنددة بما يجري في غزة ولبنان والمنطقة بعامة، من انتهاكات، وتجاوزات، صهيونية وأمريكية، فيما شوارع العالم...
طالب عبد العزيز

تعديل قانون الأحوال الشخصية.. من منظور سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح تذكير(في 23 تشرين الثاني 2013 انجز وزير العدل السيد حسن الشمري مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي جاء امتثالاً لمرجعه السياسي والفقهي السيد اليعقوبي المحترم، مع ان المسؤولية تفرض عليه...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram