TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بوتين "المالكي"

بوتين "المالكي"

نشر في: 17 أكتوبر, 2015: 09:01 م

ليست وظيفة هذه السطور الانحياز الحماسي لطرف ضد اخر بين الاحلاف الروسية والاميركية، لكنني اريد ان اسجل استغرابا من غياب نقطة اساسية داخل سجالنا المحلي حول الذهاب مع موسكو او واشنطن.
السجال الوطني يسأل: من هو الاكثر جدية في ضرب داعش. واثناء محاولة الاجابة يذهب المتجادلون لمناقشة الضربات العسكرية. وهنا تبدو روسيا او هكذا يقال، اكثر جدية!
لكن يجب الانتباه الى مدرستين في السياسة ايضا لا فقط اتجاهين في سير المعارك. وهذه نقطة اكثر جوهرية. فروسيا تتبنى طريقة عمل تفترض ان داعش هي مسألة عسكرية. وهناك عراقيون يؤمنون بنفس الرأي. ويرى هؤلاء ان المطلوب استخدام مليون قذيفة لقتل كل من يعترض على نظامنا السياسي، وبعدها "سنعيش عيشة سعيدة"!
اما اميركا ومعها كثير من العراقيين، فتعتقد ان القضاء عسكريا على التمرد ليس هو جوهر القصة. لقد نجح الجنرال ديفيد بترايوس الى حد كبير، في تحجيم تنظيم القاعدة في مشروع "كسب القلوب والعقول" الذي انتج الصحوات عام ٢٠٠٦. لكن التمرد المسلح عاد الى الظهور منذ ٢٠١٣ بسبب تخريب متعمد مارسته سياسات نوري المالكي وادى الى الغاء تلك الصفقة الداخلية التي بنيت عليها التهدئة.
ان واشنطن تقول منذ خروج المالكي من السلطة، ان اي تقدم عسكري لابد ان يرافقه عمل سياسي. لكن بغداد عجزت عن الوفاء بالشق السياسي من الاتفاق، وحوارها مع اتحاد القوى توقف منذ شهور.
وفي نفس الوقت فان بغداد تطالب اميركا بالتقدم عسكريا وتأجيل الالتزام السياسي مع المجتمع السني. واميركا ترفض ذلك طبعا، وتريد تقدما سياسيا وعسكريا متوازيا.
ان ايران وروسيا يعملان على اقناع بغداد بتجاهل الترتيبات السياسية واستخدام السلاح فقط. ولان بغداد لا قدرة لديها على توفير كمية العنف المطلوبة، فلا بد من مساعدة روسية وايرانية.
لكن تجاربنا طوال ١٠٠ عام من العراق الحديث تقول لنا ان القوة لم تنجح في اخضاع المجتمع للدولة، بحيث يستقر المجتمع وتستقر الدولة. واذا لم يحصل تفاهم داخلي عميق فلن تساوي جيوش روسيا واميركا فلساً.
وقد نبه صديقنا الدكتور حيدر سعيد الى ملاحظة مهمة مؤخرا، مفادها ان روسيا وايران لا يستطيعان اساسا دخول حوار مع المجتمع السني العراقي. اذ ان هذا الحوار وسيطه الحصري هو واشنطن حتى هذه اللحظة اعتمادا على تاريخ علاقات بترايوس نفسه.
ان النخبة الشيعية مطالبة اليوم بأن تطرح تقييمها للحاجة الى الحلول السياسية الموازية لكل التضحيات المشهودة في ساحة المعركة. لان استمرار الغموض سيعني موت السياسة. وسيعني ان تضحيات شبابنا يمكن ان تتبخر كما تبخرت تضحيات جنودنا ومقاتلي الصحوة الذين كبحوا جماح الارهاب في ٢٠٠٦ ثم عاد بقوة في ٢٠١٣.
ان خلافنا مع المالكي انه كان يفكر بطريقة روسية! ومن الواضح ان خطط بوتين في العراق اليوم هي نهج "مالكي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. ام رشا

    من تقصد بالنخبة الشيعية هل تقصد موفق الربيعي وفالح الفياض وسامي العسكري واحمد الجلبي وإبراهيم الجعفري وعادل عبد المهدي وحنان الفتلاوي وعالية نصيف وخضير الخزاعي ونوري المالكي وبهاء الاعرجي وصولاغ لو تقصد عمار الحكيم ومقتدى الصدر وقيس الخزعلي وهادي العامري

  2. ابو سجاد

    ياسيد سرمد ان مشكلتنا كعرب وليس كعراقيين ان مفهوم القوة متمترس في عقولنا وان موضوع الحل السياسي او البلوماسي عيبا وضعف فلذالك لاتستغرب ان كان قائد الضروة اوغيره يؤمن بالقوة ولاحل الا بالقوة لو سالت جميع من في سدة الحكم فيرد عليك بنفس المنطق فلا غرابة ان

  3. ام رشا

    من تقصد بالنخبة الشيعية هل تقصد موفق الربيعي وفالح الفياض وسامي العسكري واحمد الجلبي وإبراهيم الجعفري وعادل عبد المهدي وحنان الفتلاوي وعالية نصيف وخضير الخزاعي ونوري المالكي وبهاء الاعرجي وصولاغ لو تقصد عمار الحكيم ومقتدى الصدر وقيس الخزعلي وهادي العامري

  4. ابو سجاد

    ياسيد سرمد ان مشكلتنا كعرب وليس كعراقيين ان مفهوم القوة متمترس في عقولنا وان موضوع الحل السياسي او البلوماسي عيبا وضعف فلذالك لاتستغرب ان كان قائد الضروة اوغيره يؤمن بالقوة ولاحل الا بالقوة لو سالت جميع من في سدة الحكم فيرد عليك بنفس المنطق فلا غرابة ان

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

 علي حسين كان العراقي عصمت كتاني وهو يقف وسط قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، يشعرك بأنك ترى شيئا من تاريخ وخصائص العراق.. كان رجل الآفاق في الدبلوماسية وفي السياسة، حارساً لمصالح البلاد، وحين...
علي حسين

قناديل: يكتب كي لا يموت العالَم

 لطفية الدليمي في حياة كلّ كاتب صامت، لا يجيدُ أفانين الضجيج الصاخب، ثمّة تلك اللحظة المتفجّرة والمصطخبة بالأفكار التي يسعى لتدوينها. الكتابة مقاومة للعدم، وهي نوع من العصيان الهادئ على قسوة العالم، وعلى...
لطفية الدليمي

قناطر: بغداد؛ اشراقةُ كلِّ دجلةٍ وشمس

طالب عبد العزيز ما الذي نريده في بغداد؟ وما الذي نكرهه فيها؟ نحن القادمين اليها من الجنوب، لا نشبه أهلها إنما نشبه العرب المغرمين بها، لأنَّ بغداد لا تُكره، إذْ كلُّ ما فيها جميل...
طالب عبد العزيز

صوت العراق الخافت… أزمة دبلوماسية أم أزمة دولة؟

حسن الجنابي حصل انحسار وضعف في مؤسسات الدولة العراقية منذ التسعينات. وانكمشت مكانة العراق الدولية وتراجعت قدراته الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وانتهى الأمر بالاحتلال العسكري. اندفعت دول الإقليم لملء الفراغ في كواليس السياسة الدولية في...
حسن الجنابي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram