اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > هـل من سبيل لإيقاف خطرهما ؟ .. المياه الحكومية والمياه الأهلية تدخلان المـوت لبيوتنا !

هـل من سبيل لإيقاف خطرهما ؟ .. المياه الحكومية والمياه الأهلية تدخلان المـوت لبيوتنا !

نشر في: 13 أكتوبر, 2015: 09:01 م

لم يتفاجأ أهل المنطقة حين حوَّل أبو عصام محله الخاص ببيع المواد الغذائية والمنزلية إلى مخبز، عازياً السبب الى انتشر محال بيع المواد الغذائية في الأحياء والأزقة. افتتح المخبز بتوزيع الخبز في اليوم الاول بالمجان، لكن ما هي إلا أشهر وتردى حال المخبز لأس

لم يتفاجأ أهل المنطقة حين حوَّل أبو عصام محله الخاص ببيع المواد الغذائية والمنزلية إلى مخبز، عازياً السبب الى انتشر محال بيع المواد الغذائية في الأحياء والأزقة. افتتح المخبز بتوزيع الخبز في اليوم الاول بالمجان، لكن ما هي إلا أشهر وتردى حال المخبز لأسباب عدة، لكن الذي فاجأ أهل المنطقة بعد أن شاهدوا حملة تهديم المخبز وصبغ جدرانه وتبليط الأرضية ارتفاع لافتة تشير الى ان سعر قنينة الماء ذات 25 لتراً بـ500 دينار مع هامش صغير ماء ( OR). تهاتف أبناء المنطقة على ماء أبي عصام الذي عدُّوه أرخص بكثير من بقية أنواع وماركات المياه المعبأة التي تباع في الاسواق، مع أهمية أن ماء أبي علي تعبئة أمام العين، مثلما تفاخر هو بذلك.
 
 
أيـن الرقابة الصحية ؟
في سيارة التاكسي التي اعتاد أغلب السواق على سماع الإذاعات، عبر إحدهن، ثمة فاصل إعلاني يشير الى بشرى سارة يزفها المعمل الفلاني لبيع وتصنيع أجهزة ومنظومات تصفية وتنقية المياه، مع ربط المنظومة، وإجراء الصيانة مدى الحياة مجاناً، والتوصيل مجاني أيضا، ومغريات أخرى تدفع الكثير من الناس الى اقتناء هذه الأجهزة، خاصة ان الإعلام يتداول بشكل مستمر ارتفاع أعداد المصابين بالكوليرا، إذ يعزو الكثير أسبابها الى تلوث مياه الشرب. قاسم زيدان مدرِّس أوضح أن الكثير من المياه المعبأة عُرضة للتلوث ونقل الأمراض، فهو يحرص على غلي الماء قبل استخدامه للشرب او للطهو، كما يستخدم حبوب التعقيم في المياه المعبأة. وعن ظاهرة انتشار محطات لـ(OR) وسط الأحياء قال: بالتأكيد لها سلبيات وايجابيات، لكن يبقى السؤال الأهم، هل هناك رقابة صحية او متابعة ميدانية لهذه المحطات؟
 
المـاء مطابق للمواصفات
أمانة بغداد اعتبرت أن الشركات المنتجة لمنظومات تصفية المياه تتهمها بالترويج لمنتجاتها بطريقة منافية للأخلاق بهدف سرقة المواطنين، عازية حدوث بعض التلوث في مياه الشرب إلى التجاوزات على الخطوط الناقلة. وقال المدير العام لدائرة ماء بغداد عمار موسى في تصريح صحفي: إن أمانة بغداد تعبر عن أسفها لقيام بعض الشركات المنتجة لمنظومات تصفية المياه بالترويج لمنتجاتها بطريقة منافية للأخلاق العلمية. مبيناً أن الماء المنتج في أمانة بغداد مطابق للمواصفات الفنية بشهادة فرق وزارتي الصحة والبيئة التي تكشف عليه يومياً للتأكد من سلامته. 
كما أقرَّ موسى. بـحدوث بعض التلوث نتيجة التجاوزات على الخطوط الناقلة لمياه الشرب، مشيراً إلى أن فرق الأمانة تعالج ذلك فوراً. من جهته قال عضو مجلس محافظة بغداد غالب الزاملي: إن الماء المنتج في محطات بغداد مطابق للمواصفات الصحية، لافتاً إلى أن ضخ الماء في الأنابيب وتوزيعه على المناطق يؤدي إلى تغيّر نسبة صفائه بسبب عمليات الثقب غير النظامية من قبل الأهالي للأنابيب ما يسبب بدخول الشوائب والترسبات والمياه الآسنة إليها، ما يظهرها للمواطنين غير صالحة للشرب.
 
تجارب كاذبة واتهام
وأوضح الزاملي: أن اللجوء إلى شراء الماء المعدني أصبح (موظة) لدى البعض في حين أن الكثير من المواطنين ما يزالون يشربون ماء الأمانة، متهماً الشركات التي تبيع مرشحات الماء (الفلاتر) بأنها تسعى لبيع منتجاتها كونها متسلطة ومستغلة وتسرق أموال المواطنين، بحسب رأيه، مؤكدا: أن مندوبي تلك الشركات يجولون في منازل المواطنين ويقومون بتجارب كاذبة تزعم أن الماء الذي تنتجه أمانة بغداد ملوث وغير صالح للشرب، مهدداً بـمحاسبة أصحاب تلك الشركات فضلاً عن الشركات التي تبيع قناني المياه المعدنية، لاسيما أن انتاجها من المياه غير معقم وتستعمل أدوات ملوثة، بحسب تعبيره.
 
أمراض المعدة والقولون
أبو سيف مثلما أعلن عن اسمه صاحب معمل لتصفية وبتعبئة المياه في احدى المناطق الشعبية يقول عن منشأ المعمل: أنه إنتاج محلي في الشيخ عمر، لكنه خاضع للمواصفات العالمية حسب تعبير صاحب المعمل، وعن خبرته بهذا المجال وكيفية تعقيم المياه ونسب الكلور والشب التي يجب استخدامها، أوضح انه يجهل بعضاً من هذه التفاصيل لكن احد أقربائه في منطقة أخرى أعطاه بعض المعلومات عن ذلك.الكيميائية عفاف الملا أوضحت لـ(المدى) خطورة المياه المعبأة التي يتم تصنيعها بطرق بدائية، منوهة إن أغلب العاملين في هذا المجال لا يلتزمون بالشروط الصحية ويعيدون استخدام القناني التي يحذر من إستخدامها لأكثر من مرة، وبشأن نسب الكلور والشب التي تستخدم قالت: إن نسبة الكلور إن زادت على الحد المسموح بنسبة 1% ، فإنها ستقضي على العصارات الهاضمة بالمعدة وتؤثر على وظائف الغدد، مشيرة: انها تسبب تهيج القولون والتهاب الكلى والمجاري البولية. 
وبخصوص إذا كانت النسبة أقل من ذلك أوضحت الملا: ان قلـَّت بنسبة 1% عن الحد المقرر دوليا، فإنها تسبب أمراضاً أخرى نتيجة بقاء المياه ملوثة، مشددة: ان أغلب انواع المياه المعبأة تم إكتشاف نسب عالية فيها من المواد المؤذية للاستهلاك البشري، منوهة: ان البعض من اصحاب المعامل يستخدم مادة القاصر بدل الكلور في تنقية وتصفية المياه حيث يفتقد الكثير من أصحاب المعامل الأهلية غير المرخصة استخدامها بصورة صحيحة.
 
مراقبة وغلـق ومحاكم
الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية التابع لوزارة التخطيط نفــذ جولات تفتيشية لعدد من معامل إنتاج المياه الصالحة للشرب وتعبئتها في بغداد لغرض متابعة طرق التعبئة واخذ عينة من المياه المنتجة لبيان مدى مطابقتها للخصائص الفيزيائية والكيمياوية. وقال رئيس الجهاز سعد عبدالوهاب في بيان صحفي امس الاول: انه تم تشُكيل فرق متخصصة من قسم الصناعات الغذائية بالجهاز لإجراء جولات تفتيشية لمعامل المياه لسحب نموذج منها وبيان مدى مطابقتها للمواصفات القياسية. 
واشار عبدالوهاب الى ان المعامل التي تخالف المواصفات القياسية ستُغلق وستُحال الى المحاكم ولن تعود للعمل إلا بإنتاج جديد بعد فحصها لإعادتها الى الانتاج مع خضوعه مرة اخرى للمراقبة. موضحا: إن الماء من المواد التي ممكن ان تتلوث سواء من المصدر الرئيس ام من خلال عمليات التعبئة والتغليف والتصنيع.
 
مسؤولية وزارة الصحة
كما نقل البيان عن المديرة العامة لدائرة السيطرة النوعية في الجهاز نسرين سامي سوادي قولها إن انتشار مرض الكوليرا خلال الايام الماضية في العديد من مناطق البلد يعود الى مصادر تلوث المياه. مضيفة: ان وزارة الصحة من مهامها المتابعة والمعالجة وضمان تقليل انتشار هذا المرض وان دور الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية يكون بفحص المواد الغذائية والتأكد من سلامتها ومطابقتها للمواصفات العراقية. وأوضحت سوادي ان الجهاز نفــذ خلال الفترة الماضية عددا من حملات المتابعة لمعامل إنتاج الجبن والحلويات أما المياه فمتابعتها مستمرة لأن اغلب الامراض تنتشر من خلال المياه. مبينة: تم تشُكيل أربع فرق تنتشر في بغداد لأخذ نماذج من المياه المنتجة من المعامل وسيكشف عنها اذا كانت مطابقة او غير مطابقة واتخاذ الاجراءات بحق المخالف اذ سيتم ايقاف المعمل في حالة تكراره للمخالفة فضلا عن إبلاغ وزارة الصحة للأخذ بالإجراءات اللازمة.
 
وسائل الصحة والسلامة العامة
وحذر تقرير حديث صادر عن "منظمة الصحة العالمية" من أن نحو (2) مليوني شخص منهم 1.4 مليون من الأطفال يلقون حتفهم - سنويا - جراء شرب المياه الملوثة حول العالم، وأكد التقرير أن الإجراء الأول الذي ينبغي اتخاذه فورا لتحسين مستوى الصحة العالمي هو توفير المياه المأمونة لملايين البشر الذين يشربون مياهاً غير صالحة للاستهلاك الأدمي وملوثة بمخلفات الصرف الصحي والنفايات الصناعية السامة.
وكانت المفوضية الدولية للمياه للقرن الحادي والعشرين، قد دعت، في تقريرها الذي قدمته إلى "المجلس العالمي للمياه"، إلى التنبه لأهمية قضايا المياه في العالم كله، وليس فقط في منطقة الشرق الأوسط، وإلى المخاطر التي يعاني منها نظام المياه العالمي. كما اوصى التقرير:"منظمة الصحة العالمية" بتحسين إمدادات المياه النقية ووسائل الإصحاح ومستوى النظافة لتعزيز الحالة الصحية إجمالاً، والاستفادة من وسائل الإصحاح، مثل المراحيض البسيطة في المجتمعات المحلية، ومن الممارسات العالية الفعالية مثل تكرار غسل اليدين بالصابون وتخزين مياه الشرب بطرق مأمونة.
 
ترجيح ماء الإسالة بشرط ..
د. زيــد عبدالرحيم اختصاص بيئة يتحدث لـ(المدى) عن مخاطر الماء الملوث وما يسببه من امراض قائلا: أبسط شيء يمكن قوله أنه يدمر صحة الإنسان من خلال إصابته بالأمراض المعوية ومنها: الكوليرا الملاريا، التيفود، البلهارسيا، أمراض الكبد والالتهاب الكبدي الوبائي. مضيفا: كما لا يقتصر ضرره على الإنسان وما يسببه من أمراض، وإنما يمتد ليشمل الحياة في مياه الأنهار والبحيرات حيث أن الأسمدة والمخلفات الزراعية التي تتسرب إلى مياه الصرف تساعد على نمو الطحالب والنباتات المختلفة مما يضر بالثروة السمكية إذ تعمل هذه النباتات على حجب ضوء الشمس والأكسجين وتمنعه من الوصول إلى داخل المياه، كما أنها تساعد على تكاثر الحشرات مثل البعوض والقواقع التي تسبب مرض البلهارسيا على سبيل المثال. وبشأن مياه الحنفية والمياه المعبأة قال عبدالرحيم: لا يثق الكثير من الناس بنقاء ماء الحنفية او الاسالة ويفضلون المياه المعبأة، لكن اختبارات الباحثين والمقارنة بين النوعين رجحت ماء الإسالة إذ تم وفق المواصفات المتفق عليها عالميا وحسب قوانين الصحة والبيئة. موضحا: انه بعد العديد من الأبحاث، خلص الخبراء إلى أن المياه المعدنية المعبأة في زجاجات بلاستيكية لا تختلف عن ماء الاسالة النقي الذي يصل عبر أنابيب في حالة جيدة وتم التأكد من خلوه من مختلف أنواع ناقلات الأمراض. 
 
الإجهاد المائي
وبحسب تقارير عالمية بهذا الشان تمكن نحو 91 % من سكان العالم بالحصول على مياه صالحة للشرب في عام 2015، مقارنة بنحو 76% في عام 1990. اذ تمكن نحو 2.6 مليار شخص من الوصول إلى مصادر مياه الشرب المحسنة منذ عام 1990. ويحصل الآن 4 مليارات من الأشخاص على المياه من خلال وصلات الأنابيب؛ و يحصل 2.4 مليار شخص على المياه من مصادر أخرى محسنة بما في ذلك الصنابير العامة، والآبار المحمية، وحفر الآبار. كما يعتمد 663 مليون شخص على مصادر غير محسنة، بما فيهم 159 مليون يعتمدون على المياه السطحية. و يستخدم نحو 1.8 مليار شخص مصادر مياه الشرب الملوثة بالبراز. ويمكن للمياه الملوثة أن تنقل أمراضاً مثل الإسهال والكوليرا والزحار والتيفود وشلل الأطفال. ووفقاً للتقديرات فإن مياه الشرب الملوثة تسبب أكثر من 500000 حالة وفاة بسبب الإسهال كل عام. وبحلول عام 2025، سيعيش نصف سكان العالم في مناطق تعاني من الإجهاد المائي. وفي البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل يفتقر 38% من مرافق الرعاية الصحية إلى أية مصادر للمياه، ويفتقر 19% منها إلى خدمات الصحة المحسَّنة و35% منها إلى المياه والصابون لغسيل اليدين.
 
زيادة العـدد التراكمي
أعلنت دائرة الصحة العامة عن تسجيل 115 إصابة بمرض الكوليرا في عموم العراق مبينة أن العدد الكلي للإصابات منذ ظهور الوباء لغاية الآن تجاوز 1400إصابة. وأكد مدير الدائرة إن ثماني إصابات بالكوليرا سجلت في محافظة ذي قار، بينما سجلت إصابتان في محافظة النجف، مشيرا الى أن العاصمة بغداد شهدت تسجيل 56 إصابة بواقع 51 إصابة في جانب الرصافة وخمس إصابات في جانب الكرخ. وأوضح أن واحدة وثلاثين إصابة سُجلت في محافظة كربلاء وتسع إصابات في محافظة الديوانية، لافتا الى أن عدد الإصابات التراكمي لغاية اليوم بلغ 1438 إصابة، كما اعلن مصدر في دائرة صحة محافظة كركوك عن تسجيل تسع إصابات بمرض الكوليرا في المحافظة، مشيراً: أن جميع تلك الحالات هي لمسافرين دخلوا كركوك من محافظات أخرى. ووفقاً للتقديرات العالمية يموت أكثر من 842000 شخص سنويا بسبب الإسهال نتيجة لمياه الشرب غير المأمونة والصرف الصحي وعدم الاعتناء بنظافة الأيدي. والإسهال من الأمراض التي يمكن الوقاية منها إلى حدٍ كبير حيث يمكن تفادي وفاة نحو 361000 طفل دون سن 5 سنوات كل عام إذا تم التصدي لعوامل الخطر هذه. فعندما لا تتاح المياه بسهولة، يري الناس أن غسل اليدين لا يشكل أولوية، مما يزيد من احتمال الإصابة بالإسهال وغيره من الأمراض.والإسهال من أكثر الأمراض المعروفة التي ترتبط بتلوث الغذاء والماء وإن كانت هناك مخاطر أخرى. فعلى سبيل المثال، يصاب تقريبا 240 مليون شخص بالبلهارسيا - مرض حاد ومزمن تسببه الديدان الطفيلية التي يصاب بها الشخص نتيجة التعرض للمياه المصابة.
 
 
 
فارزة
 

من خلال الاطلاع على تقارير محلية وعربية وعالمية تخص تنقية وتصفية المياه وتعبئتها في اللحظات الأولى تسلل الخوف والقلق خاصة اذ ما تبين ان إنساناً آخرا يشرف على طرق "الموت" عفواً طرق تصفية وتنقية المياه اذ كان عبر محطات حكومية او معامل أهلية، حيث لا يختلف خطر واحدة عن أخرى خاصة حين يفكر الانسان الهروب من موت الانابيب الحكومية الى موت معامل التعبئة الاهلية والكثير منها غير مرخص ولا يعمل وفق شروط الصحة والبيئة، اذ كان بشأن المساحة العامة للمعمل، سلامة العاملين ومهنيتهم، استخدام مواد التعقيم والتصفية، صلاحية المعامل والأدوات المستخدمة.
ومن خلال متابعة منتجات شركات اجهزة التصفية التي أخذت تنتشر في الآونة الأخيرة مع تفشي مرض الكوليرا، وجدت حجم المنافسة الكبيرة، وتنوع المغريات لاقتناء الماركة الفلانية عل حساب الماركات الاخرى، في ذات الوقت اخذت الكثير من معامل تعبئة المياه والتي دخلت عالم المنافسة هي الاخرى بالترويج لعبوات اكبر قليلا من اعلان انها معالجة بالاوزان او ماشابه ذلك . المشكلة الكبرى بالامر ان الكثير من المستهلكين لا يعرفون الفرق بين نوع وآخر او بين ماركة واخرى وان كانت معتمدة في الجهاز المركزي للسيطرة النوعية ام لا. كما ان اصحاب هذه المعامل لايكتبون رقم الاجازة الصحية على "ليبل" القنية. والكثير منهم لايهتم للفرق بين معبأ ومقطر او بين معالج، لكنكما انهم لايعون لاستهتار الكثير من اصحاب المعامل باروح الناس من خلال عدم اللامباة بنظافة مرشحات الماء او الخزانات او تعقيم وتعفير خزانات الماء، وحتى قناني الماء التي يعاد استخدام الكثير منه، من خلال الاتفاق مع بعض ضعاف النفوس من متعهدي او مسؤولي لجان المشتريات في الدوائر الحكومية.
هناك تقارير تشير أن المياه المعبأة اكثر خطرا على حياتنا أكثر من خطر مياه الاسالة، لانه تحتوي على نسب كبيرة من الصوديوم، وكميات كبيرة من السموم المرشحة التي تستخدم للتنقية أثناء التقطير أو الترشيح، والتي يتفاعل الكثير منه مع الظروف البيئية المحيطة، اذ كان في سؤ الخزن او التعرض لاشاعة الشمس لفترات طويلة او بسبب التقدير الخاطى في استخدم نسب التعقيم والترشيح.
بعض التحاليل المختبرية تشير إلى أن المياه المعبأة تقل فيها نسبة الحديد والأملاح المعدنية، ولهذا ينصح الأطباء بعدم الإكثار منها لان جسم الإنسان بحاجة إلى نسب متعادلة من الأملاح المعدنية والحديد. كما ان قناني البلاستيك الصغيرة مصنوعة من مواد تتفاعل مع الماء في درجة حرارة معينة، ما بين 15-20 درجة مئوية وفي صيفنا الشهير تصل درجات الحرارة إلى أكثر من 50 درجة مئوية. يضاف الى ذلك نوعية السيارات المكشوفة التي تقوم بتوزيع علب وقناني هذه المياه على الاسواق والمحال اذ تجوب الشوراع في عز الظهيرة، وهذا هو الخطر الاكبر. حيث تأتي الخطوة الأخرى من قبل المستخدم الذي يشرب الماء بعد دقائق من وضعه في البراد الامر الذي يهيء الظروف الملائمة لتفاعل الجراثيم والميكروبات. الجهات الأخرى أي أمانة بغداد ووزارة البلديات ومشاريعهما الخاصة بالماء الصالح للشرب وما يدور حولها من شبهات فساد وسؤ تنفيذ خاصة بمشاريع اطراف العاصمة والمدن، التي غالبا ما تكون عرضة للإصابة وانتشار الأوبئة والأمراض وما حدث مؤاخر في الكثير من هذه المناطق من اصابات متزايدة بالكوليرا لهو خير دليل على ضعف المتابعة والمراقبة على هذه المشاريع اذ كان المشغل منها، والذي طور التشغيل والتنفيذ، او تلك التي يعلن عن افتتاحها اكثر من مرة لكن دون ان تفتح مثل مشروع ماء الرصافة.
وفق ما تقدم لابد ان يكون هناك تنسيق بين وزارة البلديات والأشغال العامة وأمانة بغداد لإيجاد الحلول السريعة في الحد من شحة وتلوث مياه الشرب، خاصة في فصل الصيف وبوجه الخصوص في مناطق الاطراف من العاصمة والمحافظات التي تعاني من شحة الماء الصالح للشرب، حيث يضطر الكثير منهم إلى استخدام مياه الأنهر والبحيرات في استخدامات يومية مع اهمية تطوير وتأهيل محطات تصفية مياه الشرب القائمة، وتوسيعها وفق الحاجة السكانية، اذ يشكو الكثير من الأهالي شحة المياه مع معالجة التكسرات الحاصلة في شبكات توزيع الماء الصافي فضلاً عن مــد شبكات حديثة مع وضع مقاييس على أنابيب التجهيز بهدف ترشيد الاستهلاك وتأسيس شبكات للمياه الخام (الخابط) للحد من استخدام الماء الصافي للأغراض الزراعية المنزلية الأخرى، وبالامكان الاستفادة من شبكات ماء الإسالة المتقادمة لهذا الغرض بعد استبدالها.
مع ضرورة التنسيق مع وزارة الصحة والبيئة بشأن عملية سحب نماذج مياه الشرب من مختلف المناطق وتوقيتاتها وفحوصاتها، مع ضرورة اعتماد المواصفات القياسية المحدثة باستمرار، اضافة الى تشديد الرقابة على المعامل الاهلية، خاصة التي انتشرت مؤخرا في المناطق والأحياء الشعبية والتي لا تعمل وفق المواصفات العلمية المطلوبة، مع ضرورة متابعات معامل انتاج وبيع الثلج، التي لابد ان توضع لها اشتراطات خاصة وتوزيع حبوب التعقيم بشكل مستمر بين الاحياء والمناطق التي تشكو من شحة مياه الشرب، إضافة الى البرامج والندوات التوعوية والتثقيفية، بدءاً من المدارس الى البيوت، كما يمكن الاستفادة من دور العبادة بذلك مع أهمية التأكيد على الجانب الإعلامي بهذا الأمر من خلال الفواصل الاعلانية في مختلف وسائل الاعلام، اسوة بمكان يعرض سابقا عبر فقرة اسمها "سلامتك" عسى ان تحرص الجهات المعنية على سلامتنا مثلما تحرص على امتيازاتها.
بالمناسبة الكثير من المعامل الأهلية لتعبئة المياه او محطات الـ((OR تغلق لكن مع اول مراجعة في اليوم التالي وربما بذات اليوم يُعاد افتتاحها، كيـــــف؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

طلب 25 مليونا لغلق قضية متهم بالمخدرات.. النزاهة تضبط منتحل صفة بـ"موقع حساس"

أسعار صرف الدولار في العراق

محاولات حكومية لانتشال الصناعة العراقية من الاستيراد.. هل ينجح الدعم المحلي؟

اكتشاف مقابر جماعية جديدة في الأنبار تفضح فظائع داعش بحق الأبرياء

فوائد "مذهلة" لممارسة اليوغا خلال الحمل

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram