TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > درس عبد الكريم قاسم

درس عبد الكريم قاسم

نشر في: 17 أكتوبر, 2015: 09:01 م

اختلفنا على احداث الماضي ونختلف على ما يجري اليوم، ندير ظهورنا للمستقبل ونتنازع على الخراب.. كل خلاف شعاره رفض الآخر. والسمة الغالبة هي الاصرار على المضي في نشر ثقافة الجهل .
تمّ قبل يومين وبحمد الله لقاء بين وزير خارجية دولة العراق ووزير خارجية الدولة "العظمى"، وضع حجر الأساس لاتفاق تاريخي، الصومال تنقل تجربتها الامنية الى ربوع وادي الرافدين، مقابل ان يسمح العراق بفتح اسواقه للشركات الصومالية الكبرى ، شاهد روعة الاتفاق الذي سينقلنا من دولة نامية الى بلاد تنافس اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة في عقر دارهم.
لا أريد أن أثقِل على حضراتكم في هذه الزاوية الصغيرة بشجون هذه البلاد، لكننا ايها السادة مدينون في تقدمنا وازدهارنا لشخصيات كثيرة لايتسع المجال لذكرها الآن، لكن لن ننسى ما قدمه "اميننا" نعيم عبعوب من جهد ورقي ، لكي تكون بغداد أفضل من سواها، لاتصدقوا بيانات لجنة النزاهة فالمتميز عبعوب لايملك من حطام الدنيا سوى عشرين او ثلاثين بيتا في بغداد، وماذا يعني ان للرجل منزلا في بيروت وآخر في دبي ويبحث عن شقة تليق به في فلوريدا ؟
أراد عبد الكريم قاسم أن يبعد عنا ويلات الطائفية، فقتلناه، حاول أن يقول لنا إلى أين ستقودنا الحزبيات والمذهبيات فتركناه يموت وحيدا في وزارة الدفاع، هل نحن شعب لايستحق هذا النوع من المسؤول الذي لا يسمح لنفسه بأكثر من وجبة غذاء بسيطة؟، لا أبناء، لا زوجة، لا أصهار يستولون حتى على ساحات وقوف السيارات، لا مقربين يحتكرون المناصب، مشتمل بسيط في البتاوين، بحث لتحقيق حلمه عن دعاة الدولة المدنية، فضمّ إليه محمد حديد وناجي طالب وابراهيم كبة ونزيهة الدليمي ومصطفى علي وهديب الحاج حمود وعبد اللطيف الشواف الذي سيكتب في مذكراته انه كان يلاحظ ان الزعيم كلما حل موعد الصلاة يذهب الى غرفة مجاورة ليصلي وحده ، لم يكن يريد ان يعرف الآخرون هل هو شيعي ام سني، الذين سيأتون من بعده كان شعارهم الانتماء للطائفة لا الوطن، لا حظ جنابك كيف ان دعاة العراق الجديد لايزالون حتى هذه اللحظة يعتقدون انهم "منذورين" لمهمة سماوية هي تخليص العراق من الكفار امثالنا .
يكتب كسينجر في رثاء لي كوان مؤسس سنغافورة: "الزعيم العظيم هو من ينمي ويطور مجتمعه، فمن خلال إصرار لي على تحسين نوعية التعليم وقمع الفساد وتأسيس الحكومة على الكفاءة، ارتفع الدخل السنوي للفرد في سنغافورة من 500 دولار عام 1965 إلى حوالي 55 ألف دولار حاليا".
سيقول البعض هل وصل بك الامر الى ان تستشهد بسياسي امبريالي، انا مضطر ياسادة والا سأعيد عليكم مقولات حنان الفتلاوي عن الانبطاح، وانتم ستقدرون من الأنفع لحياتنا العامة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 8

  1. د عادل على

    مقارنه_ ثورة عبدالكريم قاسم ايدها الشعب بمظاهراته الميليونيه--من زاخو الى حد الكويت-------السطو على قصر عبدالرحن عارف تم بلورى ينقل شقاوات البعث بقيادة صدام حسين والمرافقان لللورى فى سيارة مرسيدس كانوا حردان واحمد حسن البكر---------هؤلاء كانوا

  2. بغداد

    مقال ممتاز كالعادة يا كاتب العقل والمنطق يا على حسين ، كما عودتنا دائماً تكتب لنا بكلمات بسيطة غير مغلفة بعقد وطلاسم مثل بقية الكتاب الذين يجعلون من مقالاتهم عبارات محشوة بطلاسم غامضة غير مفهومة اما انت فأختيارك دائماً لمواضيع متعلقة دائماً بالوضع الراهن

  3. خليلو...

    احاديثك تنكأ جروحنا وتثير فينا آلاماطوينا عليها أو بالأحرى طوى عليها الزمن سترا ما عدنا نعاني منها ،وانت الله يرضى عليك كلما اطللنا على حروفك احييت فينا تلك الآلام ، ما علينا كما يقولون :إن قتلة عبدالكريم قاسم بقياياهم بيننا اليوم يجني بعضهم ثمر نضاله ال

  4. الشمري فاروق

    هل هناك دوله اسمها الصومال ؟وهل مقاديشو عاصمتها؟ وهل وقف اطلاف النار في هذه المدينه؟..فيها قبيلتان هما عيسى وعفار..تتحاربان وتتقاتلان منذ الازل.. وهذا اسمها الحقيقي ..وكلما اراد المستعمر تمشية اموره حركهما الواحده ضد الاخرى.. اي شركات فيها ؟ومن اين لهم ر

  5. د عادل على

    مقارنه_ ثورة عبدالكريم قاسم ايدها الشعب بمظاهراته الميليونيه--من زاخو الى حد الكويت-------السطو على قصر عبدالرحن عارف تم بلورى ينقل شقاوات البعث بقيادة صدام حسين والمرافقان لللورى فى سيارة مرسيدس كانوا حردان واحمد حسن البكر---------هؤلاء كانوا

  6. بغداد

    مقال ممتاز كالعادة يا كاتب العقل والمنطق يا على حسين ، كما عودتنا دائماً تكتب لنا بكلمات بسيطة غير مغلفة بعقد وطلاسم مثل بقية الكتاب الذين يجعلون من مقالاتهم عبارات محشوة بطلاسم غامضة غير مفهومة اما انت فأختيارك دائماً لمواضيع متعلقة دائماً بالوضع الراهن

  7. خليلو...

    احاديثك تنكأ جروحنا وتثير فينا آلاماطوينا عليها أو بالأحرى طوى عليها الزمن سترا ما عدنا نعاني منها ،وانت الله يرضى عليك كلما اطللنا على حروفك احييت فينا تلك الآلام ، ما علينا كما يقولون :إن قتلة عبدالكريم قاسم بقياياهم بيننا اليوم يجني بعضهم ثمر نضاله ال

  8. الشمري فاروق

    هل هناك دوله اسمها الصومال ؟وهل مقاديشو عاصمتها؟ وهل وقف اطلاف النار في هذه المدينه؟..فيها قبيلتان هما عيسى وعفار..تتحاربان وتتقاتلان منذ الازل.. وهذا اسمها الحقيقي ..وكلما اراد المستعمر تمشية اموره حركهما الواحده ضد الاخرى.. اي شركات فيها ؟ومن اين لهم ر

يحدث الآن

ثلاثة منتخبات تحجز مقاعدها مبكراً في ربع نهائي كأس العرب 2025

القضاء يحسم 853 طعناً على نتائج الانتخابات

الداخلية: العراق بنى منظومة متطورة لمكافحة المخدرات

التخطيط تتجه لتوسيع الرقابة النوعية لتشمل الصادرات والواردات عالية المخاطر

قبول 1832 طالباً في المنح المجانية لكليات المجموعة الطبية

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

 علي حسين أبحث في الأخبار ومجادلات الساسة عن موضوع لعدد اليوم ، وربما عن فكرة أقنع بها القارئ المحاصر بقطع الطرق والأرزاق، وبالعيش في مدن مثل حقول الألغام، شعارها التمييز، ومنهجها الإقصاء، ودليلها...
علي حسين

قناديل: حين استيقظ العراقي ولم يجد العالم

 لطفية الدليمي لعلّ بعض القرّاء مازالوا يذكرون أحد فصول كتاب اللغة الإنكليزية للصف السادس الإعدادي. تناول الفصل إيجازاً لقصّة كتبها (إج. جي. ويلز) في سبعينات القرن الماضي، عنوانها (النائم يستيقظ The Sleeper Awakes)....
لطفية الدليمي

قناطر: أنقذوا الثقافة من الأدعياء

طالب عبد العزيز منذ قرابة عقد من الزمن وأتحاد الادباء في البصرة يعاني من أزمة في اختيار مجلس إدارته، وهو بعلة لا يبدو التعافي منها قريباً، بسبب الاقتتال على المقاعد الخمسة الأولى التي تمثله....
طالب عبد العزيز

الانتخابات العراقية عام 2025: التحديات الداخلية في ظل ضغوط دولية متزايدة ..

كارول ماسالسكي ترجمة : عدوية الهلالي في يوم الثلاثاء، 11 تشرين الثاني 2025، أجرى العراق سادس انتخابات برلمانية ديمقراطية منذ سقوط صدام حسين عام 2003. وقد حققت القائمة الشيعية «ائتلاف الإعمار والتنمية»، بقيادة رئيس...
كارول ماسالسكي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram