زيارة المنزل الذي كان يسكنه كيتس حيث كتب معظم أعماله الشعرية فيه لها طعم خاص حيث تم تجديده حديثا في هامبستيد والمعروفة أيضا باسم قرية هامبستيد وهي منطقة في لندن تبعد عنها 4 أميال (6.4 كلم ) شمال غرب شرينغ كروسس وهي جزء من لندن بورو من كامدن ، حيث تتم
زيارة المنزل الذي كان يسكنه كيتس حيث كتب معظم أعماله الشعرية فيه لها طعم خاص حيث تم تجديده حديثا في هامبستيد والمعروفة أيضا باسم قرية هامبستيد وهي منطقة في لندن تبعد عنها 4 أميال (6.4 كلم ) شمال غرب شرينغ كروسس وهي جزء من لندن بورو من كامدن ، حيث تتميز هذه البقعة عن باقي المدن الإنكليزية احتضانها للأفكار الليبرالية وإقامتها المعارض الفنية والموسيقية والجمعيات الأدبية ، وهامبستيد تتميز بجبالها المزدانة بالحدائق النظرة وتحتوي على المساكن الأغلى في منطقة لندن وهي تضم كذلك نسبة عالية من السكان الذين يعيشون داخل حدودها كونهم يشكلون نسبة أكبر من أية منطقة أخرى من المملكة المتحدة حيث بلغ عدد سكانها 72658 نسمة حتى العام 2011 . .
الزيارة أجبرتني على أن أتذكر كتابين فقط جلبا لي البكاء على حد سواء , كان أحدهما "وداعا للسلاح" لهمنغواي ، والآخر "رسائل جون كيتس" التي تم جمعها وشكلت لديّ مفاجأة كبيرة حين أطلعت عليها . وكنت أعرف أن الكتاب هذا سوف يحمل استنتاجات كثيرة عن وفاته وهو يعيش سنواته الخمس والعشرين بسبب مرض السل ، وكنت أعرف أيضا كيف تشكلت حياته من جراء فقدان والديه والفقر والمرض وحبه الفاشل لفاني برون ، لكن الذي لم أكن أتوقعه عند قراءتي الرسائل عن هذا الشاب الدافئ ، هو كيف لم أتلمس حجم معاناته خلال حياته القصيرة التي عاشها بكل ما حملته له من حب وشعر ومصاعب ؟ هذه الرسائل هي من كشف عن الإحساس الذي عاشه والبديهيات الفلسفية في تكوين حياته الشعرية .
من بين المعروضات التي احتواها بيته إحدى هذه الرسائل وهي رسالة حب كتبها لفاني في عام 1820 حينما كان لا يزال على فراش المرض ، كيتس يكتب عن إحباطاته أنه لا يمكن أن يسرق حتى قبلة واحدة من شفاه خطيبته على الرغم من عيشها قريبا منه يفصله فقط جدار عن منزلها المجاور حيث كتب يقول :
" سأرسل قبلة إلى شفتيك رغم ذلك الجدار العالي الذي يفصل بيننا " .
كما كتب :
" لا يسعني إلا أن أتخيل كيف اضغط على شفتيك من خلال هذه الرسالة ، لماذا يجب أن أتذكر السجناء وأنا أتحدث عن مثل هذه الأمور لأنني بت سجينا مثلهم لا يمكنني التعبير عن حالتي تجاهك بسبب ما أحمله من عاطفة وهي من أعز الملذات في هذا الكون ، لكنني حبيس مرض السل الذي من شأنه أن يقتلني لا محالة في وقت لاحق من هذه السنة".كيتس أضاف كلمات أخرى قليلة : " كان من الأفضل لك أن لا تأتي اليوم " .
هذه الوثيقة الأصلية التي مضى على كتابتها 200 عام كان آخر ظهور لها ولفترة وجيزة في عام 2011 بعد أن بيعت في مزاد علني مقابل مبلغ قياسي 96000 ألف دولار ، ولذا فإنها لن تعرض هنا إلا لبضعة شهور ويمكن رؤية العلامات الفاصلة التي كان يستخدمها كيتس في أغلب رسائله . وقالت نانسي ديللولو المشرفة على البيت الذي أعيد افتتاحه رسميا بعد تجديده الشهر الماضي : " أنا في غاية السعادة أن تلقيت رسالة من كيتس كانت قد بيعت قبل أربع سنوات " ، وأضافت : " لا يوجد شيء أكثر رومانسية مما حوته الرسالة من كلمات ، وهذا المكان له روح فعلا وملهم لأنه المكان الذي شهد الشعر مع الحب ".
بيت كيتس نتلمس فيه لمسات العبقرية وقصة الحب التي عاشها ، هي جزء لا يتجزأ من هذا المكان وهو شاعر أسيء فهمه على أنه كان ضعيفا ، غثا ، وأكثر حساسية وقد عرض أيضا له لأول مرة دفتره الطبي حيث بدأ كيتس التدريب كطبيب في سن 15 وعمل جنبا إلى جنب مع الجراح المعروف باسم " الجزار بيل " وقد دون في هذا الدفتر الكثير من الأجزاء المركبة للمحاليل الكيميائية جنبا إلى جنب مع المعدات الطبية التي كانت تستخدم أوائل عام 1800 بما في ذلك إناء وملقط ومنشار للعظام ، لقد أحببت كيتس الطبيب لأنه شخصية مرنة لم يتوقف عند هذه المهنة فقط بل راح إلى مهنة أرق منها هي الشعر .
المعرض يظهر كيف أن الطب والشعر ذهبا جنبا إلى جنب في مهمة واحدة هي شفاء البدن كما شفاء الروح وعلى الرغم من تفوقه كطبيب وحاجته إلى دخل ثابت قال انه تخلى عن مهنته الطبية لصالح الشعر مع أن البعض من أعضاء أسرته كانوا غير واثقين من كونه شاعرا ، لقد كان قرارا شجاعا لم يمهله الموت المبكر لكي يبرهن لهم ذلك .
الشاعر يعود مرة أخرى إلى الحياة من خلال تجديد بيته والمشرفون عليه يقولون : " كان هذا البيت السعيد لكيتس قد شهد كتابة معظم أعماله المعروفة ووقوعه في الحب ، الآن لا يمكننا قراءة كيتس فقط في كلماته ولكن أيضا نشعر بها إلى أقصى حد والمعرض المقام في بيته في هامبستيد شمال لندن نقدمه مجانا مع 5 جنيهات هي قيمة تذكرة الدخول إلى المنزل (صالحة لمدة سنة واحدة) مخصصة للأحداث حتى يتعرفوا على شاعرهم الكبير وكيف كان يعيش ويكتب ويحب " .
عن/ الديلي تلغراف