في السعودية ، جرت المطالبة بتخصيص رواتب لربّات الأسر لمكوثهن في المنازل مايعتبر نوعا من الاتكالية على الرجل ..." بالعافية عليهن " ..قالت جارتي ربة المنزل وهي تتميز غيظا فهي مضطرة الى مد يدها يوميا للحصول على مايكفيها واولادها من زوجها ، ترافق ذلك (كليشة ) حفظتها عن ظهر قلب عن تبذيرها وضرورة التقتير لأنه يشقى طوال اليوم ليوفر لهم لقمة عيشهم..
في عيادة طبيب بارع وجد في اقبال المراجعين عليه مسوغا لرفع اجرة الفحص الى اربعين الف دينار ، شعرت الموظفة التي اصطحبت ولدها لعيادة الطبيب بالذل حين تجاوز سعر الدواء ماتملكه من مال...كانت تأمل ان تشتري لابنها ساندويتشا بعد الانتظار الطويل في العيادة لأن الطبيب (الشبعان ) تأخر ساعتين عن موعده لكنها اضطرت لشراء نصف الدواء واحتفظت فقط باجرة التاكسي ..وبين العيادات تنقلت عدة نساء متسولات لكل واحدة اسلوبها في استجداء عطف المراجعين ..فكرت الموظفة بألم : "اوصانا الله الا ننهر السائل لأنه يريق ماء وجهه في طلب المال" ، ثم تساءلت بألم اكبر :"من هو الفقير حقا الآن ..انا التي استنفدت مالي ولم اكمل دواء ولدي ام المتسولة التي لن تعود الى منزلها خالية الوفاض ؟" ...
مؤخرا ، لم يعد يشغل الموظفين الا الحديث عن الرواتب التي بدأت الحكومة تفرض عليها قرار الترشيق بسبب التقشف ومن المتوقع ان تتضاءل ليتسلم الموظف راتبه الاسمي فقط وهو لايكفي غالبا لسد المعيشة خاصة لمن يستأجر منزلا ولديه عدة اولاد في الجامعات والمدارس او لمن سحب قرضا من الدولة لكي يبني منزلا او يشتري قطعة ارض واكتفى باستلام مايتبقى من راتبه من مبلغ ضئيل..من هو الفقير حقا اذن في ارض الرافدين الغنية ؟
تقول الاحصائيات ان انعدام الامن الغذائي ارتفع منذ عام 1992 بمقدار خمسة اضعاف وان ثمانية ملايين عراقي يعانون من الجوع فهل ستضاف لهم اعداد الموظفين الذين لن يتمكنوا من مواجهة صعوبة الحياة حين تتقلص رواتبهم وتتباعد فترات استلامها كما يحدث في بعض الوزارات ويدفع منتسبيها الى التظاهر ...كما ان اعداد المتسولين آخذة في الزيادة لدرجة ان الفقر لم يعد الدافع للتسول بل تحول الى مهنة تمارسها شركات خاصة ويعمل فيها متعهدون وتتنوع فيها وسائل التسول وصار المتسول يملك اكثر مما يملكه المواطن العادي الذي يبحث احيانا عن الثواب باعطاء المتسول المال ...من هو الفقير الحقيقي اذن في ارض الرافدين ؟...انه المواطن العادي الذي يتظاهر منذ اسابيع لا ليغير حكومة او يختار وجوها جديدة بل ليغير واقعه نحو الافضل ..انه الموظف الذي يفني زهرة شبابه وحياته كلها خلف مكاتب الوظيفة الجامدة محتملا الروتين القاهر وامزجة المدراء والقرارات المجحفة لينال في النهاية راتبا تقاعديا فقيرا ..وهو الشاب الذي لم يجد وظيفة بعد تخرجه فيمارس المهن المختلفة ليتدبر معيشته او يختار الهجرة ..انه ايضا المواطن الذي وجد نفسه نازحا يعيش في الخيام وينتظر الفرج عسى ان يعود الى دياره ...انهم يتساءلون جميعا في اعماقهم .." كيف نصبح فقراء في بلادنا الغنية " ويحاول بعضهم اطلاق صوته احتجاجا على واقعه ، اما الآخرون فيعيشون كآلات بشرية لتوفير متطلبات المعيشة ويخشون القرارات الحكومية المفاجئة التي ربما ستحولهم يوما من موظفين او مواطنين شرفاء الى " متسولين " !!
من هو الفقير حقا ؟
[post-views]
نشر في: 12 أكتوبر, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 2
ابو سجاد
والله ياسيدتي الشعب الذي لم ينتفض على واقعه ويغيره ليس بشعب حي لاتقولي لي انه خرج في ساحات التظاهر وطالب بحقوقه المشروعة هذا غير كافي لان الذين خرجوا في ساحات التظاهر لايساوي شياء لثلاثة وثلاثين مليون او اكثر عراقي ومع هذا بعدما توصلنا في ساحات التظاه
ابو سجاد
والله ياسيدتي الشعب الذي لم ينتفض على واقعه ويغيره ليس بشعب حي لاتقولي لي انه خرج في ساحات التظاهر وطالب بحقوقه المشروعة هذا غير كافي لان الذين خرجوا في ساحات التظاهر لايساوي شياء لثلاثة وثلاثين مليون او اكثر عراقي ومع هذا بعدما توصلنا في ساحات التظاه