هددت إيران بمقاطعة المعرض العالمي للكتاب الذي يقام في فرانكفورت ، لأن منظميه وجهوا دعوة لسلمان رشدي لالقاء الكلمة الرئيسية لافتتاح المؤتمر الصحفي. ففي شباط 1989، كان رشدي هدفاً لفتوى اعلنها آية الله الخميني مؤسس الجمهورية الاسلامية والقائد الاعلى في

هددت إيران بمقاطعة المعرض العالمي للكتاب الذي يقام في فرانكفورت ، لأن منظميه وجهوا دعوة لسلمان رشدي لالقاء الكلمة الرئيسية لافتتاح المؤتمر الصحفي.
ففي شباط 1989، كان رشدي هدفاً لفتوى اعلنها آية الله الخميني مؤسس الجمهورية الاسلامية والقائد الاعلى في إيران – ضد سلمان رشدي يصفه فيها بالتجديف ضد الاسلام. وحفزت تلك الفتوى ضجة عالمية وادت الى قطع المملكة المتحدة، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران لعدة اعوام.
وتقول الانباء ان 26 سنة مضت على الفتوى ستلعب دوراً اساسياً في خطابه في الافتتاح وخاصة كونه الاول في العالم، كما انها ستضع قادة البلاد في ورطة.
ان قرار مقاطعة (فرانكفورت) سيكون ضربة للناشرين الايرانيين وعددهم (282) يمثلون إيران، ويعرضون أكثر من 1200 عنوان. وقدم السيد عباس صالحي وكيل وزير الثقافة والتوجيه الاسلامي – احتجاجاً حاداً ضد كلمة رشدي والتي حدد لها تأريخ 13 تشرين الاول (أمس) وقال ان طهران كانت تفكر ملياً فيما إذا كانت ستقاطع معرض الكتاب، وقال ايضاً: "إن هذا الأمر قد نظم من قبل معرض فرانكفورت للكتاب، وهذا الأمر يتقاطع مع ثقافتنا، وان الامام خميني قد اصدر الفتوى، وهي تعكس ديننا، ولن تغيب ابداً ونحن نحث المنظمين الغاء كلمة سلمان رشدي".
وكان سلمان رشدي، قبل طبع روايته "اطفال منتصف الليل"، والذي حققت ترجمته الى الفارسية كونه كتاب العام.
ان حضوره المعرض سيتصادف مع طبع احدث حكاياته وهي بعنوان "عامان، ثمانية اشهر وثمان وعشرين ليلة"، وهي عن "النزاع ما بين العوالم والتوتر ما بين الايمان والعقل".
وقال المشرفون على المعرض : "إن سيرته واعماله الادبية، تمنحه صوتا قوياً في العالم حول الحرية في التعبير والنشر". واضافوا ايضاً "ان النشر أمر جدلي وان تأثيره لا يتحمله الكاتب بل صناعة النشر بأكملها، ولهذا السبب فان حرية التعبير وحدودها، هما المفتاح الاساسي، في معرض الكتاب لهذا العام".
وقالت وكالة انباء (اجا نيوز): "ان بعض المراسلين اعلنوا ان إيران ستقاطع فقط المؤتمر الصحفي الذي يتحدث فيه سلمان رشدي، وليس المعرض باكمله وان قاطعنا المعرض، فان هذه الخطوة ستمنحه شعبية اكثر، ولن تكون في صالحنا".
وقال أمير شاهريار، رئيس الدار التي طبعت الكتاب وهي (انديش روزان) ان دعوة رشدي، كانت صفعة سياسية ضد اندونيسيا، ضيفة الشرف لهذا العام، وقال ايضاً "هكذا تتصرف المانيا عادة، وقد تجاهلت اندونيسيا وهي اكبر الدول الاسلامية، وقد اعلنت إحدى عشرة دارا للنشر انها تطالب بحذف فقرة "كلمة سلمان رشدي" من المعرض، كما قال وزير الثقافة ان دعوة شخص واحد وهو كافر ومباح دمه، الى هذا المعرض هو أمر ضد الثقافة، وقال وزير الثقافة: "ان هذه الاحتجاجات لا تؤدي الى الغاء كلمة سلمان رشدي، وان دعوة شخص واحد الى معرض الكتاب (وهو قد ابيح دمه)، الى هذا المعرض فهو امر ضد الثقافة".
كما اعلن المتحدث باسم وزير الثقافة حسين نوشا بادي "ان هذه الاحتجاجات لا تقدر على حجب فتوى خميني، وقد التزمت بها بشكل اكثر جدية دول الشرق الاوسط، اكثر مما فعلت ايران".
ولكن العصر الرقمي، يقدم تحدياً جديداً لإيران فيما يخص الرقابة للكتاب. وفي خلال زيارته للمعرض في شهر أيار، استلم القائد الاعلى الايراني آية الله علي خامنئي، ترجمة فارسية لكلمة هينري كسينجر عن الصين، كما عرض في المعرض كتاب هيلاري كلينتون وهو يتضمن مذكراتها، بعنوان "خيارات صعبة".
وإيران لم توقع على وثيقة حماية الادب والاعمال الفنية وهي تطبع عادة الكتب الاجنبية بعد ترجمتها، وبدون موافقة المؤلف او دار النشر.
 عن: الغارديان