لم يدر بخلد أبي هشام وهو يركن سيارته في ساحة وقوف السيارات التي تقع امام الفندق الذي يقضي ليلته به أنها المرة الأخيرة التي سيجلس بها خلف مقود سيارته، والتي لم يكمل دفع أقساطه بعد. أتم ركن السيارة التي صادف أنها بجوار سيارة مفخخة ما لبثت ان انفجرت بعد
لم يدر بخلد أبي هشام وهو يركن سيارته في ساحة وقوف السيارات التي تقع امام الفندق الذي يقضي ليلته به أنها المرة الأخيرة التي سيجلس بها خلف مقود سيارته، والتي لم يكمل دفع أقساطه بعد. أتم ركن السيارة التي صادف أنها بجوار سيارة مفخخة ما لبثت ان انفجرت بعد دقائق عـدة من صعود أبي هشام الى غرفته، التي كان شباكه يطل على الساحة، حيث صورت عيناه سيارته التي أخذت النار تنهش بها!
غلـق ساحات غير المرخصة
باتت مشكلة وقوف السيارات من المصاعب الكبرى أمام مالكي السيارات وهم يراجعون دوائر الدولة او الاسواق او المراكز الطبية، وما حصل في ساحة البتاوين ربما يتكرر في ساحات أخرى ان لم تكن هناك اجراءات حازمة ومنظمة لعمل ساحات ومرائب وقوف ومبيت السيارات، التي باتت تدار من قبل عصابات ومافيات كبيرة مرتبطة بجهات عليا في الدولة وبعض الأحزاب المتنفذة!
أمانة بغداد سبق وان وجهت دوائرها البلدية بتنفيذ حملات مستمرة لإغلاق ساحات وقوف السيارات غير المرخصة التي لا تلتزم بتعليماتها. وذكرت مديرية العلاقات والإعلام ان امانة بغداد وجهت الدوائر البلدية كافة بمباشرة حملات مكثفة لإغلاق ساحات وقوف السيارات غير المرخصة التي لا تخضع لضوابط وتعليمات امانة بغداد ومحاسبة المقصرين والمخالفين .مضيفة: ان التوجيه تضمن ايضاً تدقيق عمل الساحات المرخصة المؤجرة من قبل امانة بغداد وإلزام اصحابها بالاسعار المحددة وضمان عدم استيفاء أية مبالغ اضافية على أجرة وقوف مركبات المواطنين في هذه الساحات.
تجاوز المرخصة
في بعض الأحيان لم يكن امام المواطن من خيار سوى القبول بما يُفرض عليه من قبل اصحاب ساحات وقوف السيارات وهذا ما حصل مع المواطن حسين حبيب الذي كان يروم مراجعة طابو الرصافة الأولى قرب ساحة الخلاني إذ يقول: عند وصولي ركنت سيارتي في مرآب لوقوف السيارات يسمى (كراج الكوثر) مقابل مديرية التسجيل العقاري العامة لكن الغريب باﻷمر تسعيرة الكراج الجديدة التي وصلت الى (5000 ) خمسة آلاف دينار. وحيت سأل صاحب الكراج لماذا لم تذكر أجرة الوقوف في الوصل؟ رد عليه: هذا مو شغلك؟ سأله مرة أخرى، ذاكر له أن تعليمات أمانة بغداد تقول أجرة وقوف السيارة هي (1000) الف دينار فقط.
ردَّ بعصبية وقال: اذا ميعجبك طلـِّع سيارتك ! اثناء ذلك أذعن حسين حبيب للأمر وأخرج من جيبه خمسة آلاف دينار وسلمها لصاحب الساحة التي يقال عنها أنها رسمية!
ساحات الأمانة لماذا ؟
اما المهندس كرم المعصومي فقد أوضح من المؤسف حقاً ان تستوفي ساحات وقوف السيارات التي تقع في محيط امانة العاصمة مبلغ خمسة آلاف دينار من كل مواطن يركن سيارته في الساحة. منوها: ان اغلب هذه الساحات تعود ملكيتها لأمانة العاصمة، وان البعض منها يعود لجهات نافذة في الأمانة، مستغرباً: إن أصحاب الساحات يعلنون عدم مسؤوليتهم عما موجود داخل السيارة ؟!
واضاف المعصومي من خلال الخروج مع العائلة في بعض السفرات الى متنزه أبي نؤاس وحديقة الزوراء، وجدت ان اصحاب الساحات يستوفون مبلغ 3 آلاف دينار عن أجرة وقوف السيارة، علما ان الاجرة المحددة بالوصل 500 دينار فقط! متسائلا: لكن مَن يلتزم، ومَن يتابع، ومَن يُحاسب، ما دام هناك نسبة توضع واتفاقيات مسبقة حول كل شيء؟!
استغلال النساء
امانة بغداد سبق وأن هددت انها ستقوم بإلغاء عقود كل مَن يخالف التسعيرة المقررة لوقف السيارة والمحددة من قبلها بالالف دينار فقط. المدرس سعد جعفر يتحدث عن موقف مرَّ به أثناء ركنه سيارته قرب النادي الترفيهي لجمعية المهندسين العراقيين إذ يقول: ساعدني شخص بركن السيارة من خلال الاشارة، لكنه ما لبث ان طلب مني مفتاح السيارة، وحين استفسرت عن السبب، قال انها ساحة وقوف السيارات. استغربت الأمر كثيرا، فالساحة عبارة عن شارع رئيسي فرعي مكتظ بالدور السكنية، مضيفا: ان احد الاشخاص نصحني ان ادفع او اخرج سيارتي فهؤلاء عصابة تعمل تحت مظلة القانون!!
اما إقبال محمد فقد أشارت الى استغلال اصحاب السيارات للنساء اللائي يرمن إيقاف سياراتهن في الساحة لقضاء بعض الاعمال او التبضع، لافتة: الى ان الأمر يثير الاستغراب اذا كان في الساحات المرخصة او غير المرخصة، حيث يستوفي الشخص المسؤول مبلغ خمسة آلاف دينار اذا كان الوقت ربع ساعة او ساعة او ساعتين او اكثر من ذلك! منوهة: ان الكثير استغل حالة الفوضى وقام بالاستيلاء على ساحات عامة وشوارع وأرصفة وحوَّلها الى ساحات وقوف سيارات، محتمياً بعشيرة او بحزب او بمليشيا مسلحة!
فاصـلـة:
لماذا لا يتم تحديد أجرة وقوف السيارة في الساحة وفق المدة الزمنية وتزداد طردياً مع مدة وقوف السيارة، أي تكون حسب الساعات كل ساعة بملبغ معين لا يقل عن ألف دينار ولا يزيد على ألفين؟
