اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الرواية " الخيالية " عن الموصل

الرواية " الخيالية " عن الموصل

نشر في: 10 أكتوبر, 2015: 09:01 م

عندما دخلت داعش الى الموصل، سمعنا احاديث بالبث المباشر عن ساعة الصفر التي حانت لتطهير المدينة، كانت الساعة الاولى من خلال بيان اعلنته القيادة العامة للقوات المسلحة يوم 10/6/2014 اكدت فيه ان
"القوات المسلحة ستستعيد السيطرة على مدينة الموصل خلال 24 ساعة"، ساعة الصفر الثانية جاءت على لسان اسامة النجيفي يوم 1/8/2014 وفيها اكد انه يقود كتائب مسلحة تستهدف تحرير الموصل خلال ايام قليلة .
في ذلك الحين خرج علينا قائد القوات البرية علي غيدان ليرد على تقارير الوكالات الاجنبية متهما إياها بالجهل وعدم معرفة طبيعة المعركة، مؤكدا ان النصر على داعش اقرب الينا من حبل الوريد.
اتمنى ان لا يعتبر البعض ان مقالي هذا تقليب في دفاتر الموصل، لا ياسادة انه محاولة فتح صفحات من رواية هذه البلاد التي تنام وتصحو على ميكروفونات المسؤولين وهي تعدهم بانهار من العسل، وحياة ملؤها الرفاهية والامان .
لا بد من التأمل، في الحال التي وصلنا إليها. لا بد أن نسأل إن كان حقيقيا مايجري لنا ام هو مشهد من فيلم خيالي؟، متظاهرون في بغداد وبعض المحافظات يرفعون العلم االروسي، وصورة ميركل تتوسط ساحة التحرير، ومجموعات عراقية تتمنى أن يندحر الاميركان، وأصوات تطالب بوتين بسرعة التدخل، والفيسبوك يسخر من دولة مثل فيتنام ، لاننا لم ننتصر عليها في كرة القدم.. ووسط الهتاف والضجيج عن معركة الامتيازات والرواتب الفلكية التي يتقاضها مسؤولونا الاشاوس ، ننسى اننا نحتل المرتبة الاولى في سلم الفشل الدولي، لا تبتئسوا، فافغانستان والسودان تنازعاننا على هذا المركز "المتميز".
بالأمس وانا اقرأ بعض تعليقات مشجعي كرة القدم، كنت اعيد قراءة كتاب الفرنسي جاك اتالي "تاريخ موجز للمستقبل" وفيه يروي حكايات السنين المقبلة، والمستقبل الذي ينتظر بلدانا مثل الصين والهند والبرازيل والمانيا واليابان وكوريا الجنوبية، ولم ينس ان يضع معها سنغافورة واندونيسيا وفيتنام. يقول اتالي: هناك دول اختارت ان تحجز لها مكانا في الصفوف الاولى من عربة المستقبل، فيتنام التي خاضت ابشع الحروب هي نفسها التي تخطط الان لتنضم الى عالم خال من العوز، يستمتع كل أفراده بخيرات التطور.
يقول جاك اتالي إن فيتنام قررت الاقتداء بتجربة الصين، الحزب الشيوعي يقود البلاد، لكن المسؤولين عن ادارة الدولة صنف جديد من التكنزقراط ، والأميركيون الذين كانوا يقصفون سايغون يتجولون اليوم فيها سياحا بالآلاف سياحا.
ونحن نراجع رواية الموصل " الخيالية " علينا ان نعرف ان هناك دولا اختارت الازدهار والتطور، فيما نحن نسخر من فيتنام ، ونستعطف ميركل علها تلين ثانية تفتح حدودها لموجة هجرة عراقية جديدة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. محمد سعيد

    هموم هذا العراق المسكين التي تطرحها اخي الكاتب المقتدر تكمن في ضياع البوصلة لدي معظم جموع الشعب بعد غياب الوعي الاجتماعي العام , خصوصا حينما ابتلي البلد بساسه افذاذ همهم الوحيد كيفيه الاستحواذ علي ما لاذ وطاب من خيرات هذا البلد المنهوب

  2. بغداد

    لا احد يحلم ابدا ان العراق يصل الى فيتنام كما ذكرت ان الالاف السياح الأمريكان يتجولون في فيتنام وهذا بالفعل صحيح والآلاف من الاستراليين والكنديين والاوربيين ايضا يتجولون في فيتنام اما العراق فهذا بالنسبة لي من سابع المستحيلات يصبح مثل الفيتنام بسبب الطقوس

  3. محمد سعيد

    هموم هذا العراق المسكين التي تطرحها اخي الكاتب المقتدر تكمن في ضياع البوصلة لدي معظم جموع الشعب بعد غياب الوعي الاجتماعي العام , خصوصا حينما ابتلي البلد بساسه افذاذ همهم الوحيد كيفيه الاستحواذ علي ما لاذ وطاب من خيرات هذا البلد المنهوب

  4. بغداد

    لا احد يحلم ابدا ان العراق يصل الى فيتنام كما ذكرت ان الالاف السياح الأمريكان يتجولون في فيتنام وهذا بالفعل صحيح والآلاف من الاستراليين والكنديين والاوربيين ايضا يتجولون في فيتنام اما العراق فهذا بالنسبة لي من سابع المستحيلات يصبح مثل الفيتنام بسبب الطقوس

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

 علي حسين مرت قبل أيام الذكرى السابعة والعشرين لرحيل شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها فكان هو العراق لساناً ودماً وكياناً.. صاحب يوم الشهيد وآمنت بالحسين وقلبي...
علي حسين

قناديل: عالَمٌ من غير أحزاب

 لطفية الدليمي ما يحصلُ بين الحزبين العتيديْن في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الامريكية 2024 أمرٌ أبعد من فنتازيا جامحة. هل كنّا نتوقّعُ قبل عقدين مثلاً أن يخاطب رئيسٌ أمريكي رئيساً امريكياً سابقاً...
لطفية الدليمي

قناطر: العراقيون لا يتظاهرون!!

طالب عبد العزيز أمرٌ غريبٌ جداً، هو خلو شوارع البلدان العربية كالعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من التظاهرات المنددة بما يجري في غزة ولبنان والمنطقة بعامة، من انتهاكات، وتجاوزات، صهيونية وأمريكية، فيما شوارع العالم...
طالب عبد العزيز

تعديل قانون الأحوال الشخصية.. من منظور سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح تذكير(في 23 تشرين الثاني 2013 انجز وزير العدل السيد حسن الشمري مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي جاء امتثالاً لمرجعه السياسي والفقهي السيد اليعقوبي المحترم، مع ان المسؤولية تفرض عليه...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram