ظلت رواية "حقل الحيوان" لجورج أورويل منذ الخمسينات مصدراً للمناهج المدرسية ولأول مرة قدمت لنا مفهوم القصة ذات المعنى الخفي.على المستوى الظاهري هي بلا شك حكاية كلاسيكية بسيطة عن خنزير محتضر يثير رفاقه من الحيوانات المضطهدة للتمرد على مالكها الإنسان ال

ظلت رواية "حقل الحيوان" لجورج أورويل منذ الخمسينات مصدراً للمناهج المدرسية ولأول مرة قدمت لنا مفهوم القصة ذات المعنى الخفي.
على المستوى الظاهري هي بلا شك حكاية كلاسيكية بسيطة عن خنزير محتضر يثير رفاقه من الحيوانات المضطهدة للتمرد على مالكها الإنسان القاسي. لكن أي طالب لديه نسخة من "الملاحظات عن الرواية" سوف يدرك بأن الكتاب قصد به أن يكون نقداً خفياً جداً ضد شرور دكتاتورية ستالين. في الذكرى السبعين لنشرها في 17 آب عام 1945 نلقي نظرة على اثنتي عشرة حقيقة ربما لم نعرفها عن هذه الرواية في المناهج.
1. ألّف أورويل الرواية نتيجة تجربته في الحرب الأهلية الإسبانية كتب أورويل أول مرة عن تجاربه في الحرب الأهلية الاسبانية في كتابه المؤلف عام 1938 بعنوان"ثناء إلى كتالونيا". إن الوقت الذي قضاه وهو يتحاشى التطهير الشيوعي في اسبانيا ألهمه في الكشف عن "كيف أن الدعاية الدكتاتورية يمكن أن تسيطر على فكرة الناس المتنورين في البلدان الديمقراطية". والنتيجة كانت رواية "حقل الحيوان".
2. ت.س. إليوت رفضها على الرغم من أن ت.س. إليوت أطرى "الكتابة الجيدة والكمال الجوهري" للرواية بعد أن تسلم نسخة منها في دار نشر فابر وفابر التي كان مديرها إلا أن الشاعر الناشئ ظل يرفض قبول الرواية إذا لم يقدم أورويل وجهة نظر "متعاطفة مع التروتسكيين".
3. مكان حدثها أوحى به صبي عمره عشر سنوات وضع أورويل مكان الحدث لهذه الحكاية الهجائية في الحقل بعد أن شاهد صبياً يضرب بالسوط حصاناً يجر عربة متى ما حاول أن يدور:"أدهشني ان كانت هذه الحيوانات مدركة لقوتها فحسب فلا بدّ من أننا لا نملك سلطة عليها وأن الرجال يستغلون الحيوانات بالطريقة نفسها التي يستغل بها الأغنياء البروليتاريا".
4. جاسوس للسوفيت عرقل نشرها واجه أورويل في البداية صعوبات في نشر "حقل الحيوان" نتيجة المخاوف من إثارة العواطف ضد السوفيت.وتبين أن الكتاب أخيراً بدأ يرى ضوء النهار حين قبله الناشر البريطاني "جوناثان كيب".غير أن الشركة غيرت رأيها بسرعة بعد أن حذرها "بيتر سمولت" وهو موظف حكومي تبين لاحقاً أنه جاسوس لصالح السوفيت.
5. المراجعات الأولى لها لم تكن متحمسة منذ نشرها ، اختارت مجلة "تايم" رواية "حقل الحيوان" ضمن أفضل الروايات المكتوبة باللغة الإنكليزية وفازت بجائزة "هوغو" كما اختيرت ضمن المصنفات الكبرى المهيبة في العالم الغربي.غير أنّ بعضاً من المراجعات المبكرة لها لم تكن متحمسة إذ أن مجلة "نيو ريبوبليك"وصفتها كونها "فاترة وغير متماسكة ومليئة بالصيغ الجاهزة".
6. جعلت من أورويل اسماً مألوفاً على الرغم من أن العديد من جهوده في مجال تأليف الكتب غير الروائية مثل "الطريق إلى ويغان بيير" و"ثناء إلى كتالونيا" أصبحت منذ ذلك الوقت مشهورة إلا أن رواية "حقل الحيوان" كانت أول كتاب له ينجح نجاحاً تجارياً ويعبد الطريق في النهاية للرواية اللاحقة المشهورة "1984".
7. توفيت زوجة أورويل قبل نشرها من المحزن أن "إلين" زوجة أورويل – وبطلته الكبرى- لم تشهد شعبيته الجديدة إذ بقيت معه تسع سنين ثم ماتت بسبب فشل في القلب بينما هي تحت التخدير نتيجة عملية استئصال الرحم في 29 آذار عام 1945 قبل ستة أشهر من نجاح الرواية في رفوف الكتب.
8. جرى اقتباسها للسينما مرتين جرت معالجتها في السينما لأول مرة عام 1954 بفيلم كارتوني بريطاني طويل عرض في الصالات. ثم أعيد صنع فيلم حي بأصوات "باترك ستيورات" و"كسلي غرامر" و"بيت بوستلثويت" في عام 1999.
9. "حقل الحيوان" لم يكن اسمها الكامل أطلق جورج أورويل أصلاً على كتابه اسم ("حقل الحيوان": حكاية خرافية) لكن العنوان الفرعي رفعه الناشرون الأمريكان في عام 1946 وظلت ترجمات العنوان هكذا عدا واحدة طوال حياته.
10. قام كوينتن بليك بتصويرها طلب الناشرون في لندن في عام 1984 من مصور الكتب "كوينتن بليك" المعروف بتصويره لقصص الأطفال الكلاسيكية لرولد دال أن يصور رواية "حقل الحيوان". بعد 11 سنة أخذ الدور رسام الكارتون "رالف ستيدمان" بمناسبة الذكرى الخمسين لنشرها.
11. حظرت في الكتلة الشرقية من غير المفاجئ أن الرواية، نتيجة لثيماتها، حظرت في بلدان الكتلة الشرقية حتى سقوط الشيوعية في عام 1989.
12. جرى تخليدها في العديد من الأغاني أشير إلى رواية "حقل الحيوان" أو كانت مصدر إلهام في العديد من الأغاني من ثنائي الهب هوب "ديد بريز" إلى هجائية "نصف رجل نصف بسكويت" مع "راديوهيد" و"آر.إي. أم" و"بنك فلويد" وبقية الفرق الأخرى التي أجلـّت الرواية.