TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > بين تردي اليوم وتألق الأمس .. مختصون: الأغنية بحاجة لعودة لجان الفحص

بين تردي اليوم وتألق الأمس .. مختصون: الأغنية بحاجة لعودة لجان الفحص

نشر في: 10 يناير, 2010: 05:17 م

بغداد/ نورا خالد قبل عقدين من الزمن،ومع انفتاح تلفزيون الشباب،بدأ العد التنازلي للاغنية العراقية، وبات كل من هب ودب، يسجل اغنية ويبثها على التلفزيون وشكل هذا منحدراًخطيراً للاغنية، بعدما شهدت عصرها الذهبي في سبعينيات القرن الماضي وجزء من الثمانينيات من خلال عدد من المواهب الموسيقية والشعرية التي اخذت على عاتقها ذلك.
في هذا الاستطلاع أخذنا آراء عدد من المختصين في الموسيقى والغناء الذين كان لهم الدور الأبرز،في علو وسموالأغنية. وكان أول المتحدثين الناقد الموسيقي عادل الهاشمي الذي قال:الأغنية العراقية ماضيها لا يتفق وحاضرها لأسباب عديدة يقف في مقدمتها  غياب التكوين التربوي لكثير من المعاهد الموسيقية،  والأساتذة الذين يتولون الاشراف الدراسي في هذه المعاهد،  الى جانب غياب الدولة المطلق والنهائي عن أي نشاط في هذا المرفق الجمالي،  وكذلك انهيار الموانع التي كانت تقف شاهقة في مجال اختيار الأصوات واختيار القدرات التلحينية مع ضمور القدرات المعرفية في مجال انتقاء المقامات والأنغام والايقاعات.  ولكن الآن انحسرالغناء ان كنا نستطيع ان نسميه غناءً، في مجال الغناء الغرائزي الذي يحرك النصف الأسفل من الجسم  (الترقيص) بينما كانت الأغنية في الماضي تعنى بأمتاع الجزء الأعلى من الجسم. وأضاف الهاشمي:  لذلك لم يعد بالامكان على الاطلاق استرداد ما فقدته الأغنية العراقية من قيم،  وعند ذلك يمكن القول اننا نعيش تخبطاً مذهلاً في مجال الغناء بسبب عدم  وجود رقابة على المصنفات الغنائية ونعني بالرقابة وجود لجنة اختصاصية لفحص الأصوات والألحان، وبغياب هذه اللجنة سقطت المعايير العلمية والعملية في اختيار وانتخاب الأصوات والقدرات التلحينية ونضيف الى ذلك ضحالة النص الغنائي وسقطت عن الاغنية ما يعرف بالشاعرية الغنائية وهي التي ترقى بالحس الغنائي الى الطموح الجمالي ولكوني من موقع المسؤولية بأعتباري قد رافقت رحلة الغناء ما يقرب من نصف قرن أستطيع القول ان الفجر آت مهما طال الليل ومن الممكن اذا ما توفرت النية الطيبة والارادة الخالصة ان تستعيد الاغنية العراقية بعضاً من  ماضيها.وكان للملحن الكبير محمد جواد اموري الذي سمي بصانع النجوم في السبعينيات، لاكتشافه العديد من الأصوات الغنائية المتميزة، رأيه في هذا المجال اذ قال: سابقا كانت هناك ثلاث فرق موسيقية تابعة لرئيس قسم الموسيقى وهي فرقة صباحية وفرقة الوسط للقسم الكردي والتركماني وفرقة مسائية متكونة من عازفي الفرقة السمفونية،  وكانت هناك لجان من خيرة الشعراء وملحني الأغنية العراقية واجبهم اجراء الاختبارات للفنانين الصغار المتقدمين الى الاذاعة والتلفزيون ويتم اختيار الجيد منهم وتقديم المعونة له كما ويتم تعيين الملحنين المناسبين لهؤلاء لوجود ألوان من الغناء الريفي والحديث واختيار ما يناسب اصواتهم. أما الآن على الحكومة أن تنتبه لذلك وتعود هذه الفرق وهذه اللجان الى الاذاعة والتلفزيون الرسمية المتمثلة بقناة العراقية التي فيها عشرات الغرف الفارغة، لتكون هذه اللجان والفرق غربالاً بأمكانه ان يميز الغث من السمين، وبلا هذا تبقى الأغنية تتراجع يوماً بعد آخر، مثلما حصل لها قبل خمسة عشر عاماً أو عشرين عاماً.اما الفنان حسين نعمة الذي أطربنا عبر أكثر من ثلاثين عاماً فقال:  لكي تسترد الأغنية العراقية تألقها وعافيتها فانها تحتاج الى معجزة من معجزات الدنيا لأن المسألة  ليست بالهينة والسهلة فهي تحتاج التى تغيير المجتمع بأكمله ومن المؤسف ان هناك جهات مشبوهة استطاعت ان تروج لمثل هذه الأغنيات البعيدة عن الرقي والقريبة الى الاسفاف.فالمراهق سابقاً كان يستمع الى أم كلثوم وفيروز أما الآن فيتجه الى تلك الأغاني الهابطة. أعتقد بأن الغناء من المؤثرات المهمة على نفسية الشخص فأذا استمع صباحاً الى أغنية تريح أعصابه يبقى متهيجاً طوال يومه والعكس صحيح.ولكن على الرغم من ذلك فأنا متفائل بأن الانسان العراقي يستطيع أعادة الاغنية العراقية الى عصرها الذهبي (السبعينيات)اذا ما تشكلت لجان من قبل الجهات المختصة كلجان فحص النصوص والألحان  واختيارالأصوات وتميز الجيد منها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

بيت المدى يناقش إشكالية

بيت المدى يناقش إشكالية "الهوية والدين" والموقف من المجتمع

 بسام عبد الرزاق اقام بيت المدى في شارع المتنبي، الجمعة الماضية، جلسة فكرية نوعية عن "الهوية والدين" ضيف فيها أستاذ أنثروبولوجيا الدين في الجامعة المستنصرية د. نجم نصر وأستاذ علم الاجتماع والفلسفة في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram