TOP

جريدة المدى > عام > فوز الجامايكي مارلون جيمس بجائزة مان بوكر

فوز الجامايكي مارلون جيمس بجائزة مان بوكر

نشر في: 17 أكتوبر, 2015: 12:01 ص

أُعلن عن فوز الكاتب الجامايكي مارلون جيمس بجائزة مان بوكر للرواية هذا العام. وكشف الكاتب أنه كان قد قرر التخلي لفترة وجيزة عن الكتابة بعد رفض روايته الأولى ما يقرب من ثمانين مرة.وأشار إلى أن روايته الأولى (الشيطان جون كرو) تم رفضها 78 مرة من قبل النا

أُعلن عن فوز الكاتب الجامايكي مارلون جيمس بجائزة مان بوكر للرواية هذا العام. وكشف الكاتب أنه كان قد قرر التخلي لفترة وجيزة عن الكتابة بعد رفض روايته الأولى ما يقرب من ثمانين مرة.
وأشار إلى أن روايته الأولى (الشيطان جون كرو) تم رفضها 78 مرة من قبل الناشرين، قبل أن تنشر في نهاية المطاف في عام 2005.

 

وعلى الرغم من نجاح روايته الأخيرة ، التي وصفها رئيس لجنة التحكيم بأنها "كتاب غير عادي" وصدور قرار بالإجماع بمنحه الجائزة عنها، الا ان مارلون جيمس قال انه يعتقد ان صناعة النشر لم تتغير كثيرا منذ ان كان كتابه الأول قد رفض مرارا وتكرارا.
روايته (تاريخ موجز لسبع جرائم قتل) هي رواية وصفها رئيس لجنة التحكيم بانها مثيرة وعنيفة جدا ومليئة بالسباب والشتائم ، وقد نقلت صحيفة الغارديان وصف الكاتب لتلك الرواية بانها رواية منفى،محفوفة بالمخاطر والعقبات من حيث ما تناولته من موضوع او من خلال الشكل الروائي الذي خرجت به.
وقال الكاتب (البالغ من العمر 41 عاما) :"لقد مر علي وقت اعتقدت فيه انني أكتب نوعا من القصص لم يكن الناس يرغبون في قراءته". وردا على سؤال ما اذا كان ينوي التخلي عن الكتابة قال: "لقد تخليت عنها. وقمت بالفعل بتمزيق المخطوطة، حتى اني محوتها من أجهزة كمبيوتر اصدقائي". وقال انه استرد النص من خلال البحث في صندوق الحفظ للبريد الإلكتروني لجهاز كمبيوتر قديم.
يقول احد النقاد واصفاً رواية مارلون جيمس التي منحته الجائزة : "اذا كنت لم تقرأ رواية تاريخ موجز لسبع جرائم قتل فسنغفر لك، فهي ليست من نوع التقارير التلفزيونية المثيرة ،او حل لغز محير لاحدى جرائم القتل، لقد اقتضى الامر ان تمضي شهور عدة قبل ان تلفت انتباه النقاد وتاخذ مكانها من بين الكتب الاكثر مبيعا، انها رواية ضخمة، ومقنعة واحداثها متسارعة ومثيرة وحان الوقت ان يقرأها الجميع."
تتمحور احداث الرواية حول لحظة مهمة في حياة المغني الجامايكي بوب مارلي ، ففي الثالث من كانون الاول عام 1976 قامت مجموعة من اربعة رجال مسلحين بمحاولة اغتياله. فمع تنامي وازدياد شهرته ، اصبح بوب مارلي مشاركا ناشطا في الحياة السياسية في جامايكا وقد تم تسخير شعبيته لصالح احد الاحزاب السياسية النافذة، في بلد تسوده الانشقاقات والانقسامات العميقة. كانت الدوافع لاغتيال المغني بوب مارلي متعددة منها السياسية ، ومنها ما يتعلق بعصابات الجريمة والمخدرات، وكانت تلك الحادثة لا تعدو كونها واحدة من الاحداث العادية في بلاد ضربت الفوضى اطنابها فيها طولا وعرضا.
تتبع الكاتب مارلون جيمس الذي كان يدرّس في كلية ماكالاسترللفنون في ولاية مينيسوتا الامريكية جوانب الحادثة من وجهة نظر اكثر من خمسة عشر شخصية ولم يكن بينهم المغني بوب مارلي ،كانوا جامايكيين وبعضهم كانوا اميركان، ممن صادف تواجدهم اثناء حادثة الاغتيال في كنغستون عاصمة جامايكا عندما كان المغني يقدم حفلا للسلام وقد باءت المحاولة بالفشل.
ولد مارلون جيمس في عام 1970 في احدى ضواحي العاصمة كنغستون التي يقول عنها الكاتب (كانت حيا راقيا كأنها ضاحية من ضواحي لندن، فيها منازل كبيرة ومواقف للسيارات ،كان ابي منشغلا على الدوام ولم يهتم بنا .)
كان جيمس مارلون في السادسة من عمره حين حدثت محاولة اغتيال المطرب بوب مارلي. تردد صدى الحادثة في ارجاء البيت ،وحينها كما يقول هو "كنت طفلا ذكيا وجميلا ، كنت اعرف بالتأكيد ماذا تعني الجريمة ،وكيف يكون شكل الشخص المسلح وكانت الاخبار المعلنة عن محاولة الاغتيال لا توضح شيئا ،ولم يكن الكبار يخبروننا شيئا كنت ارى الدهشة معقودة على وجوه ابي وامي،كانا يتساءلان ما الذي يحدث؟"
بعض النقاد لم يحبذوا ان يشير مارلون في روايته الى تاريخ موجز لسبع جرائم قتل الى بوب مارلي بـ(المغني) دون ذكر اسمه الصريح . وعن ذلك يقول مارلون : "حاولت ان اذكر اسم بوب مارلي الصريح ولكن ذلك كان شيئا خاطئا، فقد كنت اريد ان اذكر مارلي الذي اعرفه ، وفي الحقيقة فان مارلي الذي اعرفه لم يكن شخصا حقيقيا ، لم اره ابدا ، ولم اسمعه ابدا ، ولم اقابله ابدا في يوم ما . مع حلول عام 1976 كان مارلي نوعا من الاسطورة ، مارلي الذي عرفته هو من كنت اراه على شاشات التلفزيون ، ومن اسمعه يغني في الحانات ، كان موجودا فعلا ، في كل مكان ، ولكثير من الناس كان مارلي الذي كتبت عنه هو مارلي الذي كانوا يعرفونه."
يقول جيمس مارلون انه كان يحب ان يكتب وعلى عجل عند الحافة اليسرى من مسوداته الموسيقى التي يستمع اليها وهو يكتب ، وفي روايته (تاريخ موجز لسبع جرائم قتل) يقول انه كان يستمع الى موسيقى الريغي وهي نوع من انواع الموسيقى الكاريبية المشهورة : "اشعر انها مثل العائلة فيها نوع من الحب والألفة."
لكن موسيقى الريغي لم تكن هي التي ساعدته على اجتياز سنواته الصعبة ايام المراهقة ، بل موسيقى البوب . في عام 2006 بعد مرور عام على صدور روايته الاولى شيطان جيم كرو يكتب مارلون في مدونته واصفا كم كان مصدوما في تلك السنوات وبنبرة ساخرة : "اعتقد ان السبب الوحيد لبقائي حيا هو انني كنت جبانا ولم انتحر."
يكتب مارلون متذكرا ايام دراسته : "يوما بعد يوم كانت حياتي في المدرسة تزداد تعقيدا وتتفاقم الصعوبات والمتاعب، لماذا؟ كنت الطالب الذي يذاكر كثيرا ، المهتم بالفن والمبتعد عن الرياضة ، الذي لا يسخر من الاخرين" . كان على مارلون ان يذاكر ويقرأ كثيرا : "كنت اعيش في عالم الكتب وليس في العالم الحقيقي ، كان نوعا من الادمان ، قرأت ذات مرة ان القراءة هي نوع من الانعتاق والتحرر، ولكنها ايضا فعل شخصي بحد ذاته."
بالاضافة الى القراءة ، كانت الموسيقى هي منقذه الاخر، كان يبقى مستيقظا حتى منتصف الليل بانتظار حفلات البوب التي تذاع في الراديو: "كانت الموسيقى توفر لي فرصة اخرى للخلاص."
في سن الرابعة عشرة فكر جيمس مارلون بالانتحار: "كنت اريد ان اقتل نفسي ، كان اسوأ يوم لي على الاطلاق."
خلال السنوات الثماني الاخيرة كان جيمس مارلون يقوم بتدريس الادب وطرق التأليف في جامعة مينيسوتا الاميركية . وعن تجربته هذه يقول: "حين تقع مشكلة فان الجميع يبحث عن الطالب المشاغب والمشاكس اما انا فاني ابحث عن اكثر الطلبة هدوءاً."
كان ينصح طلابه قائلا: اذا اردت ان تكون كاتبا يجب ان تؤمن بنفسك ، لانك ستمر بلحظات صعبة عليك انت وحدك اجتيازها ، ان تؤمن بنفسك. كان يقول تلك الكلمات الثلاث وهو يضرب بقوة على الطاولة ، وحين تظهر على وجهه تعابير خيبة الامل كان يقول : لقد فشلت انا في ذلك.
هل فشل جيمس مارلون ؟ تبدو هذه الكلمات ليست في محلها خصوصا بعد فوزه بجائزة البوكر.
قبل اثني عشر عاما كان مارلون مجرد كاتب فاشل يتنقل في عدة مهن ، مصمم غرافيك ، وناشرا وغيرها ، لم يكن هناك احد اعترف بموهبته ، لكنه استطاع في عام 2005 ان ينجح في نشر روايته الاولى (شيطان جيم كرو) بمساعدة احد اصدقائه.
امضى جيمس مارلون اربع سنوات في كتابة روايته (تاريخ موجز لسبعة جرائم قتل) التي تخيلها في بادئ الامر رواية بوليسية قصيرة لكنها تحولت الى رواية ملحمية تحتوي على اكثر من 70 شخصية من المنفيين الكوبيين والسياسيين الجامايكيين وعمليات وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

المالية النيابية: كلفة استخراج النفط من كردستان تصل 22 دولاراً

في رد رسمي.. محافظ بغداد يرفض قرار الإحالة إلى التقاعد

الدرجات الخاصة المصوت عليهم في البرلمان اليوم

نص قانون التعديل الأول للموازنة الذي أقره مجلس النواب

بالصور| أسواق الشورجة تستعد لإحياء "ليلة زكريا"

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

تقاطع فضاء الفلسفة مع فضاء العلم

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

"الشارقة للفنون" تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة

موسيقى الاحد: "معركة" المغنيات

مقالات ذات صلة

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي
عام

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي

د. نادية هناوييؤثر الذكاء الاصطناعي في الأدب بما له من نماذج لغوية حديثة وكبيرة، حققت اختراقًا فاعلا في مجال معالجة اللغة ومحاكاة أنماطها المعقدة وبإمكانيات متنوعة وسمات جعلت تلك النماذج اللغوية قادرة على الاسهام...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram