عندما دخلت داعش الى الموصل، سمعنا احاديث بالبث المباشر عن ساعة الصفر التي حانت لتطهير المدينة، كانت الساعة الاولى من خلال بيان اعلنته القيادة العامة للقوات المسلحة يوم 10/6/2014 اكدت فيه ان
"القوات المسلحة ستستعيد السيطرة على مدينة الموصل خلال 24 ساعة"، ساعة الصفر الثانية جاءت على لسان اسامة النجيفي يوم 1/8/2014 وفيها اكد انه يقود كتائب مسلحة تستهدف تحرير الموصل خلال ايام قليلة .
في ذلك الحين خرج علينا قائد القوات البرية علي غيدان ليرد على تقارير الوكالات الاجنبية متهما إياها بالجهل وعدم معرفة طبيعة المعركة، مؤكدا ان النصر على داعش اقرب الينا من حبل الوريد.
اتمنى ان لا يعتبر البعض ان مقالي هذا تقليب في دفاتر الموصل، لا ياسادة انه محاولة فتح صفحات من رواية هذه البلاد التي تنام وتصحو على ميكروفونات المسؤولين وهي تعدهم بانهار من العسل، وحياة ملؤها الرفاهية والامان .
لا بد من التأمل، في الحال التي وصلنا إليها. لا بد أن نسأل إن كان حقيقيا مايجري لنا ام هو مشهد من فيلم خيالي؟، متظاهرون في بغداد وبعض المحافظات يرفعون العلم االروسي، وصورة ميركل تتوسط ساحة التحرير، ومجموعات عراقية تتمنى أن يندحر الاميركان، وأصوات تطالب بوتين بسرعة التدخل، والفيسبوك يسخر من دولة مثل فيتنام ، لاننا لم ننتصر عليها في كرة القدم.. ووسط الهتاف والضجيج عن معركة الامتيازات والرواتب الفلكية التي يتقاضها مسؤولونا الاشاوس ، ننسى اننا نحتل المرتبة الاولى في سلم الفشل الدولي، لا تبتئسوا، فافغانستان والسودان تنازعاننا على هذا المركز "المتميز".
بالأمس وانا اقرأ بعض تعليقات مشجعي كرة القدم، كنت اعيد قراءة كتاب الفرنسي جاك اتالي "تاريخ موجز للمستقبل" وفيه يروي حكايات السنين المقبلة، والمستقبل الذي ينتظر بلدانا مثل الصين والهند والبرازيل والمانيا واليابان وكوريا الجنوبية، ولم ينس ان يضع معها سنغافورة واندونيسيا وفيتنام. يقول اتالي: هناك دول اختارت ان تحجز لها مكانا في الصفوف الاولى من عربة المستقبل، فيتنام التي خاضت ابشع الحروب هي نفسها التي تخطط الان لتنضم الى عالم خال من العوز، يستمتع كل أفراده بخيرات التطور.
يقول جاك اتالي إن فيتنام قررت الاقتداء بتجربة الصين، الحزب الشيوعي يقود البلاد، لكن المسؤولين عن ادارة الدولة صنف جديد من التكنزقراط ، والأميركيون الذين كانوا يقصفون سايغون يتجولون اليوم فيها سياحا بالآلاف سياحا.
ونحن نراجع رواية الموصل " الخيالية " علينا ان نعرف ان هناك دولا اختارت الازدهار والتطور، فيما نحن نسخر من فيتنام ، ونستعطف ميركل علها تلين ثانية تفتح حدودها لموجة هجرة عراقية جديدة.
الرواية " الخيالية " عن الموصل
[post-views]
نشر في: 10 أكتوبر, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 4
محمد سعيد
هموم هذا العراق المسكين التي تطرحها اخي الكاتب المقتدر تكمن في ضياع البوصلة لدي معظم جموع الشعب بعد غياب الوعي الاجتماعي العام , خصوصا حينما ابتلي البلد بساسه افذاذ همهم الوحيد كيفيه الاستحواذ علي ما لاذ وطاب من خيرات هذا البلد المنهوب
بغداد
لا احد يحلم ابدا ان العراق يصل الى فيتنام كما ذكرت ان الالاف السياح الأمريكان يتجولون في فيتنام وهذا بالفعل صحيح والآلاف من الاستراليين والكنديين والاوربيين ايضا يتجولون في فيتنام اما العراق فهذا بالنسبة لي من سابع المستحيلات يصبح مثل الفيتنام بسبب الطقوس
محمد سعيد
هموم هذا العراق المسكين التي تطرحها اخي الكاتب المقتدر تكمن في ضياع البوصلة لدي معظم جموع الشعب بعد غياب الوعي الاجتماعي العام , خصوصا حينما ابتلي البلد بساسه افذاذ همهم الوحيد كيفيه الاستحواذ علي ما لاذ وطاب من خيرات هذا البلد المنهوب
بغداد
لا احد يحلم ابدا ان العراق يصل الى فيتنام كما ذكرت ان الالاف السياح الأمريكان يتجولون في فيتنام وهذا بالفعل صحيح والآلاف من الاستراليين والكنديين والاوربيين ايضا يتجولون في فيتنام اما العراق فهذا بالنسبة لي من سابع المستحيلات يصبح مثل الفيتنام بسبب الطقوس