اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > العولمة والترجمة.. تفاعل أم إقصاء؟

العولمة والترجمة.. تفاعل أم إقصاء؟

نشر في: 10 يناير, 2010: 04:01 م

شاكر حسن راضي  يقدم الباحث والعالم اللغوي ديفد كريستل في كتابه " الانجليزية لغة العالم" فرضيتين تتعلقان بمستقبل الترجمة: الأولى أن اللغة الأنجليزية بصفتها اللغة العالمية الوحيدة للاتصال والتبادل ستؤدي الى الأستغناء عن خدمات الترجمة في سوق العمل. الفرضية الثانية تقول ان استعمال تقنية الترجمة الآلية ستقود الى جعل الترجمة البشرية وظيفة فائضة.( كريستل، 1997).
إلاّ أن الواقع يشير الى خلاف ذلك إذ يتزايد الطلب على الترجمة والخدمات اللغوية الأخرى مع تسارع النمو لظاهرة العولمة التي تجتاح كوكبنا.ويستند هذا القول الى التفاعل الواضح بين العولمة والترجمة  والى التغيرات الكبيرة التي طرأت على مهنة وصناعة الترجمة بفعل التأثير الجارف للعولمة في مناحي الحياة كافة والتي ص في التغيرات الحاصلة في المناحي الآتية: 1- حركة السكان، 2- التقدم التكنولوجي، 3- التعاملات المالية، 4- الإعلام والاِتصالات، 5- الصراعات الأيديولوجية ومن خلال ذلك يلحظ المتابع هذ التفاعل بين العولمة والترجمة والعكس صحيح ذلك لأن الترجمة  تسهم الى حد كبير في تطوّر الاقتصاد العالمي وتساعد في تطوير جودة الخدمات التي تقدم في مختلف قطاعات النشاط التجاري والاتصالات وتقنية المعلومات.وبسبب الطبيعة الأقتصادية والاجتماعية لهذه المهنة لابد من النظر اليها على أنها نشاط تجاري واجتماعي بالأضافة الى طبيعتها الثقافية واللغوية أصلاً.بدأت ظاهرة العولمة التي اتسمت بالتوسع على المستوى العالمي للشركات المتعددة الجنسيات وانتشار مبدأ القضاء على القوانين التي تقيد حركة رأس المال في العديد من البلدان  في أواخر ثمانينيات القرن الماضي ، بعد سقوط جدار برلين وانتهاء الحرب الباردة( مكفيل، 2000، دانينج، 2000). وبهذا الصدد يقول توماس فريدمان، الكاتب والصحفي الأمريكي المشهور، " تميز نظام الحرب الباردة بكلمة واحدة ألا وهي الجدار، فيما تميز نظام العولمة هو الآخر بكلمة واحدة وهي " الشبكة" ويقصد بها شبكة الاِنترنت.( مقتبس في جريجوري، 2002،ص 210).لقد أدت ثورة تقنية المعلومات الى إقامة ما يمكن تسميته بخط سريع فائق لتنقل المعلومات وهذا بدوره أحدث ثورة في اقتصادات العالم ومجتمعاته وثقافاتة.وينظر الى العولمة على أنها ظاهرة تسعى الى " جعل البلدان كافة لاعبين فاعلين والى أن تتطلع الشعوب التي وقعت في مصيدة الفقر الى مستويات أفضل من الرفاهية وتحسين مستويات معيشتها"( منظمة التعاون والتنمية الأقتصادية- 1997) في حين يراها روبرتسون بأنها " عملية واعية  بالعولمة أو مجموعة من السياسات التي تم تصميمها لإحداث تفاعلات على المستوى العالمي وليس على المستوى الدولي حسب".تعني كلمة عولمة حرفياً  كما وردت في موسوعة وكيبيديا الألكترونية " عملية تحول الأشياء أو الظواهرالمحلية أو الإقليمية الى ظواهر عالمية." ويمكن أن تستخدم الكلمة لوصف عملية يتم فيها دمج شعوب العالم وتنظيمها في مجتمع واحد يعمل  معاً. ويعني ذلك عملية دمج للقوى السياسية والاقتصادية والتقنية والاجتماع -ثقافية.وغالباً ما تشير العولمة في جانبها الاقتصادي الى " دمج الاقتصادات الوطنية في الاقتصاد الدولي وذلك من خلال التجارة والاستثمارات الأجنبية المباشرة وتدفق رأس المال والهجرة ونقل التكنولوجيا وانتشارها" في حين ينظر اليها جي بالمر من معهد كاتوعلى أنها " إلغاء أو إضعاف للقيود التي تفرضها الدول على عمليات التبادل عبر الحدود ومن خلال النظام العالمي المتطور والمعقد للانتاج"( ويكيبيديا الألكترونية).  لذلك تتفاعل هذة الظاهرة كما سبق القول مع مستويات النشاط الإنساني كافة بما في ذلك الترجمة. ففي أعقاب الموجة العارمة للعولمة برز جيل جديد من المترجمين ممن يؤدون ما يمكن وصفة بوظيفة " مسهّلي التبادل" على حد قول كرونين( 2003، ص 48) وفي ذات الوقت أسهمت العولمة في تشكيل صناعة مزدهرة في سوق الترجمة إذ تجاوزت قيمة إجمالي إيرادات الترجمة في عام 1997 مثلاً أكثرمن ملياري دولار( لوكوود، 1999، ص 19-20).الجانب الآخر من العولمة  وعلاقتها بالترجمة هو الاطار التقني والحركة التي تطورت بها بسرعة عبر الحدود الدولية ويمكن ملاحظة ذلك من خلال توزيع أعمال الترجمة على شبكة الأنترنت عبر وسطاء افتراضيين. ومع سهولة الوصول الى خدمة الأنترنت، يستخدم المترجمون الآن البريد الألكتروني لتسلّم وتسليم  معظم الأعمال ويلجأ وسطاء الترجمة الافتراضيون الى شبكة هائلة لجمع المعلومات عن الطلب على الترجمة لعملائهم في أنحاء العالم كافة. وبفضل التقدم التقني صار بأمكان المترجم استعمال الأقراص المدمجة والقواميس والموسوعات الألكترونية ومكائن البحث الاخرى للعثور على المصطلحات الفنية والمعلومات الخاصة بالتقنيات الحديثة بدلاً من الذهاب الى المكتبات العامة والخاصة كما كان يفعل في الماضي. ولا يوفر هذا التقدم الوقت والجهد حسب بل يمنح المترجم فرصة للتركيز على عمله والوصول الى أحدث المعلومات خلال ثوان بدلا من الانتظار لسنوات من اجل الحصول على طبعات جديدة ومحدّثة من القواميس المتخصصة.ولم يغير الأنترنت الطريقة التي تنجز وتسلم وتعالج ب

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram