ضيف نادي الكتاب في كربلاء الشاعر والناقد جمال جاسم امين ليقدم محاضرة عن خلاصة لكتابيه (مقهى سقراط والأزمة المفتوح ) اللذين يتضمنان رؤية فكرية وفلسفية للواقع الجديد الذي يمر به الانسان العراقي.في بداية الأمسية قال مقدمها الدكتور أحمد حسون ان جمال جاسم
ضيف نادي الكتاب في كربلاء الشاعر والناقد جمال جاسم امين ليقدم محاضرة عن خلاصة لكتابيه (مقهى سقراط والأزمة المفتوح ) اللذين يتضمنان رؤية فكرية وفلسفية للواقع الجديد الذي يمر به الانسان العراقي.
في بداية الأمسية قال مقدمها الدكتور أحمد حسون ان جمال جاسم أمين واحد من الشعراء المهمين وهو ايضا واحد من الذين اشتغلوا على الفكر كونه خلاصة مشروع له رؤية واضحة. وأضاف ان كتابيه يملكان مشروعا قرائيا واحدا وله سمة تشخيصية للعيوب وهو يبتكر طريقة لمفاتحة الذائقة الثقافية ويستخدم الاجراءات الثقافية.. واشار الى ان الكثير من المشاريع الثقافية والفكرية من هذا النوع تميل الى الفكر الجاف لكن عند جمال جاء الكتابان يحملان جمالا ، ففيهما ينساب الشعر ايضا والافكار الجميلة وهي ترتقي ايضا باللغة الى مستوى الشعر.. ويمضي حسون بقوله ان كتابي الباحث لم يأتيا بضخامة الصفحات ولهذا فهما جاءا مكتنزان بالمعرفة لأنه يريد ان يقول شيئا.
بعدها تحدث الباحث والشاعر جمال جاسم أمين وقال ان الكتابين جاءا كفكرة أو ولدا عبر ورشة نقدية اجترحناها في العمارة في البديل الثقافي وهو المشروع الخاص الذي نريد النهوض به..وتحدث في البداية عن كتابه الاول ( مقهى سقراط ) كاشفا عن سر التسمية الذي يحمل لدغة وصدمة سخرية لان هناك فجوة بين الدال والمدلول وهناك مسافة تناقض حرجة لاني اكتشفت ان العراق تحول الى مقهى سقراط وهو ايضا مقهى شعبي في العمارة وان المسافة الفاصلة بين المتناقضات اتسعت الى مسافة وطن..ويشير الى ان من لا خبرة له صار خبيرا ومن لا يعرف شيئا عن السياسة صار سياسيا ومن ليس له خبرة في التحليل السياسي صار محللا.. موضحا ان مثل هذه المتناقضات تقع في صميم تهديم المعنى في العراق وقد وصلنا الى صفر المعنى اي البياض والمواطن يشعر ان لا حياة له ولا هدف ولا شيء يتشكل وهاذا هو فراغ المعنى في التناقض. ويشير الى "اني رأيت ان هناك حاجة الى علم اجتماع ثقافي لأنه ليس من المعقول ان ينمو مثقف مع واقع متناقض وتصدع معنى وكوميديا ومن الصعب ان يتشكل وفق هذا التناقض لان كل المشكلات المختلفة هي في علم الاجتماع الثقافي وهو غير موجود في الوعي العراقي"..ويتساءل : كيف تم تدمير المعنى وليس تفكيكه فقط؟ لاننا نتحدث عن معنى حاضر لذا فان الكتاب يحاول ان يفحص المشكلة الثقافية في المجتمع العراقي.
وشهدت الامسية العديد من المداخلات بدأها الدكتور الناقد علي حسين يوسف بقوله "انه بينما يحاول الناقد بوصفه قارئا مثقفا التأسيس لوعي ضدي , لابد ان يشهر بيده اولا لافتة الرفض لما هو سائد وقار ليس من باب المشاكسة اذ ان النقد وعي مسؤول لا مجال للمشاكسة فيه انما من باب الاستشعار بخطر التصدع الثقافي الآخذ بالازدياد ، قد يكون هذا الامر هما حقيقيا يزاول ضغطه وسطوته على اذهان كثير من مثقفينا."
أما الباحث خليل الشافعي فقال ان المقولات والمفاهيم تفقد عندما تفقد الأساس المادي الذي انتجها وبعض المخرجات تستقدم ضمن مضمونها وهناك اشتغال ضدي للمفهوم لذا علينا كما يقول الشافعي ان ندرس الاساس المادي الذي انتج المفاهيم لان راي الناس ينقسم وفق المواقع الاقتصادية والاجتماعية الى محافظين أيديولوجيين او متجددين حسب التغيير في الاساس المادي للمجتمع وهذا يعني ان الناس هم منتجو المقولات والمفاهيم التي يحتكم إليها الكل الاجتماعي..
الباحث الدكتور سليم جوهر قال في مداخلته: ان المحاضرتناول تحطم المعنى للمجتمع العراقي انطلاقا من عدم التطابق بين المقولة والإجراء مستندا في ذلك على حفريات معرفية يستدعي فيها مفاهيم ثقافية عراقية لمفكرين عراقيين وغيرهم كأنه يتناص معهم فتناول مفهوم التناشز الحضاري الوردي ليستعيره الى تناشز حضري فاستعاض عن هجرات المدينة الخمس حسب قوله بهجرة الريف الى المدينة فيدمج في ذلك مفهوم صراع البداوة والحضارة للوردي مع تحليل حنا بطاطو في كتابه. ثم حاول ان يماهي باقر ياسين ليذهب ان العراقي يتماهى مع السلطة كرمز ثم يفرغ أزمته على عراقي اخر.