بفستنان العرائس الأبيض وطرحته جلست العروسة آلاء بمقدمة السيارة التي حملت مساعدات متنوعة وزعتها وعريسها مصطفى وجمعٌ من أصدقائهما بين عدد من النازحين في إحدى مخيمات بغداد. آلاء بنت الكاظمية التي عملت متطوعة في منظمة لدعم النازحين، عاشت مأساتهم واستمعت
بفستنان العرائس الأبيض وطرحته جلست العروسة آلاء بمقدمة السيارة التي حملت مساعدات متنوعة وزعتها وعريسها مصطفى وجمعٌ من أصدقائهما بين عدد من النازحين في إحدى مخيمات بغداد. آلاء بنت الكاظمية التي عملت متطوعة في منظمة لدعم النازحين، عاشت مأساتهم واستمعت لقصص الكثير منهم، قدمت ما استطاعت من مساعدة لهم عن طريق المنظمة، لكنها أبت إلا أن تشارك ببعض ما تملك، ولاشيء أغلى عند العروسة من (جهاز العرس) كما يُسمى، اذ اتفقت مع زوجها مصطفى أن يتبرعا بالمبلغ المخصص لذلك لشراء حاجيات الى النازحين.
جمعهما الفيسبوك
آلاء الحاصلة على ماجستير في العلوم الحياتية (البايلوجي) تعرفت على مصطفى الطبيب البيطري من اهالي بلـــد عن طريق الفيسبوك وتحولت صداقتهما الى قصة حب امتدت لخمس سنوات لم يلتقيا خلالها إلا مرات معدودة طوال فترة علافتهما التي امتدت لنحو خمس سنوات كانا يحلمان بليلة الزفاف والبيت الذي يجمعهما سوية، لكن حديثهما عن حال النازحين والصعوبة التي يواجهها البعض منهم، جعلتهما يفكران في طريقة المساعدة.
إصرار ومشاكل
يقول مصطفى: من فترة طويلة ونحن نفكر بعدم إقامة مراسيم الزواج التقليدية لعدم إيمانه بهذه المواريث غير النافعة، وبالفعل بادرت آلاء بالفكرة وبدأت العمل عليها لوحدها. آلاء أضافت الى ذلك أنا ومصطفى دائما ما نحرص على عدم اتباع الافكار النمطية السائدة مهما كانت، نحاول تغييرها بأي شكل، مضيفة: بالطبع كانت هناك معارضة كبيرة وصعوبة بتقبل أهلنا لهذه الفكرة، وبالأخص أهلي ولم يقبلوا حتى مناقشتهم وبسبب إصراري وإيماني التام بالفكرة عرضني هذا لمشاكل مع اخوتي لكن بالنهاية استطعت تحقيق هدفي.
فستان العــرس
واستدركت العروس: بدأت بالفعل العمل على تطبيق الفكرة ولكن مصطفى لم يستطع ان يكون معي اثناء شراء المواد للنازجين، فتبرع احد الاصدقاء ان يرافقني وعلى مدى ايام عدة اذهب إلى سوق الشورجة أتبضع منها المواد الضرورية ونوزعها على مخيمات النازجين. وبشأن ما اُشيع حول التبرع بفستان العرس أيضا ذكرت آلاء: فستان العرس كان تفصالاً خاصا لي، لكن على الرغم من ذلك واعتزازي الكبير به لكني افكر حاليا بالتبرع به ايضاً، لأي شابين مقبلين على الزواج من النازحين.
إني أفتخر بكمـا
شبكات التواصل الاجتماعي والعديد من وسائل الإعلام العربية والعراقية انشغلت بتناقل خبر تبرع العروس بثمن زفافها لتشتري بها تبرعات للنازحين وعلق الكثير من اصدقاء العروسين على المبادرة وثمنوا هكذا مبادرات شبابية. فكتب صديقهما اسعد الهاشمي على صفحته مباركاً الزواج: مبادرة تستحق كل ثناء و تتبارك بها شراكة حياتكم، تمنياتي لكم بالسعادة و كل احترام و اجلال لهذه البادرة الانسانية المسؤولة التي وضعتهم بها مثالا رائداً.. إني أفتخر بكما .
أحلى عرس
اما المدون صالح الحمداني الذي عرف بمدونته الشهيرة فقد اشار الى مبادرة العريسين بشكل مختلف حيث كتب: مصطفى الصوفي بس شنو يعني؟ هو مدري صديق حقيقي مدري افتراضي، المهم هو خوش ولد من أهل بلد مدري بغداد مدري الضلوعية وهو طبيب مدري استاذ جامعي مدري طبيب بيطري مدري ناشط مدني مدري سياسي. وطبعا هو يمكن سني مدري شيعي مدري مسيحي.. مدري شني؟ بس هو ورده مال الله، وأخذله بنية هَم ورده مال الله، مدري ذهب .. مدري شني؟ أحلى عرس سووا يم النازحين، وأثبتوا أنهم مو مثلنا بس حچي! أم وليد إحدى النازحات التي طالتها التبرعات، لم تستطع اخفاء فرحتها، برغم الوجع الذي تعانيه، حيث بينت شكراً لهما لأنهما فكـّرا بنا، واُبارك لهما عسى ان تسمح لنا الايام ونرد جزءاً من هذا الدين.
تلاحم أبناء الشعب
بعد ردود الفعل الكبيرة لهذه المباردة الانسانية باركت دائرة شؤون المواطنين والعلاقات العامة في الامانة العامة لمجلس الوزراء هذه الخطوة من الزوجين مصطفى وآلاء، بتحويل تكاليف حفل الزفاف الخاصة بهما ومستلزماته الأخرى إلى مساعدات إنسانية تضمنت مواد شتائية وحليب الأطفال، وتوزيعها على نازحي مخيم الغزالية الكشفي. وأشار بيان لأمانة مجلس الوزراء ان الدائرة ساهمت بالتنسيق مع قسم الشرطة المجتمعية في وزارة الداخلية في عملية توزيع المواد على النازحين الذين أشادوا بالمبادرة وقدموا التهاني للعروسين بعد أن شاركوهما الفرحة في المخيم. وعبر العريسان بحسب البيان عن سعادتهما لهذه المبادرة التي تعبر عن تلاحم أبناء الشعب في ما بينهم واعتبروها خطوة لمحاربة الفكر الإرهابي الذي يسعى إلى خلق التفرقة بين العراقيين.
عروسان والحشد الشعبي
في سياق ذلك قام عروسان من كربلاء بالتبرع بمصاريف زواجهما الى الحشد الشعبي من خلال شراء كميات من الطعام وبطانيات وما شابه من احتياجات، الامر الذي يشير الى بارقة امل وسط ركام الحياة التي يعيشها الكثير من شرائح وطبقات المجمتع العراقي في وضع اقل ما يقال عنه انه استثنائي جداً.
