TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > كيف فر طالب النقيب من منفاه في سيلان؟

كيف فر طالب النقيب من منفاه في سيلان؟

نشر في: 10 يناير, 2010: 03:46 م

رجب بركات نشرت جريدة (لسان العرب) في صفحتها الثالثة من العدد 42 الصادر يوم الاثنين 17 ذي الحجة الموافق 22 اغسطس/اب 1927 أي قبل ثمان وستين سنة ما يفيد ان طالب النقيب قد تمكن من الفرار من جزيرة سيلان بواسطة دعاة البلشفيين! ثم تأيد بعد ذلك انه وصل الى حدود وطنه حيث اجتمعت حوله العشائر التي تأتمر بأمره وتستعد للزحف على العراق
 وقد نقلت هذا الخبر جريدة (فتى العرب) وعنها اقتبسته جريدة (الاقبال) البيروتية.ويستشف من نشر هذا الخبر في جريدة (لسان العرب) البغدادية المعروفة بميولها الاستعمارية ان السلطات البريطانية اصيبت بقلق بالغ مما اذيع ونشر عن واقعة الهروب غير المتوقع خاصة وان الطرف المساعد على الهرب هم البلاشفة الذين سيطروا على الامبراطورية الروسية وقضوا على عائلة (آل رومانوف) وتحدد موقفهم من بريطانيا وحلفائها عندما اصبحوا يتطلعون للوصول الى المياه الدافئة في الشرق وان أي دعم لثورة يقودها النقيب وبالكيفية التي صورها الخبر تعني حلم البلاشفة وهو امر يقلق الانكليز وعملائهم في العراق انذاك ولم يطمئن الانكليز وجريدتهم (_لسان العرب) الا بعد ان تأكدوا من استحالة هروب النقيب "بسبب وصول رسائل من جزيرة سيلان من السيد طالب باشا سبق له ان كتبها قبل اسبوعين من نشر الخبر مما دفع الجريدة الى القول ان الخبر الذي نقلته (الاقبال) البيروتية لا يمت الى الحقيقة بصلة مع انها اقتبسته عن (فتى العرب).فنحن- القول للسان العرب- نتعجب من اين حصلت (فتى العرب) على هذا الخبر الذي لا صحة له فنشر تكذيب هذا الخبر قبل ان يحمل على اجنحة الاشاعة المصدقة في طول العراق وعرضه. وظهر بعد ذلك ان (لسان العرب) نقلت الخبر عن جريدة (الاوقات العراقية) وهي لسان حال السلطة البريطانية في العراق يومذاك وهذا معناه انه كان بمثابة بيان رسمي.واضيف الى الخبر فاقول انه نشر خلال الفترة التي اعدت فيها الترتيبات لمبايعة الامير فيصل بن الحسين لتولي عرش العراق ولم يمض على نفي النقيب الا خمسة اشهر وايام قليلة مما ادى الى ان تتخذ حكومة الهند المسؤولية عن النفي سلسلة من الاجراءات المشددة لمنع محاولات الهروب المتوقعة ومن بينها استبدال الحراس الهنود المسلمين بغيرهم ونقل النقيب الى مناطق نائية بعيدة عن الهنود المتعاطفين معه.وتمضي الايام ويعود النقيب من منفاه الى مدينته البصرة في الاول من ايار عام 1925 بعد ابعاد استمر خمس سنوات عاد وقد انهكه المرض فسمح له بالسفر للمعالجة في ميونخ بسويسرا وظل هناك حتى رحل الى رحاب الله يوم 16 حزيران عام 1929 وعند وصول جثمانه ميناء البصرة استقبلته الجماهير بحزن عميق وهي نفسها التي كانت باستقباله يوم عاد من المنفى وكان ان شهدت البصرة يوما حزينا عطلت خلاله المدارس واصطف كشافتها على امتداد شوارع المدينة التي مر بها الجثمان تودعه وتشيعه الى مثواه الاخير.جريدة الاتحاد حزيران 1986

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram