اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > من ينهي عصر الحماقة ؟

من ينهي عصر الحماقة ؟

نشر في: 12 أكتوبر, 2015: 09:01 م

يقول الدكتور علي الوردي في سلسلة مقالات نشرها في جريدة الاتحاد العراقية في الثمانينيات، انه نشأ وهو يدافع عن البسطاء ويعادي الحكام لان آلام الفقر والمهانة التي عاناها في شبابه جعلته يشتم جميع السياسيين، و"آلمني - والقول للراحل الوردي- عندما شاهدت كيف يرقص هؤلاء البسطاء فرحا وهم يقطعون جثة الوصي عبد الله او يتبارون في الحصول على قطعة من احشاء نوري السعيد، ادركت ان الشعب قد يكون ظالما احيانا وفهمت مغزى قول الرسول محمد "ص" كيفما تكونون يولى عليكم "
لا أنسى حماسي ولهفتي على التغيير، لكني اكتشفت بعد ثلاثة عشر عاما اننا لم نعرف حتى هذه اللحظة ما معنى ان نتغير؟ واي طريق نسلكه.. هل نذهب باتجاه الصبي المبجل "كم جونغ أون" ام صوب تجربة مثل البرازيل حيث لاخطب تلقى، ولا مؤتمرات صحفية، ولا حديث بلغة التوازن ولا محاولات لتحيرك النزعات العنصرية والطائفية والضحك على الامم المتحدة من خلال سرقة اموال النازحين.
منذ ايام ووسائل الإعلام في المانيا، لا شاغل لها سوى السيرة الذاتية لوزيرة الدفاع "أورزولا فون" فالوزيرة "الجميلة" متهمة، واتمنى ان لا يأخذكم سوء الظن مثلي اول ما قرأت عنوان الخبر، فتتصورون انها وقعت على صفقة اسلحة فاسدة، او انها تسترت على عشرات الآلاف من الفضائيين في الجيش الالماني، او انها سلمت احدى مدن المانيا الى العصابات الارهابية، الامر اصعب من ذلك، ان السيدة "أورزولا" وضعت بعض البيانات الخاطئة في سيرتها الذاتية، وانها، اقصد الوزيرة "المجرمة" ذكرت في سيرتها الذاتية جامعة ستانفورد الاميركية ، على الرغم من عدم تسجيل اسمها في أي برنامج رسمي للجامعة .
هل هناك مسؤول او سياسي عندنا يكشف عن شهادته وماذا كان يعمل ومستواه الدراسي وليس العقلي طبعا، وإذا اراد هل سيقول انه كان مواطنا بسيطا ، ام سيخبرنا بانه انجز اطروحة عن النظام العالمي جعلت هنري كسينجر يفكر الف مرة قبل ان ينشر كتابه "النظام العالمي ومسار التاريخ" فنحن والحمد لله لدينا من يقرأ التاريخ والسياسة بمنطق "التكليف الشرعي".
في أي مرتبة من هذا العالم المتسارع الخطى نحن؟ اسألوا الذين يقفون طوابير على ابواب اوروبا، ألم تقل السيدة ميركل انها تتوقع ان يصل عدد اللاجئين الى حضن المانيا مليون هارب من جحيم الشرق؟
يدرك المواطن جيدا ان المسؤول ايا كانت طائفته، لا يتذكر سوى نفسه ويضرب حوله سياجا دائريا من الحرس والعيون، منذ ايام السلاطين تعلم الحكام ان الشعب لا يؤتمن وان الناس حمقى في آرائها وأهوائها، والاهم حمقى في اختياراتها، يكتب الفرنسي جلين بليك "ان للحمقى أيضا من يعجب بهم وهم الأكثر حماقة منهم".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. د عادل على

    الاستاد على الوردى له طلابه واساتيده وكتبه التى تدرس فى جامعات اوروبا الغربيه----انه له منزلة عاليه عند اساتيد الجامعات الاوروبيه فى علوم الاجتماع-- مثلما كنتم يولى عليكم له الى حد ما صحته----لنكن منصفين ان مارايناه فى زمان البعث لم نراه فى عهد عبدالكريم

  2. د عادل على

    الاستاد على الوردى له طلابه واساتيده وكتبه التى تدرس فى جامعات اوروبا الغربيه----انه له منزلة عاليه عند اساتيد الجامعات الاوروبيه فى علوم الاجتماع-- مثلما كنتم يولى عليكم له الى حد ما صحته----لنكن منصفين ان مارايناه فى زمان البعث لم نراه فى عهد عبدالكريم

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

 علي حسين مرت قبل أيام الذكرى السابعة والعشرين لرحيل شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها فكان هو العراق لساناً ودماً وكياناً.. صاحب يوم الشهيد وآمنت بالحسين وقلبي...
علي حسين

قناديل: عالَمٌ من غير أحزاب

 لطفية الدليمي ما يحصلُ بين الحزبين العتيديْن في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الامريكية 2024 أمرٌ أبعد من فنتازيا جامحة. هل كنّا نتوقّعُ قبل عقدين مثلاً أن يخاطب رئيسٌ أمريكي رئيساً امريكياً سابقاً...
لطفية الدليمي

قناطر: العراقيون لا يتظاهرون!!

طالب عبد العزيز أمرٌ غريبٌ جداً، هو خلو شوارع البلدان العربية كالعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من التظاهرات المنددة بما يجري في غزة ولبنان والمنطقة بعامة، من انتهاكات، وتجاوزات، صهيونية وأمريكية، فيما شوارع العالم...
طالب عبد العزيز

تعديل قانون الأحوال الشخصية.. من منظور سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح تذكير(في 23 تشرين الثاني 2013 انجز وزير العدل السيد حسن الشمري مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي جاء امتثالاً لمرجعه السياسي والفقهي السيد اليعقوبي المحترم، مع ان المسؤولية تفرض عليه...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram